آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-01-2019, 11:38 AM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية محمد خالد بديوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شغل السماء
0 خيبة
0 هــذيان اللحـــظة

افتراضي هذيان من وراء القضبان... السجن..

هذيان من وراء القضبان ......... السجن



كانوا وكأن لكل منهم تخصصه، هذا يسألني، بينما آخر يضربني، وثلاثة يفتشون ملابسي الداخلية والخارجية.الكل كان غاضباً، "لم لا تجيب على سؤالي؟" قال أحدهم، قلت: لأن زميلك أراد سروالي، لقد طلبوا مني أن أنزع كل شئ كما ترى. قال: انزعه وأنت تنتزع من فمك الإجابة،قلت: كيف يا سيدي؟ وهناك من يضربني إذا تجاوزت الصمت؟
وماذا في ذلك؟! تكلم وأنت صامت، واصمت إذا تكلمت، (دبّر حالك ) أفهمت؟! قلت له: لا، لم أفهم، كيف أتكلم وأنا صامت؟! وكيف أصمت وأنا عارٍ وقد تشتتت ملابسي؟! وما أن أنهيت حتى انهالوا عليّ ضرباً بالعصي والسياط والأقدام والأكف، شعرت أنني أتعذب في جهنم، وقد تكون جهنم أرحم من مجموعة لم تعرف لماذا أناهنا! لم أبكِ ولم أستجدِ، كنت كلما سنحت لي فرصة بصقت في وجوههم، وأنا أقول بنفسي: ستنامون الليلة بلا متعة،تسألني لماذا أناهنا؟! ولما يئسوا، أخذوا مني كل شيء، وجاء من يسوقني من الباب الخارجي إلى الباب الداخلي، وبرفقته دخلت، نادى شاباً وقال له: خذه وحدد له المكان. مشيت مع الشاب فقال لي: ما هي قضيتك؟ وقد لاحظت أن الكلمات تخرج من طرف فمه وعين مفتوحة والأخرى مغلقة. فقلت له: لا أعلم، ضحك وهو يشير إلى الثكنة، ولما دخلت قال: هذا سريرك، غادر المكان وهو يقول: الساعة الرابعة طابور؛ ابقَ قريباً. خرجتُ أبحث عن دكان، أو أي مكان لأشتري علبة سجائر، فقد أخذوا مني كل شئ، وحين سألت بدأ الكل يضحك ويقهقه وأنا لا أعرف السبب، تركتهم ومضيت، فإذا برجل بدا في الأربعين من عمره ينادي علي، توقفت، ولما وصلني مد إلى بثلاث سجائر وهو يقول: إياك أن تعطي منها لأحد، السجائر تباع هنا بالأسبوع مرة واحدة، ومهما كنت تملك من نقود لن تقدر على شراء كل حاجاتك، ولكن هناك غير طريقة، وعلى فكرة ما هي قضيتك؟! قلت له صدقني لا أعرف، ابتسم وهو يقول لكل منا قضية وخصوصية، كذلك إذا احتجت لأي شيء فلا تتردد بسؤالي، ومضى، والذي أحزنني أنه ليس في ثكنتي، كان عليّ أن أعرف كيف تكون وجبات الطعام ومتى، ومن هي مجموعتي وكيف أتدبر كل أموري.مضى النهار الأول ثقيلاً، وجاء موعد طابور التفقد، "من يسمع اسمه عليه أن يقول نعم ثم يدخل ثكنته"، دخلت إلى ثكنتي، جلست على سريري وأنا أحاول أن أخفي ألمي وحزني وجوعي، قلت بنفسي: لو كان معي سيجارة.كانت العيون كلها تراقب سكوني، لا أحب الشفقة ولا أحب أن أكون فريسة، وبصعوبة غفوت، مع مرور الأيام والأسابيع كان يشار إليّ بالبنان، وأكثر ما كان يميزني اعتنائي بكل وافد جديد وكل حسب قضيته، وكانت علاقتي بالسيد محمود؛ ذلك الذي تجاوز الأربعين ويكاد أن يتمم الخمسين قد تطورت، (وسجائره الثلاثة لا زالت تشتعل برأسي)، إلى حد كان كل واحد قد باح للآخر بكل همومه وسبب وجوده في السجن، هكذا حاول كل منا أن يفهم، رغم قناعتنا أننا لم نقدر على البوح بكل شيء. علمني كيف أصنع السبحات الخرزية والأساور. وقال لي ذات يوم إنه قضى (16) عاماً في سجن بالخليج العربي، وها هو اليوم يتمم السنة (8) في هذا السجن، فقلت له: وماذا فعلت لتبقى كل هذه المدة؟! ضحك وهو يقول: لا أعرف، ولكن المهم أن موعد خروجي من السجن قد اقترب، وسوف أترك كل ما أملكه هنا لك. أطرقت وأنا أقول عن نفسي: أربعة أشهر وأكمل السنة، وألحق بك يا محمود، قال: نعم، ولكن الأشهر الأربعة ستمضي سريعاً ولن تشعر بها كيف مضت، فقلت: بل هي أطول من سابقتها؛ إذ سأعيشها من دون وجودك، دمعت عيناه وهو يقول (24) عاماً قضيتها من دون أمي، وأمي قضتها من دوني، كنت في أول عمري عندما سجنت ولم أفعل شيئا، صدقني، وما نسب إليّ لا أعرفه، ألم أقل لك؟!"ماذا يا صديقي؟"، أمي ستكون أول الحاضرين في استقبالي عند خروجي.
ورغم ضخامة جثته أحسسته طفلاً وديعاً، في الليل وبعد أن أخذنا إذناً من إدارة السجن تجمعنا لنقيم حفلاً بمناسبة انتهاء مدة محمود وخروجه في الصباح؛ فملأنا الثكنة بالغناء والدخان والضحك، ونمنا جميعا يدثرنا حلم محمود.
في الصباح كانت هناك حركة غريبة ومريبة، كان أحدهم يصرخ ويبكي، كنت أحاول أن أوقظه فلم يرد، هل كان ينتظر مرور أربعة وعشرين عاماً تنتهي في السجن كي يموت؟ لم أصدق ما أسمع وذهبت إلى البوابة الداخلية، وقلت للشرطي: محمود؛ يجب أن أرى محمود، قال لقد جاء أهله وأخذوه، قلت له: إلى أين؟ قال:إلى، وإلى أين يؤخذ الأموات؟! وقعت على ركبتيّ أجهش بالبكاء وأنا أصرخ بأعلى صوتي: محمووووووووووووود، حتى تجمع الكل من حولي، وأنا لا أرى أحداً إلا صديقي محمود بحجم السماء، والأرض تنسحب من تحتي.
في اليوم الثاني، صحوت فإذا بأنثى تحوم من حولي تلبس الأبيض ووجهها كالقمر، قلت: هي الجنة!! أنت يا ملاك، عادت وهي تبتسم وقالت: نعم!قلت لها: أين محمود؟ فضحكت وقالت: محمود؟! من هو محمود ؟! قلت لها: الذي جاء معي إلى هنا.
قالت: لم يأت معك أحد، وعليك أن تستريح. ومضت، حاولت أن أفعل أي شيء ووقفت، وإذا برجل من إدارة السجن يدخل للاطمئنان عليّ، وقال: كيف أنت اليوم يا ولدي؟! قلت: بخير لكنهم يقولون إن محمود غير موجود، قال: ولكن محمود مات، قلت: إذن أين أنا؟ قال: أنت في المستشفى.حاولت أن أبكي فلم أستطع، فقال لي: ما الذي يجعلك تنزعج وأنت لم تعرفه إلا من أشهر، وهذا ما قدره الله له؟! قلت له: وكيف هو حال أمه وهي تنتظره على بوابة السجن؟! قال:اطمئن، هي لم تعرف بموت محمود، قلت له: وكيف ذلك؟! قال: لأنها سبقته بالموت، حاولوا أن يوقظوها من نومها لكي تجهز نفسها لاستقباله لكنها كانت قد فارقت الحياة، لقد دُفِنا بجوار بعضهما بعضاً بوقت واحد!!! نظر إليّ الرجل وأنا أنظر إليه، وضحكت ضحكة مدوية أجبرتْ كل من سمعها على المجيء، حاولت أن أتوقف عن الضحك فلم أقدر، وتجمع الكل من حولي وأنا أقفز على السرير لا أدرك ولا أميز، أأضحك أنا أم أبكي؟! أأشعر بالفرح فأغني!! أم أنني حزين فأنوح!! لا أعرف وصف ذلك الصوت الخارج مني حتى شعرت بوخزة، تألمت قليلاً، وانتبهت.













التوقيع

قبل هذا..ما كنت
أميـــز..
لأنك كنت تملأ هذا
الفراغ..صار للفراغ
حيــز.!!

  رد مع اقتباس
قديم 11-01-2019, 10:15 PM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية هديل الدليمي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هديل الدليمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لا تصالح
0 عجبي
0 أعنّي

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: هذيان من وراء القضبان... السجن..

يالها من حكاية مؤلمة
غالبا ما تكون الفرحة أكبر بكثير من أن نتحمّلها
لقد خرج محمود من السجن الأكبر وهو الدنيا.. وإلى الأبد
خرج ليلقى الله أعدل وأحكم الحاكمين
سرور كبير يكتنفني لدى مصافحتي جمالكم المعهود
تحية إعجاب قد تليق












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 11-03-2019, 12:07 AM   رقم المشاركة : 3
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: هذيان من وراء القضبان... السجن..

قصة مؤلمة ونهاية حزينة
سيلتقون هناك وينام في حضنها بإطمئنان بعد طول غياب

دمت بألق
تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 11-03-2019, 10:25 AM   رقم المشاركة : 4
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :د. ريمه الخاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: هذيان من وراء القضبان... السجن..

لقد اختصرت في قصتك هذه آلاما كثيرة، ضااق فن القصة عنه، واتسع عالم الرواية له.قلم من شوك ورماد، تلقه عصارة من ذهب.
بوركت، كانت قراءة ماتعة، على ريح الدخان.
(انصحك بقراءة رباعية مقبرة الكتب المنسية، ستستفز قلمك جداوجدا أيضا.)







  رد مع اقتباس
قديم 11-03-2019, 02:23 PM   رقم المشاركة : 5
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: هذيان من وراء القضبان... السجن..

قصة مريرة حقا...
لله الأمر
سلمت حواسكم أديبنا الغالي
محبتي والاحترام













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2019, 09:56 AM   رقم المشاركة : 6
أديب
 
الصورة الرمزية محمد خالد بديوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شغل السماء
0 خيبة
0 هــذيان اللحـــظة

افتراضي رد: هذيان من وراء القضبان... السجن..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الدليمي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
يالها من حكاية مؤلمة
غالبا ما تكون الفرحة أكبر بكثير من أن نتحمّلها
لقد خرج محمود من السجن الأكبر وهو الدنيا.. وإلى الأبد
خرج ليلقى الله أعدل وأحكم الحاكمين
سرور كبير يكتنفني لدى مصافحتي جمالكم المعهود
تحية إعجاب قد تليق





الشاعرة القديرة هديل الدليمي


شكرا على هذا المرور الراقي والحضور الشاهق
سررت لسروركم ؛ ولأن النص أعجبكم ولأن لكم قراءة عميقة ومختلفة
شكرا جزيلا على كلماتكم الطيبة المؤثرة ..شكرا على اهتمامكم الكريم


سلمتم وسلمت روحكم النقية محلقة
احترامي وتقديري












التوقيع

قبل هذا..ما كنت
أميـــز..
لأنك كنت تملأ هذا
الفراغ..صار للفراغ
حيــز.!!

  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2019, 10:03 AM   رقم المشاركة : 7
أديب
 
الصورة الرمزية محمد خالد بديوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شغل السماء
0 خيبة
0 هــذيان اللحـــظة

افتراضي رد: هذيان من وراء القضبان... السجن..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   قصة مؤلمة ونهاية حزينة
سيلتقون هناك وينام في حضنها بإطمئنان بعد طول غياب

دمت بألق
تحياتي





صدقت سيدتي الأديبة الحكيمة ..سيلتقون هنك تظللهم السكينة

شكرا جزيلا لكم على حضوركم الراقي وقراءتكم الرائعة والعميقة
شكرا على اهتمامكم الكريم وعنايتكم اللطيفة وتشجيعكم الدائم


الأديبة القديرة عواطف عبد اللطيف

سلمتم وسلمت روحكم النقية محلقة
احترامي وتقديري












التوقيع

قبل هذا..ما كنت
أميـــز..
لأنك كنت تملأ هذا
الفراغ..صار للفراغ
حيــز.!!

  رد مع اقتباس
قديم 12-08-2019, 09:02 PM   رقم المشاركة : 8
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية محمد فتحي عوض الجيوسي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد فتحي عوض الجيوسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 هي قصيدتي
0 تأملات الغروب
0 يا سادة الجفاء

افتراضي رد: هذيان من وراء القضبان... السجن..

نعم شر البلية ما يضحك قصة رائعة بامتياز اسنخدام عناصر القص بحرفية تامة هناك قضايا ركزت عليها السجن بدون سبب الظلم غياب العدل حياة السجناء داخل السجن ضرب تعذيب احتقار وخصوصا إذا كان يعلم السجين أنه مظلوم، المفارقة محمود الذي كان على أمل ليلاقي أمه بخروجه من السجن وهذه هي الدنيا وهذا هو الموت كم من حلم وامل ولكن كان الموت اسبق هادم اللذات الخاتمة كانت موفقة جدا أن بضحك على كل شيء حصل معه قد ضحك على كل شيء













التوقيع

لا تركن للريح تضلك
أنت الربان فلا تيأس

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
***_ صخرةُ الشجن _*** ألبير ذبيان الشعر العمودي 13 05-29-2016 02:30 PM
وجه الشجن أحمد حميد إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 4 03-15-2016 05:07 AM
آدم خلف القضبان ليلى أمين القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 11 01-10-2013 12:15 AM
هذيان قلب خلف القضبان .... سفانة بنت ابن الشاطئ إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 13 09-29-2012 10:31 PM
يمارسني الصحو فاطمة الفلاحي قصيدة النثر 7 08-03-2011 12:16 PM


الساعة الآن 08:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::