آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-19-2011, 06:39 PM   رقم المشاركة : 1
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صباح نيسان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي في احضان الرحيل

في احضان الرحيل

في ايام الصيف الساخنة والجافة ، يقف السراب كمادة زلالية هائلة ، فيتبين من خلالها وميض قبة ذهبية وشكل مخروطي ترابي اللون .. فتعلم المرأة العجوز أن درجة الحرارة في أرتفاع شديد .. طيلة سنواتها الأكثر من الستين عاماً لم تشاهد القبة والشكل المخروطي الا مرات قليلة .. المرة الاولى حين جاءوا بأبيها وقد فارق الحياة ، بعد ان قتل في الحرب الثانية من القرن الماضي .. جاءوا به محمولا على سيارة عسكرية متعبة ، يرافقه مأمور رث الثياب ، طلب حال وصوله (طاسة ) من اللبن ، ثم اخبرهم انه مات وهو مجرد من السلاح .

بقيت ذكرى الاب عالقة في ذاكرتها . تردد دائما بأنه سيعود .. كان قد وعدها قبل الرحيل بالعودة .. لكنها لم تره بعد ذلك ، وبقيت على حالها تتوقع وصوله في مواسم الحصاد وعند اقامة الافراح وعند هطول الامطار بغزارة ، أذ يرتدي العالم حلة رمادية فيصبح غريباً يتقبل حدوث المعجزات . ليلة أمس رأتهُ في المنام بحضور طاغ ، وملامح وعينين تراهما للمرة الاولى بوضوح تام ، وفيهما نفس القوة التي عاشت بداخلها طيلة حياتها المضنية .

في الصباح شعرت به قريباً منها ، وأنه على مقربة منها وأنه على طرف ما من ارضها ، وأنه على وشك اعلان العودة . ظلت مشوشة ترمي بنظراتها هنا وهناك .. وهي تكنس ، وهي توقد التنور وتعد الغداء .. لكن الظهيرة بدأت تغادر ولم يصل بعد .

أسندت ظهرها على حائط طيني ، تترقب الطريق الزراعي بعينين صغيرتين ووجه اسمر مجعد ، خط عليه الزمن كلمة من حكايته . مر بخاطرها ان غيابه لم يكن طويلاً ، لكن احساسها ببعده هو ما أرّقها واضعفها ليال طوال .. لم يمر بخاطرها ان رحلتها كانت شاقة .. العمل في الزراعة ، وزوج فارق الحياة ، مستوعبة انه مات وأنه لن يعود من رحلة الغياب مع امها .. وابناء متزوجون يعيشون على اراض متناثرة بجوارها .. فكرت من جديد ان مايعوقه عن الوصول قد ذلل بفعل الزمن .

بدأ القرص الناري الاحمر يذوب خلف ظهرها ، اسبلت عينيها بارتخاء وسكينة فريدة ، وقبل ان تطبق اجفانها .. رأته ينتصب امامها بوجه مبتسم محمر ينظر اليها بمودة وحنين ، جلس قريبا منها على الساقية ، رشق وجهه بالماء، وحزامه البني المطرز العريض يلتف حول خصره .. كان يبدوا لها سعيداً وأكثر قوة وشباباً.. ازدادت رائحة الارض والاعشاب قوة ، والجو صار ندياً . مر ببالها ان يديها نظيفة ، وأنه لن يوبخها كما فعل في طفولتها ، عندما أمرها بغسل يديها قبل العشاء ، فوضعتهما في رماد التنور ، وعادت تريه اياهما اكثر نظافة وبياضاً ( كما تظن ) فكانت المرة الوحيدة التي علا صوته عليها ، طالباً منها ان تكون صادقة دوماً في حياتها .

تقدم نحوها ، فنهضت امامه تحمل ( قوري ) الشاي ، وهي تحاول قدر الامكان السيطرة على عواطفها ، حتى لايشعر بأن غيابه قلل من سطوته على البيت ، جلس في مكانها على بساط ملون وأتكأ على وسادة ، وبينما هي تعد الشاي سمعته يحدثها بلهجة من لم يفارقها طويلاً : عن عدم رضاه عن ابنائه ، فالارض وجدها عطشى عندما مر بها ، لكنه فرح بكثرة اطفالهم ، وأن ....... ارادت القول ان الماء اصبح شحيحاً .. لكنها لم تجروء .

وضعت (استكان )الشاي امامه فشكرها ( تسلمين بنيتي ) وشعور بألاندفاع يكاد يفقدها صوابها ، وان من بقيت طوال سنواتها قوية متماسكة ، لم تملك قوة القول : ان الفراغ تملك حياتها وان موت امها وزوجها ولدا فيها حنينا لايقاوم ، وانها في كل لحظة على وشك الانهيار .

وضعت امامه كيس التبغ وبداخله دفتر ورقي ، فقد لونه بفعل الزمن ... جلست بجانبه فوضع يده على رأسها ، ثم سحبها اليه برفق فأسندت رأسها على حجره ، ويده تمسد شعرها بحركة خرائطية ، يبث من خلالها شوقه اليها ، شعرت بأن دموعها لن تتوقف ابداً .. لكن عندما اخذت تجف ، شعرت برغبة لاتقاوم في النوم .. فبدأت تغفو في حجره بعمق وسكينة .. وكل الاصوات اخذت تخرس بعيداً عن مسامعها ، فقط رائحة الارض والاعشاب الندية ظلت تزداد قوة وعذوبة ، حتى أغفت اخيراً دون ان يبلغها ظلام الليل .. أغفاءة لن تقطعها صباحات فلكية جديدة ، ولاصيحات أبناء يزورونها كل يوم ( يمه .. يوم وين انتِي






صباح نيسان







  رد مع اقتباس
قديم 05-20-2011, 09:27 PM   رقم المشاركة : 2
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في احضان الرحيل

في أحضان الرحيل لا صباحات جديدة ولا مساءات
وربما يكون في هذا الوضع راحة لمن فقدت كل هؤلاء
نص جميل ولغة أجمل
تحياتي وتقديري













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 07-16-2011, 04:46 PM   رقم المشاركة : 3
نبعي
 
الصورة الرمزية مرمر القاسم






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :مرمر القاسم غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في احضان الرحيل

قيل إن من قرب موعده مع الموت شعر بقرب الأموات منه حتى كاد يشتمّ رائحة الموت قبل أربعين يوما من موعده ،
كانت جدتي تقول إن ورقته سقطت من السماء و قرب أجله ،

كم تعجبني العناية بالتفاصيل الدقيقة في نصوصك أستاذ صباح و التي غالبا ما تكون عصية على الكاتب ثم التصوير الدقيق الصحيح إلى حد يجبر القارئ على الإمساك بتلابيب النص ولا ينفك منه قبل النهاية ،
و الأجمل من كل هذا أن طعم النص و مذاقه يبقيان مدة ليست بالهينة بعد المغادرة ، وهذه صفة أخرى رائعة في أسلوبك ،

لك خالص الدعاء و زهر .













التوقيع

لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,




امرأة محتلة
  رد مع اقتباس
قديم 08-07-2011, 02:23 PM   رقم المشاركة : 4
شاعر / عاشق للوطن





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رمزت ابراهيم عليا غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مسموح
0 أتكوّنُ من جديد
0 في غرفة التحقيق

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في احضان الرحيل

أخي صباح
جميل هذا السرد القصي
وقد استطاع الحوار الكشف عن خبايا في النفس
ولكن همزة القطع ( زعلانة ، وغضبانة منك )
مع التحية لك

دمت

رمزت







  رد مع اقتباس
قديم 08-07-2011, 04:11 PM   رقم المشاركة : 5
شاعر






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :مصطفى السنجاري غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في احضان الرحيل



الاخ صباح لغتك عذبة تنهل من زلال رقراق

وقصتك تمتلك مقومات الجمال

تحية لك وتقدير

ورمضان كريم













التوقيع

لمَ لا أثورُ على الزمان وأغضَبُ
لمْ يبْقَ في القطعانِ إلاّ الأجربُ

أنا ما عدِمتُ الوردَ رغمَ غلائهِ
وعدمتُ مَن يُهدى إليه ويوهبُ


https://www.shar3-almutanabi.com/forum/archive/index.php/t-4810.html

  رد مع اقتباس
قديم 08-07-2011, 11:12 PM   رقم المشاركة : 6
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في احضان الرحيل

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مشتاق لعبير حرفك












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

آخر تعديل شاكر السلمان يوم 08-08-2011 في 12:42 AM.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رنين الرحيل يارا عويس قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 8 01-30-2012 07:23 PM
الرحيل غربا احمد الكربلائي قصيدة النثر 5 07-27-2011 10:10 PM
قبل الرحيل.. لينا الخليل إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 12 12-25-2010 07:01 PM
هل حان وقت الرحيل؟ ليلى محمد إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 14 08-01-2010 10:22 PM


الساعة الآن 08:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::