حينَ تلدني شجرةْ
و يسحقني بركانْ
هل تجد في ما تبَقى مني
ما يدل عَلى أنني من نور؟
غيمة تنوء بما همست لها الرّيحْ
ألا يِكون بعد هَذا الحُطامْ
قد كومني مثل حُزمة رَمادْ!!
تسألني
أين خبأتُ ماء عطري..؟
لكني ما لمحت لشهوة الورد
ألق بِصدري
رِكِبتُ بيداء الرّوح
فزرعتني عطشا
بحديث القوافل
وعناء الرمالْ!
فاعصفي أيتها الرّيحْ
وعانِدي أشرِعتي
فلن يَكون لك
أروع من قدري
وارمي وجهي
عَلى زبد الموجْ
حتى تختفي ملامحي
فلن أجدف بعد الآن لِأنقذ أحْلامي...!
هذا اليوم ثقيلٌ بِما يِكفي
عصيّ على حُلمي
وأنا رَحّالَة بين ضفاف الألم
أجوبُ النهارات
وألهم الأشجار حلمي
بريقي يندس بآخر الشفق
و في مهب الصمت
تنشطر جَدائل زمني
وفي الخَفاء سادرا هذا الغائم بِلا وقت
وأنت أيها الليْل
طفل شبق
ينام فوق صدري
و حزن
و غواية لِلعشق
ومشكاة تضيء أسرار الشغف
غابت في أحْلامك النجوم
و النيازِك
و ظلي
لكن أصابع قمر
لمست شفتي
فانساب في أوصالي دفق
واحترت أين أولي شوقي
بِلا أشرعة أحزاني
لِتلك العيون الحمقى
أعزف نايات الصَّباحْ
وأشتهيك مزامير دهشةٍ
تزين جيد أغنيتي
فلن تلدني غَيْرُ هذي الشهب
وغيرُ صحراء تغزِل آيات الضوء
ففي حنايا النور
أعتلي غسمك أيها الماء
و سدم السحاب سفني
و ها أنا ظِلٌّ غابِرٌ
يرتل شرودهُ
كَيْ يعمد الأطْفال أحلامهمْ
بماء الصباحْ
ويكتبني الفجر
أغنية من حزن الأنبِياءْ
بألْف خُطوة
و ألف دمعة
أصابع الطفولة وحدها
ستغسل حزني
و تلقي خارجا
بكسل أغبِياء
شأوا أن يتخذوا الكوْن
شيْطانا لعبثهم
ويلقوا بشجن أغنية نقية
في مقابر ذبلت شواهدها
الآن حزننا بشساعة الغيب!
فالسؤال ابْن طُفولة
والجواب ابن أبوة الضوءْ
فَأيْن أنا مِنْ جمر الكواكب؟
وَحدود النيازك
وَغيرها يداي
تمتدّ لقطف ثمار القديسين
وَالمثابرين على ترتيب أحْزان السماء؟
أهلاً برجوعك ...
كعادتك سيدتي
تفاجئيننا في كل مرة بمنظومة من الصور الشعرية التي تتطلب أكثر من قراءة
وعليه فإنني
أثبت هذه الرائعة
ولي رجعة في قراءة أخرى
تحياتي العطرة
أهلاً برجوعك ...
كعادتك سيدتي
تفاجئيننا في كل مرة بمنظومة من الصور الشعرية التي تتطلب أكثر من قراءة
وعليه فإنني
أثبت هذه الرائعة
ولي رجعة في قراءة أخرى
تحياتي العطرة
الأستاذ محمد سمير
شكرا لحضورك وأكون سعيدة بعودتك التي سيكون لها
وهج خاص
للحق و للأمانة أقولها : أنك تجيدين العزف بالكلمات و أنك تبهرينني بما تأتين به من صور حمالك الله
هنا تساؤلاتك حزينة ثائرة على ما لا ترتضيه لها في أول مقطع و الذي كان مقدمة رائعة للسبر فيما بعد بأغوار الكلمات بملامح واضحة و ليست ببعيدة عن مدارك القارىء ليعلم كم الحزن الذي اختزنه حرف أستاذتي و هي تستنكر واقعا بذاته
جميلة قصيدتك و لكن هذين المقطعين قد وجدت فيهما كم من الجمال كثير
حينَ تلدني شجرةْ
و يسحقني بركانْ
هل تجد في ما تبَقى مني
ما يدل عَلى أنني من نور؟
يا لها من صورة و من تساؤل يشوبه الوجع
فالشجرة تلد و البركان يسحق من ولدتها الشجرة !! ... رائعة جدا
و حتما أنه سيطفي النور فيها... أ ليس هو بركانا ؟!!....... حلقت هنا عاليا حماك الله
ثم ؛
تسألني
أين خبأتُ ماء عطري..؟
لكني ما لمحت لشهوة الورد
ألق بِصدري
رِكِبتُ بيداء الرّوح
فزرعتني عطشا
بحديث القوافل
وعناء الرمالْ!
كنت مبدعة حماك الله و هذا ليس بغريب على أستاذتي فلقد صارت و الإبداع قرينين
لك تحياتي و عميق إعجابي بحرفك الجميل و تل من
فقط لو سمحت أستاذتي الألقة، انتبهت لبعض الكمات جاء الخطأ فيها سهوا :
لكني ما لمحت لشهوة الورد ألق بِصدري = ألقا،،، لأنه مفعول به منصوب
وفي الخَفاء سادرا هذا الغائم بِلا وقت = سادرٌ لأنه خبر مرفوع
شأوا أن يتخذوا الكوْن شيْطانا لعبثهم = شاءوا ( إن كانت بمعنى أرادوا)