طقوس متوحشة موغلة في الذات ترسم طريقها بأقنعة مهترئة تحاول بكل الطرق فرض خط سيرها على الجميع لكن لكل طقوسه ولكل رموزه...... والقدس وحدها تنتظر الطقس الأخير تبحث في ذات كل واحد فينا عما يوجعه وعما يورقه تعرف أنها الوجع الأول والأخير(القدس عروس عروبتكم) لم تكن أبدا عروس عروبة حاضرة كانت عروسا لعروبة مضت وعروبة لم تأتي بعد عروبة فيها فحولة الماضي والمستقبل وليست عروبة العنة عنوانها
تخجل من حاضر ليس لها من حاضر فيه ألا عنين الإرادة يصول ويجول ويفرض كل نزواته الشاذة على الجميع بلا استثناء
جدارها اسمنت موحش تضرب وحشته الروح وقضبانها رماح تمزق الحلم والحالمين وحاخام يرخي جدائله على كتفها فستتفرغ ذاتها وتستصرخ
(أنا عروس...........) وتصمت مستسلمة وتناجي صمتها أين عمر أين صلاح...... أين حملة السيوف أين حملة الرماح ..... (لا أخوة لك لا سلاح).... اسحب نفسك من عريهم من صمتهم من شجبهم.... فانا مكة ومكة أنا..... وأنا المدينة والمدينة أنا.....ورائحة محمد تعبق في رحابي.... والحجر الأسود محرابي.... وعيسى ابن مريم يردد لله المجد في الأعالي وعلى الأرض السلام
القدس ليست لي وحدي..... القدس لك فيها زهر الرمان ورائحة الأقحوان...... وشام ومصر ويمن وبغدان وزغرودة العرس لحن يتلوه لحن يتلوه لحن الألحان
الكل ينام..... والقدس وحدها ساهرة على الثغر لا تنام ....... تغتسل بملح الأرض وندى الشام ....تنتظر تنفس الصبح وهديل الحمام..... اه يا قدس أنتي فينا مجرى الدم وطريق ألألأم
عصي الدمع أضنتك ريح السموم...ومدامع العين أضناها تواصل الأحزان ...وأنت تمتشق بطحاء مكة في وجه الخصوم...والقدس خنجر في قلب كل رئيس وملك وسلطان
القدس تأتينا كل صباح ....تحمل لك فنجان القهوة وشوارعها العتيقة وهديل الحمام.....تسأل القادمين والذاهبين والمقيمين....عن تاج وسيف وصولجان......القدس تأتينا كل مساء ...تحمل حزنها وتحاول ألا تنام
قابضة على الجمر .........ناظرة إلى المدى المفتوح لعل القادم من بعيد
يكون فارس الفرسان......أحجار السور القديم ذاكرتها.........مسجل فيها كل الذين مروا والذين سيمرون
مدون على مداخل أبوابها......الذين انتصروا وانكسروا والذين سينتصرون.....على أسوارها تاريخ يرفعه جرس وأذان
وهي انسحاب الأشياء .....وذوبان الروح في عناق العشاق
وانتصار الذاكرة على النسيان...اعذرينا يا قدس بين كل متر ومتر سجن وسجان.........وسجن الأخ أمر من سجن الجيران
والأخ يتمرغ في مزبلتهم بحثا عن نيشان
صنعوه من جلودنا والأخ به ألان يزدان
وهناك ألف سجان وسجن
وتبقى القدس تبحث عن تاج وسيف وصولجان
وينام الوجع على صوت أنين الأوطان
وهناك من يصفق
وهناك متن يتفرح
وهناك من يسير على بقايا الإنسان