آخر 10 مشاركات
مجاراة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي .. سلو قلبي (الكاتـب : - )           »          كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ***_هذا غديرك_*** (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هي الأقدار (الكاتـب : - )           »          قراءة تحليلية لقصة "جنون" للأديبة أحلام المصري/ مصر (الكاتـب : - )           »          نكوص (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة

الملاحظات

الإهداءات
عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : من الروح إلى هيئة أرواح النبع الكرام ؛ الجسد بلا أرواحكم خاوية************ و عُديركم تقصيرنا ************ محبتي و الود

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-02-2009, 01:37 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية عادل الشرقي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عادل الشرقي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي عذابات الغربة وتجليات الألم

عذابات الغربة وتجليات الألم
عادل الشرقي
منذ طفولتي وأنا لا أعرف العيش بين بين ، أما الوثوب الى الأعلى أو البقاء ساكنا في ذات المكان ... ومنذ طفولتي أيضا وأنا لا أحب البقاء بين الحب واللاّحب، أو بين أن أكون أو لا أكون ... ولهذا فقد كانت الغربة بالنسبة لي شيئا صادما ومعذبا حدّ الأرق .
في البدء ... حين غادرت بغداد ... وأنا أحزم أمتعتي ، مصطحبا عائلتي ، كنت أتلفت ذات اليمين وذات الشمال ... أتطلّع بأسى بالغ لكل ركن من أركان البيت الذي بنيته حجرا حجرا وطابوقة طابوقة ، ولا أدري لماذا عادت بي الذاكرة الى تلك الأيام التي كنت أستيقظ فيها عند الساعة الرابعة صباحا كي أذهب الى معامل الطابوق بعد الكمالية ، لأعود ومعي ( عشرون ألف من الطابوق الجمهوري ) تحديدا لبناء ذلك البيت الذي كنّا نحلم بالعيش به ، ولكم أتعبت ( أسطة ) البناء آنذاك في الطلب اليه أن يفرط في رش المزيد من دواء الأرضة الذي كان غاليا
وقتذاك ... وكم غاليت أيضا في وضع المزيد من ( شيش ) الحديد في الأساس كي
يكون أكثر قوة ومتانة .
غادرت البيت دون وداع ... تاركا فيه ذكريات لا تنسى .
وقبل أن أضع قدمي على عتبته الخارجية ، تناهى الى سمعي صوت ولدي حيدر
- بابا وينك ؟
- نعم باباتي
هذه جريدة الجمهورية فيها قصيدة لك وجدتها ملقاة على أرض الغرفة -
- أوه هذا عدد قديم أيّام كان الأستاذ سعد البزّاز رئيسا لتحرير الجريدة
- نعم بابا كان عمو سعد يحبك كثيرا ، وينشر قصائدك بعناية .
أغمضت عيني على دمعة حبستها بعناء شديد ... بينما كان صوت سائق ( الجمسي ) يلعلع :
- وينك ياعمو حيدر هسه وكت قصيدة .
خرجنا من البيت فجرا وعيوننا تتطلع اليه ... هكذا خلسة ودون أن يعرف بنا أحد من الجيران ، وكأننا قد اقترفنا جرما ... وليس هنالك من يصدق أنني ولأول مرة في حياتي أسمع وأرى بيتا يبكي ، اذ رأيناه ونحن ننظر اليه من الخارج كابيا منطفئا وحزينا .
بلى ياصديقي الفنان ( عاصي الحلاني ) ، وأرجوك أن لاتتعجب من قولي ، واذا كنت قد رأيت الباب ( عم يبكي ) ، فقد رأيت بيتي يبكي بكل مافيه ، أبوابه ، شبابيكه ، جدرانه كلّها تبكي .
غادرنا البيت ، ونحن نحبس داخل صدورنا حسرات تقطّعت لها نياط قلوبنا ، قلت مع نفسي : كم هو مؤلم ومخجل أن يغادر المرء دون أن يودع جيرانه وأقرباءه ، وكم هو أقسى عليه أن يترك أصدقاء العمر ومحبيه دون وداع ؟ .
وهكذا وجدنا أنفسنا نحتشد جميعا في ساعات الفجر الأولى في سيارة ( الجمسي ) ومعنا ما استطعنا حمله من أ متعة السفر ، وعند لحظة انطلاقنا صحت : اللهمّ صل وسلم على محمد وآل محمد ، فردد معي أولادي وزوجتي والسائق الدعاء نفسه ، ثم فتح السائق جهاز التسجيل ليسمعنا دعاء السفر .
بعد زمن لم نحسبهه كنا قد قطعنا شوطا لابأس به من الطريق ، حيث عبرنا ( الفلوجة ) ، أحسست أن يدا دافئة تمسح عن خدي الدموع ، انها يد زوجتي ، قالت : مابك... هل تبكي ياعادل ؟ المطلوب منك أن تكون قويا ،وأن نستمد نحن منك الصبر ،أنت أبونا وأنت الكبير ، قلت وأناأ نشج كالطفل : بل أنا الآن أصغر حتى من أطفالي ، لو تعرفين ياحبيبتي أنني أحسّ الآن بأن عجلات السيارة كلّما سارت مسافة فانها تكون قد مشت على طول جسدي قالت : الله هو المعين وحسبي الله ونعم الوكيل على كل من كان السبب في خروجنا ، قلت حسبي الله ونعم الوكيل .
وضعت رأسي على كتفها ، نعم على كتف امرأة كنت غالبا ما أغضب منها أو أنزعج لسبب أو لآخر ، وها أنذا الآن أحتاج اليها ، وأضع رأسي على كتفها كالطفل تماما ، وهاهي ذي تشاطرني الهمّ والغم .. قلت لها بهمس يختلط فيه الحزن : مانوع هذا الشامبو الذي يفوح من شعرك ؟ ... قالت : ( صن سلك ) هل نسيته يا عادل ... أنت الذي اشتريته لي قبل أيام ... قلت بلى تذكرت .
غفوت بعضا من الوقت على كتفها .... واستيقظت على صوتها بعد وقت لاأعرف كم كان طوله : عادل عادل مابك ... مالذي تقوله ؟
عدّلت من جلستي ، وأبعدت رأسي قليلا عنها ، قلت : أتعرفين ماذا رأيت خلال غفوتي القصيرة ؟ قالت وهي تتصنّع الابتسامة : ماذا رأيت ؟ قلت لقد رأيت نفسي وكأنني في احدى قاعات بغداد الكبيرة ألقي قصيدة أمام جمهور غفير ، وكان الجمهور يبكي ... قالت : ومانوع القصيدة ؟ قلت : ما زلت أتذكر قسما منها اسمعي :



أقول والنار تسري في شعاب دمي
وا حسرتاه على بغداد وا ألمي
وا لوعتي من سكاكين تمزقهـــــــا
كي لايرى من عراها أي مرتسم
ووا دماء العراقيين كم هرقـــــــت
على أديم الأسى والنار والعــــدم
ووا بكائي ووا حزني على بـــلد
كان اسمه عندما أتلوه ملء فمي
**********
لم أكن أعرف أن عيني زوجتي كانتا تفيضان بالدموع الاّ عندما أحسست بحرارة تلك الدموع وهي تبلل جزءا من قميصي حيث تبلل كتفي القريب منها ، مما أثار حفيظة السائق فالتفت الى الوراء قائلا :
( ها أم حيدر اشتغلت ، مو واعدتينا ما تبجين ) بالطريق ؟
بعدها ران صمت رهيب مشوب بالحزن والترقب والأسى... قال السائق : عمي أبو حيدر قال الله تعالى : (قل لن يصيبنا الاّ ماكتب الله لنا ) .
قلت : ونعم بالله
بعد ساعات طويلة مضنية ... كنّا نجترّ فيها الآلام ، ونتنفس أحزانها ، رأينا فيها أنفسنا نذهب باتجاه عالم نجهله ، ولكننا نعرف أنه الملاذ الوحيد ، لاحت من بعيد معالم الوليد الحدودي ، وعند وصولنا أجرى شرطة الحدودالعراقية واجباتهم ،بعدها أحسست عندما ودعنا حدودنا متجهين صوب الحدود السورية أننا نودع العراق الحبيب لأجل غير معلوم
.






  رد مع اقتباس
قديم 12-03-2009, 02:05 PM   رقم المشاركة : 2
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عذابات الغربة وتجليات الألم

لم أكن أنوي ارحيل
ولكن؟؟؟
كٌتِبت لي الغربة
أن أعيشها وأكتوي بمرارها
ليحرقني وينال مني

عشت مع حروفك وذكريات أيام رحيلي

وكتب لدموعي ان تنهال اليوم مرتين

دمت بخير

تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 10-06-2010, 11:58 PM   رقم المشاركة : 3
نبعي
 
الصورة الرمزية مرمر القاسم






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :مرمر القاسم غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عذابات الغربة وتجليات الألم

كان ذات يوم زمن جميل
والآن بقي لنا ذكرى تقتات من دمنا

تحية تليق نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة













التوقيع

لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,




امرأة محتلة
  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2010, 12:02 PM   رقم المشاركة : 4
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عذابات الغربة وتجليات الألم


الأفضل أن لا أمر على نصوصك بعد الآن فإنك لا

تزرع الحزن وإنما تطعننا بسهام الألم والوجع

لله درك مبدع في نثرك كما هي أشعارك

لا أظنها خاطرة وإنما قصة تموج بالحزن القاتم













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2010, 08:56 PM   رقم المشاركة : 5
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية دوريس سمعان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : دوريس سمعان متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عذابات الغربة وتجليات الألم

وتحتلنا الغربة
فتفرض سيطرتها على القلوب
وتحيلنا إلى شظايا متناثرة
في كل بقاع الأرض

حرف .. امتزج فيه الحنين بالتمرد على الواقع السائد

تقبل أرق تحياتي يا سيدي












التوقيع



وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ

( المتنبي )

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2010, 12:11 PM   رقم المشاركة : 6
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :أمل الحداد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عذابات الغربة وتجليات الألم

قسمًا بالله العلي القدير
إنني بكيتُ حتى أنهك البكاء قواي
فقد كان بين السطور بعضًا من (أمـل)
والكثيرُ من آلامها..!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل
"
"
الأستاذ عادل الشرقي
لك تحية من الأعماق
ودمتَ بألف خير سيدي












التوقيع



  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2010, 02:59 PM   رقم المشاركة : 7
شاعر
 
الصورة الرمزية عادل الشرقي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عادل الشرقي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: عذابات الغربة وتجليات الألم

أيها الأحبة عواطف عبد اللطيف ، مرمر القاسم،عبد الرسول معلة ،ديزية سمعان،أمل الحداد، تحية لكم من اعماق الروح المعذبة ، وبودي أن أقول لكم جميعا : لقد قرأت ذات يوم هذه القطعة النثرية أمام صديقي الروائي السوري الكبير فاضل السباعي ، فبكى بكاء مرا وحين حاولت التوقف عن القراءة رفض ذلك قائلا : لاتتوقف دعني أبكي أنا بحاجة للبكاء منذ زمن طويل ، ثم قال : مثل هذا الكلام سيوضع في مناهج اللغة العربية في العراق في المستقبل ، المهم سادتي : لقد كانت تعليقاتكم بلسماً يداوي بعض جراحي ، ولهذا فأنا فخور بما كتبه شيخ النبع وأبو مبدعيه الأستاذ عبد الرسول معلة ،وأدعوه لأن يكون أكثر تحملا ، ففي جعبتي المزيد مما سأبعثه للنبع في المستقبل ، وأشعر بالزهو لما قالته المبدعة أمل الحداد التي فاضت دموعها لأنني ذكرتها بعذاباتها، ولهذا فأنا أقول لها : لقد أحسست بحرارة دوعك الزكية ، وسأجعل منها زيتا يضيء قناديل غربتي ، واشعر بالامتنان لعزيزتي عواطف عبد اللطيف التي غالبا ماتغمرني بكلماتها الدافئة، وتطفيء أوجاعي، وأشعربالفخر والاعتزاز وأنا أقرأ دائما ملاحظات المبدعة مرمر القاسم التي تحمل ذات جرحنا في فلسطين، تحية لديزية سمعان التي شاطرتني حزني ، فكتبت بنبض القلب حروفا تقطر مودة، تحية لكم جميعا .






  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::