كيف تحولت "الجامعة الاسلامية" بدمشق الى سوق تجاري ؟
سوق العصرونية بدمشق القديمة تحت القلعة لبيع العاب وادوات مطبخ ومواد تجميل وزينة اعياد ومفرقعات: ينسب الى "المدرسة العصرونية" التي اسسها اقضى القضاة شرف الدين بن عصرون التميمي الموصلي وكان قاضي الدولة في الدولة الزنكية والصلاحية . الذي اشترى بيوتا في الزقاق وبنى مكانها مدرسة عظيمة لعلوم القرآن والفقه الشافعي . توفي عن ثلاث وتسعين سنة، ودُفن في مدرسته العصرونية بدمشق .
ذكر المؤرخون أن ابن عصرون بنى بماله جملة مدارس في الموصل وحلب ودمشق عُرفت بالمدارس العصرونية. أما عصرونية دمشق فهي لصيقة بدار الحديث الأشرفية شرقي القلعة غرب الجامع الأموي بالمحلَّة التي تُعرف اليوم بزقاق العصرونية، بناها على الطرف المقابل لداره الخاصة في حدود سنة 575هـ، ووقف لها الأوقاف العديدة، وقد ذاع صيتها ودرّس بها عدد من كبار الأئمة إلى أن امتدت إليها يد المختلسين في عصر المماليك، وفي القرن الرابع عشر الهجري استُخلص بعض منها واتُخذ مسجداً، ثم التهمها حريق زمن الاحتلال الفرنسي ، أما اليوم فقد زال المسجد وتحولت المدرسة برمتها إلى محلات تجارية ويرقد رفات ابن أبي عصرون في أحدها.(مكتبة الحضارة ، صاحبها رياض الحلبي)
وقد بنى السلطان نور الدين زنكي "دار الحديث النورية" للحافظ ابن عساكر الدمشقي والحافظ القطب النيسابوري 559 هجرية . ثم بنيت في الزقاق 5 مدارس اسلامية فريدة ، هي كليات اختصاص بالعلوم الاسلامية . واوقفت عليها املاكا واسعة للنفقة على العلماء وطلاب العلم والابنية والمكتبات والخدمات .وانشئ بالزقاق حماما ومطعما لطلاب العلم .
اهمل التعليم في العصر العثماني واستولت امرأة يهودية ونصراني ايطالي على دار الحديث الاشرفية وحولوها بالاتفاق مع الوالي الى حانة للخمر والدعارة ، واستولى شيوخ الصوفية على المدارس الباقية وحولوها الى سكن لهم ولاسرهم ..
وقام الفرنسيون الذين انتبهوا لتاريخ الزقاق ، بحرق المدرسة العصرونية سنة 1924 وبنوا مكانها محلات تجارية .فتحول الزقاق الى سوق تجاري واستولى التجار على كل المدارس فيه ثم استخلص منهم مدرستان (دار الحديث الاشرفية التي انشأها الملك الاشرف موسى بن السلطان العادل الايوبي والمدرسة العادلية الصغرى التي أنشأتها زهرة خانون ابنة السلطان العادل الأيوبي) وصارت (اعدادية دار الحديث الشرعية للبنين) !
خلال الستينيات والسبعينيات استملك تجار من دمشق ا على 70% من محلات السوق ، وكانوا يصلون بالمسجد (دار الحديث الاشرفية) وحدهم بعد انتهاء صلاة الجماعة وعلى الحصير لا سجاد ويدبرون المكائد .. وشكلوا عصابة سرية في السوق للسيطرة عليه ..وسنة 2005 تم تفجير في محلات بالسوق لاجبار اصحابها على البيع ، وقتل فيه احد التجار (محمد المهايني) .
والسوق فيه ابنية اسلامية عريقة (دار الحديث النورية ، المدرسة العادلية الصغرى، الدرسة العصرونية) وهي اوقاف اسلامية وابنية اثرية من القرن الخامس الهجري .. هذا الحريق الهدف منه الاستيلاء على مكان السوق الاستراتيجي الملاصق للاموي وتحويله الى بؤرة فساد أخرى !
[٢٤/٤ ٤:٥٥ م] د سحر: هل تعرفون شيئا عن العصرونية التي احترقت باﻷمس في قلب دمشق الحبيبة ؟؟!!😢😰😪😭😥
التوقيع
الجنة تحت أقدام الأمهات
آخر تعديل رياض محمد سليم حلايقه يوم 05-01-2016 في 10:23 PM.