ملح فاسد
شعر وجعاً بقدمه اليمنى
قرر طبيب القرية الجديد
لشفائها ببتر قدمه اليسرى
ملح فاسد / عنوان وحده يشكل نصا أدبيا مستقلا بنفسه ،فدور الملح هو الحفاظ على الطعام من الفساد ،بل يعطيه مذاقا متميزا . كما أن بعض الأملاح تساهم في خصوبة الأرض وزيادة الإنتاج .. قد نعتقد أن النص يبحث في العلاقة الموجودة بين الملح وفسادها على مستوى الأطعمة العصرية ، فالسارد اختار إشارة قوية ليعبر بطريقة مجازية دقيقة عن انتقال الفساد إلى البشر على اعتبار أن أفراد المجتمع هم ملح للحياة ، فالحياة لا تقوم إلا بسعي البشر لتحسين النفس والذات وجعلهما في خدمة الطبيعة والذات الأخرى .وجعل طعم الحياة لها مذاق متميز تتجلى في خدمة الناس وإنقاذ أرواحهم ،والاعتناء بهم ،بمعنى أن الإنسان يجب أن يكون ملحا للآخر ،ينقد جسمه ونفسه بتسخير قدراته المعرفية والتقنية ليكون ملحا مخصبا للبشر وليس مفسدا له.
فطبيبنا هو ملح فاسد ،لأنه متهور ،(وجاهل )لا يتقن حرفته ...عارف ،وخبير ،ومثقف لكنه مستهتر بالبشر ، لا يعطي قيمة للنفس والروح ،فهو خال من كل إنسانية ،وغلطته سواء كانت زلة أو متعمدة فهي تحسب عليه ويدخل ضمن الملح الفاسد ..
نص جميل في عمقه ورسالته ،مراوغ من حيث التأويل والقراءة ،وهنا يكمن سر جودته .فمن السهل أن يتحدث عن الخطأ الطبي مباشرة كنقد للحالات والوضعيات التي تفشت في العصر الحاضر ،لكن النص يشير بقوة إلى فساد نفسية البشر وخلوها من كل سلوك ديني وأخلاقي ومواقف مسؤولة إنسانية.
هكذا قرأت هذا النص الجميل أخي المبدع المتألق قصي ..
محبتي وتقديري
من خلف القضبان .. صاح المتهم بأعلى صوته : يحيا العدل .. يحيا العدل .. يحيا العدل.
غادر القاضي منصته على عجل .. دون أن يلتفت إلى الضجة التي عمّت القاعة بعد النطق بالحكم .
في هذه الأثناء،وفي غرفة مدير أحد البنوك، كانت تضع ساقا على ساق امرأة أربعينية ، تنتظر باسترخاء ،أمر صرف الصك الذي يحمل رقما خياليا نظير إطلاق سراح مجرم عتيد، برّأته المحكمة للتو !.
**********
إذا هي ثلاث مهن تعمل عمل الملح الحافظ من كل فساد ،وهي .. التعليم .. الطب .. القضاء
و كل مهنة من هذه المهن تصبح كارثية إذا ما طالتها يد الفساد ،لكن للأسف هذه المهن فقدت ملحها الذي يحمي الحياة والعلم والعدل.
على العموم .. لا يفسد إلا من هو قابل لأن يفسد ،والحياة ما زال فيها بعض خير .
شكرا أستاذ قصي للعنوان الملهم .
تقديري
ملح فاسد / عنوان وحده يشكل نصا أدبيا مستقلا بنفسه ،فدور الملح هو الحفاظ على الطعام من الفساد ،بل يعطيه مذاقا متميزا . كما أن بعض الأملاح تساهم في خصوبة الأرض وزيادة الإنتاج .. قد نعتقد أن النص يبحث في العلاقة الموجودة بين الملح وفسادها على مستوى الأطعمة العصرية ، فالسارد اختار إشارة قوية ليعبر بطريقة مجازية دقيقة عن انتقال الفساد إلى البشر على اعتبار أن أفراد المجتمع هم ملح للحياة ، فالحياة لا تقوم إلا بسعي البشر لتحسين النفس والذات وجعلهما في خدمة الطبيعة والذات الأخرى .وجعل طعم الحياة لها مذاق متميز تتجلى في خدمة الناس وإنقاذ أرواحهم ،والاعتناء بهم ،بمعنى أن الإنسان يجب أن يكون ملحا للآخر ،ينقد جسمه ونفسه بتسخير قدراته المعرفية والتقنية ليكون ملحا مخصبا للبشر وليس مفسدا له.
فطبيبنا هو ملح فاسد ،لأنه متهور ،(وجاهل )لا يتقن حرفته ...عارف ،وخبير ،ومثقف لكنه مستهتر بالبشر ، لا يعطي قيمة للنفس والروح ،فهو خال من كل إنسانية ،وغلطته سواء كانت زلة أو متعمدة فهي تحسب عليه ويدخل ضمن الملح الفاسد ..
نص جميل في عمقه ورسالته ،مراوغ من حيث التأويل والقراءة ،وهنا يكمن سر جودته .فمن السهل أن يتحدث عن الخطأ الطبي مباشرة كنقد للحالات والوضعيات التي تفشت في العصر الحاضر ،لكن النص يشير بقوة إلى فساد نفسية البشر وخلوها من كل سلوك ديني وأخلاقي ومواقف مسؤولة إنسانية.
هكذا قرأت هذا النص الجميل أخي المبدع المتألق قصي ..
محبتي وتقديري
قراءة معمقة ورائعة ويشرفني انها رافقت النص على الفيس
محبتي وتقديري وفائق احترامي