وليس للحظها أبداً دواء أحبُّ دلالها وأهيم فيه ويرفضُ وَصْلَها منّي الحَياءُ أتوهُ بحُسْنها شَوْقاً وحبّاً ويحرقُ مهجتي منها الضياء إذا تمشي فغصنٌ قد تَثنّى وإن ولَّت كما تجري الظباء وإن غمضتْ إذا حضرتْ لنومٍ فطفلٌ في الفراشِ له الثناءُ جلستُ وصاحبي أشكوه همّي وشاركنا تَناجينا المساء أحدّثه الرّوايةَ منذُ عَهْدٍ بقرب ( السَّبْعِ ) إذ بدأ اللقاء دُهشتُ بدمعه يَلْوي حَديثي ويَنْصَحُني ، فما هذا الوفاء!! وطالَ حَديثُنا حَتى انْتَشَينْا بِلثْم مُدامةٍ فيها الهناءُ شَرقْتُ بدَمْعَتي أمّا صَديقي فصاحَ بعنوةٍ: هذا شَقاءُ فَسالتْ دمعةٌ من عَينِ صَبٍّ وعذّبني التَّجني والجَفاء بَلاني الدهرُ في حُبٍّ عَظيمٍ وأرَّقَ مُهْجَتي هذا البَلاءُ فَطَوْراً أفَتديهِ بِدَمْعِ عَيْني وَطَوْراً لا أطيقُ لهُ فِداءُ تحمّلتُ المشقّةَ حيث يعيا نبيُّ الله أيّوبَ احتواءُ سأسردُ قصّتي منْ غَيرِ خَوفٍ وأروي ما أطيقُ له رِواء ففيها دمعةٌ ثمَّ ابتسامٌ وفيها فرحةٌ ثمَّ اكتواءُ مضيتُ بمفردي في ظُلْم ليْلٍ وَجَدْتُ بلَيْلَتي ما قَدْ أشاءُ فَتاةٌ مثل بَدْرٍ قدْ تجلّت بحُسْنٍ لا يجُاريها البَهاءُ ويبدو شَعْرُها حُلوا طويلاً يطيرُ ، فكيفَ إنْ هَبَّ الهَواءُ وأمّا وَجْهُها يَبْدو بَريئًا فليسَ كمثله يبدو صَفاءُ طويلٌ جيدُها والخَصْرُ مثلي نحيلٌ إننا دوماً سَواء وتمَضي قِصّتي في حُبِّ سَلْمى ليَوْمٍ فيهِ قدْ وقَعَ الجَفاءُ لأعلمَ أنني من بين ألْفٍ مُحاصر في هَواكِ وذا غباء وفيتُ بحبها لكنَّ سلمى سَلَتْ قلبي ، فما هذا الرّياء تُحدثني سليمى وهي تَبْكي ومزّقَ مُهجَتي منْها البُكاءُ وَتَطْلُبُ رُؤْيَتي مِنْ قُرْبِ َبْيتي وَتَسألُني وَقَدْ حَلَّ المَساءُ ولمّا أن تَلاقَتْ مُقْلتانا بَكَتْ سَلمى َوراوَدَني البُكاءُ وَضَمّتْ صَدْرَها فوقاً لِصَدْري لِتَرْسُمَ قُبْلَةً فيها الشِّفاءُ عفيفٌ كانَ مَجلسُنا ولكنْ مضى في حين غَفْلتنا اللقاء تَعاهَدْنا على حُبٍّ خفيٍّ وَلَنْ يُنْهي مَحَبَّتَنا الخَفاء فسلمى مِثْلُ عُصْفورٍ جَميلٍ تَغنّى حَيْثُ قَدْ طابَ الِغناءُ بحبكِ يا سُليمى ضاءَ قَلْبي بِغَيْرِ هَواكِ قلبي لا ُيضاء فلا ليلى تُساوي منك ظفراً ولا نَشوى ولا حَتّى هَناء ولو كلُّ النِّساءِ كمثل سلمى لسادَ الدهرَ في زمني النساء فكلُّ جميلةٍ تلقاك يوماً تقولُ بحسرةٍ إنّي هباء ذئابٌ حولَ قلبي قد تراءت وما تدري الذئابُ سوى العواء ولكنّي بكيتُ جوىً عليها من الأيام إن عزَّ اللقاء فليسَ سواي يحفظها بقلب جعلتُ جداره منّي الوفاء دفنتُ هواك في قلبي لأني كريمُ النفس من شيمي الوفاء فبتُّ معذَّباً والعينُ حيرى فلا نومٌ يطيبُ ولا ثواء إذا هبَّ الهواء فأنت فيه يداعبُ مهجتي ذاك الهواء وإن جاءت معذبتي بهجرٍ أقولُ لصاحبي أين العزاء!!؟ فأخشى أن أكون ( لويس ) عصري فما نفعَ الفرنجيَّ الدهاء فلو عدنا لتاريخٍ لقلنا بأنّي وابن باريس سواء ويشفعُ لي بوصلك ظلمُ ليل يغيبُ النجمُ فيها والضياء فإنَّ الشمسَ تفضحُنا وتفشي تلاقينا، متى حان اللقاء ويسبقُ خطوتي شوقي إليها ويتبَعُني مع الخَطْو الرَّجاء ضفافُ النيل لا تنسى خُطانا كذا الأشجارُ تذكرُ والسماء فهل لي منكِ وصلاً بعدَ هجرٍ يُداوي مهجَةً فيها العياء
الوليد
السبع : بقالة السبع الكبرى في حي توريل في المنصورة بمصر .* لويس : المقصود الملك الفرنسي لويس التاسع ، غزا المنصورة وتم سجنه في المنصورة ويوجد السجن في نهاية السكة الجديدة على شارع البحر ، والمقصود أن لويس غريب عن مصر كما هو الحال مع الشاعر .
معلقة طويلة لم تخرج عن غرض الحب من أولها إلى آخرها
ولطولها كانت هناك بعض الأغبرة التي لم تستطع أن تشين خدودها
سأسردُ قصّتي منْ غَيرِ خَوفٍ = وأروي ما أطيقُ له رِواء
أظن أن ( رواء) محلها النصب لأنها مفعول لـ( أطيق)
ذئابٌ حولَ قلبي قد تراءت = وما تدري الذئابُ سوى العواء
العواء مضاف إليه فيجب جره
عفوية منسابة راق لي وجودي معها لأنها جميلة وصادقة الإحساس
تحياتي ومودتي
القدير الشاعر / عبد الرسول
هي واحدة من قصائد الصبا وبداية عهدي بالشعر والتي ما زلتُ أعلنُ إنتماءها لي ولم أتنصل من أبوتها الشرعية
نشرتها على حالها دون تغيير أو تعديل أو تصويب ، نعم ( رواء : مفعول به ، وكذلك الحال ل ( فداء ) وطوراً أفتديه ...الخ )
شكراً لك على إهتمامك ولاحظتك التي تنير الأفق ، والتي تجعلنا نشعر أننا في منتدى جاد ....لك كل الود .