اقتادوه إلى منصة انتصب عليها عود المشنقة ، يداه مقيدتان إلى الخلف ، عيناه معصوبتان ، رجلاه مثقلتان بالأغلال يسير وسط مجموعة مدججة بسلاحها من الجنود ، على غير العادة ، أرادوا إعدام هذا الثائر أمام مرأى الناس حتى يكون عبرة لمن تراوده نفسه بحمل السلاح في وجههم ... احتشد عدد من الناس ، بينهم طفلة صغيرة اسمها أمل ، كان يمثل لها قيمة كبيرة ، لصولاته وجولاته في مقارعتهم ... الصمت خيّم على المكان ، وصوت الأغلال في قدميه له صوت يحرك المشاعر الساكنة في القلوب ، وأمل كما الآخرين ترقبه بعينين شاخصتين ، لا ترمش حتى لا يغيب عن ناظرها لحظة واحدة ، وهو يسير ببطء الأغلال صوب المنصة ... قوات كثير من الجنود تنتشر في المكان ، وكأن الساحة تحولت إلى ميدان حرب ، يصل المنصة ، يقف أمام درجاتها .. قبل أن يصعد الدرجةالأولى ...شريط من الذكريات يغزو خياله ، هنا كان طفلا بريئا يجري في الحقول ، يلهو مع أقرانه ، وها هي ذكريات المدرسة تسير في مخيلته الغير عابئة بالمصير القادم بعد لحظات ...يصعد الدرجات وشريط الذكريات يمر بسرعة في خلده ، يصل المنصة التي اقاتدوه إليها ... يقترب منه المسؤول عن عملية الإعدام ، يزيل قطعة القماش التي غطت عينيه ، يفركهما بجفنيه حتى يستطيع أن يحصل على صورة أكثر وضوحا ... حشد غفير يرقبه ، ولا يرى سواه ، يدرك أن وفاءهم قادهم للحظة الوداع ...اللقاء الأخير بهم ، يبتسم عندما تلوح له أمل بين الناس بيدها الصغيرة ، وترفع له إصبعيها السبابة والأوسط إشارة النصر ، يقترب الجلادون منه ، يفكّوا وثاقه ... يتلو قائدهم بيانا للحضور ، يتمحور حديثه عن المصير الذي ينتظر المجرمين الثوار ، وأن نهايتهم ستكون مثل نهاية هذا الماثل أمامكم .. وشريط ذكرياته يستمر في المرور بذاكرته، ويتذكر كيف التحق بالثورة ، ويحضره رفاقه الذين قضوا قبله ، تقترب لحظة الصفر ...يسحبوه نحو الحبل ليطوقوا عنقه ، يتقدم بأقدام غير مرتعشة ،يتمتم بكلمات أدركت أمل أنه يناجي ربه ...يلف الجلاد الحبل حول عنقه تماما ..يقوم الجلاد بتقييده للخلف مجددا ، نعم توثق يداه التي لطالما توشحت البندقية ، والشحوب يعلو وجه أمل والحضور ، يبدأ القائد بالعد : واحد والثائر روحه سابحة في ذكريات ميادين القتال ، إثنان ، يتذكر كيف تمكن مع مجموعة من رفاقه من إختراق مستوطنة للعدو وكم العدد الذي أردوه قتيلا ...ث...يأتي الرقم ثقيلا على الحضور من أبناء جلدته ...لا ...وأمل تعتصر حزنا على الرحيل للمدافع عن أحلامها ...ثة ..يرتفع الحبل ويشد على روحه وتشخص عيناه ويخرج لسانه من حلقه ويدبّ الصراخ بين الحاضرين .... يرتفع الثائر مشنوقا ، وأمل تبتسم ...وترفع إشارة النصر بيدها الصغيرة النحيلة وتقول : شنقوك ولكن أقدامك كانت فوق رؤوسهم .
اقتادوه إلى منصة انتصب عليها عود المشنقة ، يداه مقيدتان إلى الخلف ، عيناه معصوبتان ، رجلاه مثقلتان بالأغلال يسير وسط مجموعة مدججة بسلاحها من الجنود ، على غير العادة ، أرادوا إعدام هذا الثائر أمام مرأى الناس حتى يكون عبرة لمن تراوده نفسه بحمل السلاح في وجههم ... احتشد عدد من الناس ، بينهم طفلة صغيرة اسمها أمل ، كان يمثل لها قيمة كبيرة ، لصولاته وجولاته في مقارعتهم ... الصمت خيّم على المكان ، وصوت الأغلال في قدميه له صوت يحرك المشاعر الساكنة في القلوب ، وأمل كما الآخرين ترقبه بعينين شاخصتين ، لا ترمش حتى لا يغيب عن ناظرها لحظة واحدة ، وهو يسير ببطء الأغلال صوب المنصة ... قوات كثير من الجنود تنتشر في المكان ، وكأن الساحة تحولت إلى ميدان حرب ، يصل المنصة ، يقف أمام درجاتها .. قبل أن يصعد الدرجةالأولى ...شريط من الذكريات يغزو خياله ، هنا كان طفلا بريئا يجري في الحقول ، يلهو مع أقرانه ، وها هي ذكريات المدرسة تسير في مخيلته الغير عابئة بالمصير القادم بعد لحظات ...يصعد الدرجات وشريط الذكريات يمر بسرعة في خلده ، يصل المنصة التي اقاتدوه إليها ... يقترب منه المسؤول عن عملية الإعدام ، يزيل قطعة القماش التي غطت عينيه ، يفركهما بجفنيه حتى يستطيع أن يحصل على صورة أكثر وضوحا ... حشد غفير يرقبه ، ولا يرى سواه ، يدرك أن وفاءهم قادهم للحظة الوداع ...اللقاء الأخير بهم ، يبتسم عندما تلوح له أمل بين الناس بيدها الصغيرة ، وترفع له إصبعيها السبابة والأوسط إشارة النصر ، يقترب الجلادون منه ، يفكّوا وثاقه ... يتلو قائدهم بيانا للحضور ، يتمحور حديثه عن المصير الذي ينتظر المجرمين الثوار ، وأن نهايتهم ستكون مثل نهاية هذا الماثل أمامكم .. وشريط ذكرياته يستمر في المرور بذاكرته، ويتذكر كيف التحق بالثورة ، ويحضره رفاقه الذين قضوا قبله ، تقترب لحظة الصفر ...يسحبوه نحو الحبل ليطوقوا عنقه ، يتقدم بأقدام غير مرتعشة ،يتمتم بكلمات أدركت أمل أنه يناجي ربه ...يلف الجلاد الحبل حول عنقه تماما ..يقوم الجلاد بتقييده للخلف مجددا ، نعم توثق يداه التي لطالما توشحت البندقية ، والشحوب يعلو وجه أمل والحضور ، يبدأ القائد بالعد : واحد والثائر روحه سابحة في ذكريات ميادين القتال ، إثنان ، يتذكر كيف تمكن مع مجموعة من رفاقه من إختراق مستوطنة للعدو وكم العدد الذي أردوه قتيلا ...ث...يأتي الرقم ثقيلا على الحضور من أبناء جلدته ...لا ...وأمل تعتصر حزنا على الرحيل للمدافع عن أحلامها ...ثة ..يرتفع الحبل ويشد على روحه وتشخص عيناه ويخرج لسانه من حلقه ويدبّ الصراخ بين الحاضرين .... يرتفع الثائر مشنوقا ، وأمل تبتسم ...وترفع إشارة النصر بيدها الصغيرة النحيلة وتقول : شنقوك ولكن أقدامك كانت فوق رؤوسهم .
وليد دويكات
نابلس
بعد أن اقشعر البدن و لاحقت الحروف
بعد أن أثقل العد النظر
و بعد أن
أصفق لك و بحرارة على أجمل قفلة قرأتها حتى الآن
أقدامه فعلا كانت فوق رؤوسهم
أحسنت أحسنت
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
اقتادوه إلى منصة انتصب عليها عود المشنقة ، يداه مقيدتان إلى الخلف ، عيناه معصوبتان ، رجلاه مثقلتان بالأغلال يسير وسط مجموعة مدججة بسلاحها من الجنود ، على غير العادة ، أرادوا إعدام هذا الثائر أمام مرأى الناس حتى يكون عبرة لمن تراوده نفسه بحمل السلاح في وجههم ... احتشد عدد من الناس ، بينهم طفلة صغيرة اسمها أمل ، كان يمثل لها قيمة كبيرة ، لصولاته وجولاته في مقارعتهم ... الصمت خيّم على المكان ، وصوت الأغلال في قدميه له صوت يحرك المشاعر الساكنة في القلوب ، وأمل كما الآخرين ترقبه بعينين شاخصتين ، لا ترمش حتى لا يغيب عن ناظرها لحظة واحدة ، وهو يسير ببطء الأغلال صوب المنصة ... قوات كثير من الجنود تنتشر في المكان ، وكأن الساحة تحولت إلى ميدان حرب ، يصل المنصة ، يقف أمام درجاتها .. قبل أن يصعد الدرجةالأولى ...شريط من الذكريات يغزو خياله ، هنا كان طفلا بريئا يجري في الحقول ، يلهو مع أقرانه ، وها هي ذكريات المدرسة تسير في مخيلته الغير عابئة بالمصير القادم بعد لحظات ...يصعد الدرجات وشريط الذكريات يمر بسرعة في خلده ، يصل المنصة التي اقاتدوه إليها ... يقترب منه المسؤول عن عملية الإعدام ، يزيل قطعة القماش التي غطت عينيه ، يفركهما بجفنيه حتى يستطيع أن يحصل على صورة أكثر وضوحا ... حشد غفير يرقبه ، ولا يرى سواه ، يدرك أن وفاءهم قادهم للحظة الوداع ...اللقاء الأخير بهم ، يبتسم عندما تلوح له أمل بين الناس بيدها الصغيرة ، وترفع له إصبعيها السبابة والأوسط إشارة النصر ، يقترب الجلادون منه ، يفكّوا وثاقه ... يتلو قائدهم بيانا للحضور ، يتمحور حديثه عن المصير الذي ينتظر المجرمين الثوار ، وأن نهايتهم ستكون مثل نهاية هذا الماثل أمامكم .. وشريط ذكرياته يستمر في المرور بذاكرته، ويتذكر كيف التحق بالثورة ، ويحضره رفاقه الذين قضوا قبله ، تقترب لحظة الصفر ...يسحبوه نحو الحبل ليطوقوا عنقه ، يتقدم بأقدام غير مرتعشة ،يتمتم بكلمات أدركت أمل أنه يناجي ربه ...يلف الجلاد الحبل حول عنقه تماما ..يقوم الجلاد بتقييده للخلف مجددا ، نعم توثق يداه التي لطالما توشحت البندقية ، والشحوب يعلو وجه أمل والحضور ، يبدأ القائد بالعد : واحد والثائر روحه سابحة في ذكريات ميادين القتال ، إثنان ، يتذكر كيف تمكن مع مجموعة من رفاقه من إختراق مستوطنة للعدو وكم العدد الذي أردوه قتيلا ...ث...يأتي الرقم ثقيلا على الحضور من أبناء جلدته ...لا ...وأمل تعتصر حزنا على الرحيل للمدافع عن أحلامها ...ثة ..يرتفع الحبل ويشد على روحه وتشخص عيناه ويخرج لسانه من حلقه ويدبّ الصراخ بين الحاضرين .... يرتفع الثائر مشنوقا ، وأمل تبتسم ...وترفع إشارة النصر بيدها الصغيرة النحيلة وتقول : شنقوك ولكن أقدامك كانت فوق رؤوسهم .
وليد دويكات
نابلس
شاعرنا العزيز وليد دويكات ..
قصّة قصيرة بامتياز ولكن ليست ق.ق.ج بمعايير نقدية متفق عليها .. الاختزال والتكثيف أساسا ..
عدا هذا فانّ التيمة هامة والقفلة موفقة ان افترضنا ان النص .ق.ق.ج ..
سعدت بالمرور على نصك ..أرجو تقبل رأيي بصدر رحب ..
تحياتي ومودتي ..
التوقيع
يعيش داخل كل واحد منا طفل صغير ..فلْنحْذر من اغتياله
سهدت بك وبتعقيبك ، وأتفق معك أن القصة خرجت عن قوانين قصة قصيرة جدا ....
ربما نحتاج في لحظات للتمرد على الرتابة ...ونبحث عن الفوضى حتى ننعم بالنظام
باقة ورد لك
مودتي
أخي العزيز وليد دويكات ..
سهدت أم سعدت؟ الفرق يقلب المعنى ويغير الرد ..على كل حال التجنيس الأدبي لا يعترف بالتمرد الا في حدود معقولة ومبررة ..شكرا على الرد والاهتمام ..
تحياتي ومودتي
التوقيع
يعيش داخل كل واحد منا طفل صغير ..فلْنحْذر من اغتياله
أخي العزيز وليد دويكات ..
سهدت أم سعدت؟ الفرق يقلب المعنى ويغير الرد ..على كل حال التجنيس الأدبي لا يعترف بالتمرد الا في حدود معقولة ومبررة ..شكرا على الرد والاهتمام ..
تحياتي ومودتي
الأستاذ المكرم / شفيق
أعتقد أن الخطأ المطبعي جلي وواضح
بين سعدت وسهدت ....