شُكراً لَكُمْ ...
شُكراً لَكُمْ ..
يا عابرينَِ على الجراحْ
يا راحلينَ مع الصدّى
اليومََ أرسمُ في المدى
لي نجمتينْ
حاولتُ أنْ أصطادَ منْ تلكَ السماءْ
بعضَ النجومْ
لأصوغَ عقْداً للفراغْ
أحببتُ فيكِ بساطتي
فَعَبثتِ بي
أحببتُ فيكِ قصائدي
فحرقتها ..
فلتأخذي
كلَّ الجهاتِ جميعها ..
ما عُدتُ أملكُ أيَّ شيء
غير التأملِ في البُحيرةِ والحقولْ
لا شيءَ بعدكِ سوفَ يبقى اليومَ لي
كلّ الرسائل والصورْ
وحديثُنا عند المساء ْ
أحلامنا ..
وحروفنا ..
لا شيء بعدكِ سوفَ يبقى الآنَ لي
كم عوسجة
كانتْ تُحيطُ بوردتي
كم نجمة كانت تسافرُ في المنامْ
أو كانَ يحفظها اليمامْ
كم ألف وعدٍ لي ولكْ
بينَ الكتابة والكلام ْ
هل أنتِ مثلي باتَ يوجعكِ الغياب ؟
فأنا سيوجعني الحنينُ إلى السنابلِ والرّذاذ
شكراً لكم ..
يا حاملينَ مع الرياحْ
نبضي وصوتَ حبيبتي
بينَ المسافة والبحارْ
ضاعتْ خُطايْ
قالَ المدى :
قد كنتُ أحرصُ أن أعيدَكَ للفضاء
وتنامُ حولَكَ نجمتان ْ
وتُعيد ترتيب الهواء كما تريد
قال المدى :
لم يبقَ لك
إلا البُكاء على ظلال الأغنياتْ
لم يبقَ لك
إلا بقايا الذكرياتْ
ماذا تبقّى كي تكونَ قصيدةً أخرى وتتبعُك القبيلةُ في السفرْ
وتكون عنوانَ الحكاية كلّها
لم يبقَ لك
إلا القصيدة كي ترى فيها سواك
غادرتََها ؟
أم غادرتَك؟
قال المدى :
لا فرقَ بينَ الدمعتين
لا فرقَ بينَ مُسافرٍ بينَ الحروف ْ
أو بينَ آخرَ لا يعودْ
فأنا تَعبتُ من البقاء على رصيف الإنتظارْ
ومنَ النوافذِ والكلام
ومنَ الغناء على الضفاف
واليومَ أسألني وقد
حارت جميعُ الأسئلة ْ
هل هذه لُغتي ؟وهل هذا أنا ؟
هل حينَ أنظرُ في المرايا قد أرى
فيها أنا / سواي
أم ذاتَ يومٍ سوفَ يُخرجني الفراغُ إلى العدمْ
هل حينَ أبدأ في القصيدةِ سوفَ تُسعفني الحروف
ويشدّني وجعُ النّغمْ
قالَ الغمامْ :
كُنّي قليلا كي أعودَ إلى الطفولةِ من جديد ْ
مالي إذا فَتّشْتُ عن وجهي أرى
دوماً سوايْ
ما زلتُ أسكنُ خارجي
وأنا المحاصرُ في الفراغْ
قالَ الغمامْ :
كُنّي قليلا كي أعيدكَ للقصيدة والنّشيدْ
وأنا الرحيلُ أنا البعيدْ
خُذني وحيداُ تحتَ نافذتي وَهبني وردَتينْ
لي وردةٌ ولكَ الأريج
لا لستُ محتاجاً ليقتلني الشذى
كُنْ مرّةً كالحبِّ في الأرضِ اليبابْ
كُنْ واضحاً مثل الغيابْ
أو مثل بوحِ العاشقينَ على الرصيفْ
أو مثل شحّاذٍ يُفتّشُ عن رَغيفْ
خُذْ ما تَشاء
واخلعْ قناعَكَ كي أراكْ
مِنْ لي سواكْ
الغالي الوليد
يسرني أن أكون أول العابرين لأبجدية الغمام هذه
أقرأ قفزة وتجديداً في البناء الدرامي للقصيدة عندك
وهذا يدلنا على تمكنك من أدواتك الشعرية
لا عدمنا هذا الإبداع الجرزيمي
محبتي
قالَ الغمامْ :
كُنّي قليلا كي أعيدكَ للقصيدة والنّشيدْ
وأنا الرحيلُ أنا البعيدْ
خُذني وحيداُ تحتَ نافذتي وَهبني وردَتينْ
لي وردةٌ ولكَ الأريج
لا لستُ محتاجاً ليقتلني الشذى
كُنْ مرّةً كالحبِّ في الأرضِ اليبابْ
كُنْ واضحاً مثل الغيابْ
أو مثل بوحِ العاشقينَ على الرصيفْ
أو مثل شحّاذٍ يُفتّشُ عن رَغيفْ
خُذْ ما تَشاء
واخلعْ قناعَكَ كي أراكْ
مِنْ لي سواكْ