شيوعي زار مكة في موسم الحج فوقف امام نصب الشيطان فقال يا راجمي العالم اتحدوا....
يبقى الأدب الساخر من أجمل الفنون وأصعبها.
المشهد رائع جدا يحمل فكرة لو أتيح لها ان تنتصب بحجمها الطبيعي
ما اتسع لها هذا الكون ..الكون الذي بني على ذات الفكرة التي ينبعث
منها النور إلا أن قدرها ان لا يصل نورها إلا لمن حمل في قلبه الادراك
وفي روحه الوعي...
فموسم الحج فيه تجمع كبير للمسلمين ..ومن شعائر الحج رجم نصب الشيطان
الذي لم يعد موجودا في مكانه.! وبرأيي المتواضع ما كان عليه ان يقول: يا
راجمي العالم.. لأننا لا نرجم العالم وهو يعرف هذا جيدا ..نحن نرجم المادة
التي تمثل إلهه وإن كان لا يؤمن بالخالق.. المدهش والمذهل في كلمته الأخيرة
التي شكلت قفلة قوية وصادمة.. فيا من تجتمعون بعد سفر طويل في ظروف
مناخية قاسية، وتنفقون أموالكم في سبيل هذا التجمع وأداء هذه الفريضة الهامة
ما الذي يمنعكم من ان تتحدوا علما ان دينكم للناس كافة ومع هذا تختلفون لأتفه
الأسباب تستبيحون دماء بعضكم بعضا..فكيف تجتمعون من أجل فريضة واحدة
وتختلفون في مضمون دينكم دين الجماعة الواحدة.!!
الأديب المكرم نزهت عبدالله
أدهشتني فكرتكم والتقاطكم المتقن لمشهد بعيد ..مكانه اللب الذي يحتاج الى تقشير
كثير حتى تصل إليه..إلى ما يجعل من التناقض جسر ا فوق هدير الماء وارتطام
أمواجه بصخور حادة.. ساخرة ولاذعة قدمت الوعي على طبق من نور..
بوركتم وبوركت روحكم الناصعة
احترامي وتقديري
التوقيع
قبل هذا..ما كنت
أميـــز..
لأنك كنت تملأ هذا
الفراغ..صار للفراغ
حيــز.!!