لا تنسحب ( مهداة إلى شاعرنا الكبير عبد اللطيف غسري )
تمسك بحلمك .. يا صاحبي
فأنت الذي سألت الصباح
بأن يستريح على ساعديك
و أنت الذي سردت الحكاية
تلو الحكاية .. و قررت أن
تستمر النهاية ...
تمسّك .. بحبك يا سيدي
فدرب الحضارة صعب ٌ
و بوحك شدو ٌ جميل
ألم تقرأ الأوراق ؟!
فيها معاناة الجنون
من الجنون ..
فيها بساتين ٌ تشد
بنفسها عن ريحها
المفتون ...
فيها حروف ٌ تستميحك
لحظة ً يا صاحبي أن
تبادلك الجنون ..
فيها كؤوسٌ تلتقي
و الكره قد أدمى العيون
و الزنازين القديمة
قد أقامت لنفسها
حفلا ً غنائيَّ الشجون
يا صاحبي .. ما لي أراك
قد سئمت حديثنا .. و صراخنا
و كلامنا المسجون
ما لي أراك تُعيد ُ شمسك
في الحقيبة راحلا ً ...
فعتمة الليل سوف
تعطينا الظنون ...
لا تنسحب ... فتململ الكرسي
شوقا ً للبكاء ... لا تنسحب
فعيون عقلك سيدي
تبحث عن رداء ...
قد تنتهي الأقلام و الاوراق
و الأفكار و الأشعار .. إن عاد
الرجاء مكبلا ً تقوده دبابة ٌ
عمياء ...
لا تنسحب ... فحروفك
يا صاحبي .. ترتدُّ مطراً
للسماء ...
و طريقك الباكي يئن
على خطاك ... و ينثر الحروف
في السماء .. فتورق الأزهار
و الغناء ...
يا صاحبي .. اضحك قليلاً
فنورك يداعب الأوراق
في المساء ...
و شِعرك العربي تحمله
فراشات ٌ فترجع ... خطوتين
إلى السماء ...
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...