المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي عوض الجيوسي
(أحبك أنت إياب الغياب)
لهذا الصباح الخريفيِّ أُهدي غيابي
وأنشر فيه لذيذ اضطرابيْ
وأملأ في قدحي ما يكون من الوُدٍ بُعدي،
وما قد يكون اقترابي
فذا القلب أوعى صدى،
وذي الكف أوْمتْ للترابِ
أجُرّ الحروف قصيدي،
ويأبى القصيد حروفي
أبيحُ خراب جروحيْ.،
لبؤسٍ تجهّم في وجه كاسي
رميتُ بباب المدى ما رميتُ من الأمس أُنسي،
وعدتُ شريدا ألمّ خرابي
وعدتّ أمشّط شَعر الغمام..،
وشَعر الرياح، وعدتُ ألمّ غيابي
وأفتح باب الهوى حين تَطرقُ ذكرى،
أتتْ عبر ظلٍّ،
تسللّ من مخزن الذكرياتِ،
وأشعل موقد حزني ببابي،
وقفتُ على مشهد للسحاب..،
ذرتهُ الرياح بعيدا.. بعيدا
همى في السرابِ
وعاد السراب يجرّ خطاه إليَّ
وصوت تهدّج يبكي أسيّاً
لهذا الصباح الخريفيّ أهدي غيابي
وأسقي يباس القلمْ
ندىً صُبّ من فِيهِ ساقية الفجرِ..،
ثم ارتمى في اليبابِ
يئن اليباب على مقلتيَّ ويبكي المطرْ
تئنّ الصورْ
لذاك الجميل الأغرِّ،
لذاك الحنين المخضّب بالسِّحر والمنتظرْ
أحبُّ حنيني إليكِ،
وأهوى هواكِ،
وملقى صباكِ،
ونفحة عطرك ذاك النّهَرْ
أحبّ الثرى لاهِياً في تماهٍ على قدميكِ،
أحبّ برودة تشرين ملقى أنيني
ومحيا حنينيْ،
ونزف السّحَرْ
أحبكِ أنتِ صباحي الخريفيِّ والمشتهى
أحبك أنتِ إياب الغيابِ..
فعولن ومجازاتها
أحبك أنتِ إياب الغيابِ
للنص أجواء خريفية خاصة والتي تزعج البعض وتضيف
الجمال المعتق عند بعض ىخر..عموما قصائد الخريف تميل
الى اليباس وتساقط الأوراق وصفير ريح خفيفة يعشق صفيرها
ثقوب النوافذ وعدم متانة الأبواب ..تشعل موقد الذكريات والشعور
بالرحيل أحيانا..
إذن هي تخلط المشاعر والأحاسيس المحدقة بصور قديمة تمر مسرعة
فنقف بصمت أمام (حب) عجيب، (إياب) العودة والرجوع والذي يرتبط
بحضور (الغياب) .. فهل حضر الغياب من جديد، ام ان إياب الغياب
قد آن أوانه ..حتى لو عكسنا الصورة سيبقى الغياب ماثلا أمامنا ..وكأنه
يحضر من أجل ان لا يكون الرجوع حاضرا دونه.!! أي تشابك وخلط لا علاقة
ليس بسبب سوء القراءة ..بل لأن القراءة تحاول ان تجلب صورة حقيقية يحاول
النص ان يمررها دون انتباهنا أو أنه لا يريد لانتباهنا ان يلاحظ بعض تفاصيلها.
{{لهذا الصباح الخريفيِّ أُهدي غيابي
وأنشر فيه لذيذ اضطرابيْ
وأملأ في قدحي ما يكون من الوُدٍ بُعدي،
وما قد يكون اقترابي
فذا القلب أوعى صدى،
وذي الكف أوْمتْ للترابِ
أجُرّ الحروف قصيدي،
ويأبى القصيد حروفي
لهذا الصباح الخريفيِّ أُهدي غيابي
وأنشر فيه لذيذ اضطرابيْ
وأملأ في قدحي ما يكون من الوُدٍ بُعدي،
وما قد يكون اقترابي
فذا القلب أوعى صدى،
وذي الكف أوْمتْ للترابِ
أجُرّ الحروف قصيدي،
ويأبى القصيد حروفي}}
لهذا الصباح الخريفي أهدي : غيابي ــ لذيذ اضطرابي ــ أي صيد ثمين هذا
الذي جعلك تمسك بلذة الاضطراب الذي (عادة) لا لذة فيه بسبب الأوضاع النفسية
والجسدية التي تكدر العيش.!! ثم كيف تملأ قدحك من الود بعدك ..ثم اقترابك
لكن ما بال القلب يعي الصدى الآن ..هل هي هبات الخريف، أم الادراك بأوان
الرحيل ..وما بال الكف تشير للتراب ..هل هو شوق الذات للأصل أم هي الفطرة
انتبهت مع صدى النبض لطول الرحلة والماضي ..وبعد توشك هذه الصورة ان
تقول المغزى متجاوزة (التجربة) صورة المادة وما صنع الحدث، لكن هل هذا
الحدث واقعيا م أن الخيال يحاول مزاحمة الواقع ..!!
أجر الحروف قصيدي، ويأبى القصيد حروفي.!!
{{أبيحُ خراب جروحيْ.،
لبؤسٍ تجهّم في وجه كاسي
رميتُ بباب المدى ما رميتُ من الأمس أُنسي،
وعدتُ شريدا ألمّ خرابي
وعدتّ أمشّط شَعر الغمام..،
وشَعر الرياح، وعدتُ ألمّ غيابي
وأفتح باب الهوى حين تَطرقُ ذكرى،
أتتْ عبر ظلٍّ،
تسللّ من مخزن الذكرياتِ،
وأشعل موقد حزني ببابي،
وقفتُ على مشهد للسحاب..،}}
من هذه القطعة ..أبدأ من هنا :
وأفتح باب الهوى حين تَطرقُ ذكرى، أتتْ عبر ظلٍّ،
تسللّ من مخزن الذكرياتِ ـــ لملم خرابك كما تشاء ..مشط للغمام شعره
أنت لم تعد بعد (لكنك تحاول عبر مخيالك) تفتح باب الهوى لطرق الذكريات
أو لذكرى محددة ووقفت على مشهد للسحاب ..السحاب لا يستقر مهما كان بطيئا
{{همى في السرابِ
وعاد السراب يجرّ خطاه إليَّ
وصوت تهدّج يبكي أسيّاً
لهذا الصباح الخريفيّ أهدي غيابي
وأسقي يباس القلمْ
ندىً صُبّ من فِيهِ ساقية الفجرِ..،
ثم ارتمى في اليبابِ
يئن اليباب على مقلتيَّ ويبكي المطرْ
تئنّ الصورْ
لذاك الجميل الأغرِّ،
لذاك الحنين المخضّب بالسِّحر والمنتظرْ
أحبُّ حنيني إليكِ،
وأهوى هواكِ،
وملقى صباكِ،
ونفحة عطرك ذاك النّهَرْ
أحبّ الثرى لاهِياً في تماهٍ على قدميكِ،
أحبّ برودة تشرين ملقى أنيني
ومحيا حنينيْ،
ونزف السّحَرْ }}
من همي في السراب الى ونزف السَحَر تجد الكثير من البوح
ما بينهما الكثير يمر عبر لحظات سريعة تمد سواعدها الى أقصى
ما يمكن لملامسة الماضي يئن اليباب وتئن الصور ويبكي المطر
تجربة تنتفض منها عاطفة تصورها والتشبث بصدى صوتها التشريني
لكنها لحظات عابرة ..وليدة خيال وذكرى تحاول ايجاد مكانها في واقع
لا يقبلها إا على هيئة مشاهد بعيدة أو صورا تركض مسرعة..ثم تأتي
القفلة لتؤكد عبور هذه الذكرى وصداها فيقول:
والمشتهى ..وكأنه الشئ الذي نشتهي ملامسته ..تذوقه ..استعادة ارتجافة
قديمة لا تقسم على رقم صحيح..ومع مرور الوقت واختلاف صور الأمكنة
تبقى (أحبك أنت) أما إياب الغياب فهي لحظة تتكرر مثل نبض القلب في
أحوال الحياة.. مستقرة ..وتتسارع حين يأتي تشرين أو الخريف وذكرى تئن
خلف أسوار الماضي.
شاعرنا المبدع محمد فتحي عوض الجيوسي
للخريف سطوته فلا تفتح له كل الأبواب ..نص ولد في صباح
خريفي ..استيقظت قبله قوافل من الصور والذكريات ..وكأن
الأنين بقي حتى زال السراب.!!
بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري
التوقيع
قبل هذا..ما كنت
أميـــز..
لأنك كنت تملأ هذا
الفراغ..صار للفراغ
حيــز.!!
للنص أجواء خريفية خاصة والتي تزعج البعض وتضيف
الجمال المعتق عند بعض ىخر..عموما قصائد الخريف تميل
الى اليباس وتساقط الأوراق وصفير ريح خفيفة يعشق صفيرها
ثقوب النوافذ وعدم متانة الأبواب ..تشعل موقد الذكريات والشعور
بالرحيل أحيانا..
إذن هي تخلط المشاعر والأحاسيس المحدقة بصور قديمة تمر مسرعة
فنقف بصمت أمام (حب) عجيب، (إياب) العودة والرجوع والذي يرتبط
بحضور (الغياب) .. فهل حضر الغياب من جديد، ام ان إياب الغياب
قد آن أوانه ..حتى لو عكسنا الصورة سيبقى الغياب ماثلا أمامنا ..وكأنه
يحضر من أجل ان لا يكون الرجوع حاضرا دونه.!! أي تشابك وخلط لا علاقة
ليس بسبب سوء القراءة ..بل لأن القراءة تحاول ان تجلب صورة حقيقية يحاول
النص ان يمررها دون انتباهنا أو أنه لا يريد لانتباهنا ان يلاحظ بعض تفاصيلها.
{{لهذا الصباح الخريفيِّ أُهدي غيابي
وأنشر فيه لذيذ اضطرابيْ
وأملأ في قدحي ما يكون من الوُدٍ بُعدي،
وما قد يكون اقترابي
فذا القلب أوعى صدى،
وذي الكف أوْمتْ للترابِ
أجُرّ الحروف قصيدي،
ويأبى القصيد حروفي
لهذا الصباح الخريفيِّ أُهدي غيابي
وأنشر فيه لذيذ اضطرابيْ
وأملأ في قدحي ما يكون من الوُدٍ بُعدي،
وما قد يكون اقترابي
فذا القلب أوعى صدى،
وذي الكف أوْمتْ للترابِ
أجُرّ الحروف قصيدي،
ويأبى القصيد حروفي}}
لهذا الصباح الخريفي أهدي : غيابي ــ لذيذ اضطرابي ــ أي صيد ثمين هذا
الذي جعلك تمسك بلذة الاضطراب الذي (عادة) لا لذة فيه بسبب الأوضاع النفسية
والجسدية التي تكدر العيش.!! ثم كيف تملأ قدحك من الود بعدك ..ثم اقترابك
لكن ما بال القلب يعي الصدى الآن ..هل هي هبات الخريف، أم الادراك بأوان
الرحيل ..وما بال الكف تشير للتراب ..هل هو شوق الذات للأصل أم هي الفطرة
انتبهت مع صدى النبض لطول الرحلة والماضي ..وبعد توشك هذه الصورة ان
تقول المغزى متجاوزة (التجربة) صورة المادة وما صنع الحدث، لكن هل هذا
الحدث واقعيا م أن الخيال يحاول مزاحمة الواقع ..!!
أجر الحروف قصيدي، ويأبى القصيد حروفي.!!
{{أبيحُ خراب جروحيْ.،
لبؤسٍ تجهّم في وجه كاسي
رميتُ بباب المدى ما رميتُ من الأمس أُنسي،
وعدتُ شريدا ألمّ خرابي
وعدتّ أمشّط شَعر الغمام..،
وشَعر الرياح، وعدتُ ألمّ غيابي
وأفتح باب الهوى حين تَطرقُ ذكرى،
أتتْ عبر ظلٍّ،
تسللّ من مخزن الذكرياتِ،
وأشعل موقد حزني ببابي،
وقفتُ على مشهد للسحاب..،}}
من هذه القطعة ..أبدأ من هنا :
وأفتح باب الهوى حين تَطرقُ ذكرى، أتتْ عبر ظلٍّ،
تسللّ من مخزن الذكرياتِ ـــ لملم خرابك كما تشاء ..مشط للغمام شعره
أنت لم تعد بعد (لكنك تحاول عبر مخيالك) تفتح باب الهوى لطرق الذكريات
أو لذكرى محددة ووقفت على مشهد للسحاب ..السحاب لا يستقر مهما كان بطيئا
{{همى في السرابِ
وعاد السراب يجرّ خطاه إليَّ
وصوت تهدّج يبكي أسيّاً
لهذا الصباح الخريفيّ أهدي غيابي
وأسقي يباس القلمْ
ندىً صُبّ من فِيهِ ساقية الفجرِ..،
ثم ارتمى في اليبابِ
يئن اليباب على مقلتيَّ ويبكي المطرْ
تئنّ الصورْ
لذاك الجميل الأغرِّ،
لذاك الحنين المخضّب بالسِّحر والمنتظرْ
أحبُّ حنيني إليكِ،
وأهوى هواكِ،
وملقى صباكِ،
ونفحة عطرك ذاك النّهَرْ
أحبّ الثرى لاهِياً في تماهٍ على قدميكِ،
أحبّ برودة تشرين ملقى أنيني
ومحيا حنينيْ،
ونزف السّحَرْ }}
من همي في السراب الى ونزف السَحَر تجد الكثير من البوح
ما بينهما الكثير يمر عبر لحظات سريعة تمد سواعدها الى أقصى
ما يمكن لملامسة الماضي يئن اليباب وتئن الصور ويبكي المطر
تجربة تنتفض منها عاطفة تصورها والتشبث بصدى صوتها التشريني
لكنها لحظات عابرة ..وليدة خيال وذكرى تحاول ايجاد مكانها في واقع
لا يقبلها إا على هيئة مشاهد بعيدة أو صورا تركض مسرعة..ثم تأتي
القفلة لتؤكد عبور هذه الذكرى وصداها فيقول:
والمشتهى ..وكأنه الشئ الذي نشتهي ملامسته ..تذوقه ..استعادة ارتجافة
قديمة لا تقسم على رقم صحيح..ومع مرور الوقت واختلاف صور الأمكنة
تبقى (أحبك أنت) أما إياب الغياب فهي لحظة تتكرر مثل نبض القلب في
أحوال الحياة.. مستقرة ..وتتسارع حين يأتي تشرين أو الخريف وذكرى تئن
خلف أسوار الماضي.
شاعرنا المبدع محمد فتحي عوض الجيوسي
للخريف سطوته فلا تفتح له كل الأبواب ..نص ولد في صبا. ح.
خريفي ..استيقظت قبله قوافل من الصور والذكريات ..وكأن
الأنين بقي حتى زال السراب.!!
بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري
لا أدري أهي القصيدة جميلة أم أنها تحليلاتك الفذة الغائرة في النص تقتنص منه جمال الحروف والدلالات استاذ بديوي بوركت لهذا النفس التحليلي وألف شكر