يوم السبت :
دخلت لتوِّي لمكتب الإنترنت لأكتب لك ما كتبته في مكتب الإنترنت الذي خرجت منه قبل قليل
و لا أعرف ماذا كتبت !
أظن أنني أخبرتك بسرِّي الذي كشفتِهِ قبل أعوامٍ.
يا صغيرتي : هل لكِ أن تحضري إلى منفاي ؟
يوم الأحد :
دخلت لتوي إلى عيادة الطبيب
رحّب بي مبتسما مستفسرا عما أعاني
طلبت فنجان قهوة
فأجابني : قبل فحص قلبك أم بعد أن ننتهي ؟
و بعد المعاينة منع عني القهوة !
فلقد وجدك متربعةً، تملئين القلبَ، وحيدة تحتسين قهوتك
فقال لي : قلبك بها مزدحمُ !
يوم الإثنين :
دخلت لتوي إلى صالون الحلاقة، طلبت من الصبي أن يعيد لون شعري إلى ما كان عليه قبل عشرين سنة
فأجابني : و لكنك يا سيدي قد غادرتني قبل عشرين دقيقة بعد أن أعدته إلى ما كان عليه و أنت في العشرين !
يوم الثلاثاء :
دخلت قبل قليل إلى محل بيع الزهور لأشتري لك وردة ً
و قبل أن أبدأ الكلام، قال لي : تفضل يا سيدي،
خمسون وردة بالتمام والكمال ؛ حزمتها لك في باقة كما طلبت مني قبل خمس دقائق !
يوم الأربعاء :
دخلت إلى المكتبة قبل قليل لأضع شيئا في جوفي، فلقد تذكرت أنني لم آكل شيئا مذ رحيلك
و لا أدري يا حبيبتي لمَ طردوني عندما طلبت طبقَ حساء !
يوم الخميس :
غادرت المكان قبل قليل مستاءً، لقد احتالوا عليّ يا حبيبتي
فبعد أن حجزت لك مقعداً في صالة السينما، طلبوا إليّ أن أجلس محلك .
و عندما اعترضت ؛ أخبروني أنني المُشاهد الوحيد الذي اشترى بالأمس كل التذاكر!
يوم الجمعة :
حبيبتي : أظن أنني بتُّ أعاني النسيان منذ رحيلك عني
فقط أرسلي لي عنوان عملي
لأنني أتذكر الآن جيدا أنه كان كلمة المرور لبريدي الإلكتروني.
يوم السبت :
نسيت أنني قد انتهيت قبل قليل من كتابة مذكراتي فأعدت كتابتها قبل قليل أيضا
فقط أخبريني يا حلوتي : من الذي هاجر ؟
أ أنا من هاجر، أم أنت ِ ؟!
عندما اقرأ نصاً ما .. أسافر معه في تفاصيله الدقيقة
أحاول أن أبادله أحلامه و انكساراته ، أفتش معه عن نهاية ٍ
قد تكون جميلة .. أشرب فنجان قهوتي ثم أدرك أنني لم اقرأ شيئاً
إلا نفسي .
هذه الخاطرة .. إن كانت خاطرة فهي تعبير ٌ مؤلم عن ما تختلجه النفس البشريه
من احلام ٍ قد تكون بسيطة للغاية للوهلة الأولى .. لكن عندما أمعن النظر جيداً
أجد صمتاً رهيباً يخيم على تلك الأاحلام التي قد يمر عليها الكثيرون دون أن يعوا مقدار ما تحمل
من معاناة ... أستاذتي الكبيرة / و أخيتي و طن النمراوي .
هنا يستوقفني النص طويلاً و ما زال كذلك ... ففيه ذاكرة ٌ محنطة ٌ تسافر في جسد ٍ
مضطرب ٍ برحيله عن عالمه .. فلم يعد يعي إن كان وهما ً أم لا ... حماك ربي .
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
يوم الإثنين :
دخلت لتوي إلى صالون الحلاقة، طلبت من الصبي أن يعيد لون شعري إلى ما كان عليه قبل عشرين سنة
فأجابني : و لكنك يا سيدي قد غادرتني قبل عشرين دقيقة بعد أن أعدته إلى ما كان عليه و أنت في العشرين !
مهما أراد أن يغير
متناسياً إن الزمان قد أخذ منه ما يريد
وهو يركض
لعله يدرك الحقيقة!!!!
أستمتعت باليوميات
كنت رائعة بالبوح بلغة الآخر
ونثر يومياته بهذه العفوية
التي ينفذ صدقها ومشاعرها للقارئ بيسر
مؤلم كــالدبابيس تنخر عمق الوجع ..و لكن بلذة الحنين
الأستاذة وطن تحية لريشتك
تحية لك بحجم الكون
نعم، صدقت أديبتنا المبدعة مرمر
فهي ذاكرة تأكلها ذاكرة و تنبش في أعماق الذات عن مزيد من بقايا ؛ لتقتات عليها
حماك الله و سلمك من كل وجع
إنما أردت زرع ابتسامة خفيفة على محياك حينما تقرئين بعض من يومياته
و التي حاولت أن أكللها بابتسامة خفيفة ؛ لتغطي وجع البعد و الفراق، و تخفي أنة عميقة باتت منذ سنين بين سطوره.
تابعيه ؛ فما زال في دفتر يومياته العديد من الدبابيس إن أحببت تسميتها كذلك
محبتي لك و شكري الجزيل لمرورك الجميل بدفتر يومياته
و بيدر