دخلت صباحا كالمعتاد إلى قاعة الاساتذة ،ألقيت التحية فردّ الجميع بأحسن منها .أخذت مكانا من القاعة إلى حين يدقّ الجرس فنتسابق إلى أقسامنا وفجأة رأيت شابا وسيما بهيّ الطلعة يتقدم نحوي
وهو يقول:«أستاذتي الغالية ،أنا جدّ مسرور اليوم وأنا أعمل جنبا إلى جنب امرأة طالما حلمت أن ألقاها ثانية لأخبرها أنّها في يوم ما غيّرت حياتي.» طلبت منه الجلوس ولكنّه رفض قائلا:«كلامي
هذا لا أستطيع قوله إلاّ وأنا واقف إجلالا وإحتراما لشخصك.» وقفت من مكاني وأنا في ذهول وإندهاش من أمره وقلت له ومن أنت يا بنّي وكيف غيّرت حياتك؟؟؟ فنظر إليّ في أسف وقال:«أعتقد أنّك لم تتذكرينني !! فأجبته : لا والله وهل يتذكر الطبيب مرضاه؟؟!
فقال وعيناه ما تزال بالارض خجلا وإحتراما:«أنا الطالب الذي منحته قاموسا .»
فقلت له:إذن كنت طالبا نجيبا .
فقال:لا
فقلت له: ولما أهديتك ذاك الكتاب؟
فقال :«كان يوم عيد ميلادي وطلبت من زملائي أن يقدموا لي التهاني.»وواصل كلامه والابتسامة لم تفارق شفتاه:«إنّها أجمل هدية منحت لي ومازلت أحتفظ بها إلى يومنا هذا.»
ظننت أنّه من تلامذتي القدامى وجاء ليخبرني عن قصة الهدية فقلت له :الحمد لله ها قد أصبحت رجلا مسؤولا ذا مكانة بالمجتمع ويسعدني أن أراك ناجحا .وفجأة دقّ الجرس فودعته متمنية له
النجاح في مساره التعليمي وقلت له لو احتجت أيّ شيئ لا تتردد في طلبه وأنا هنا في خدمتك.وتركته وهو لا يزال واقفا وكأنه لم ينه كلامه ومازال في جعبته الكثير من الكلام.
وهكذا دخلنا أقسامنا والكلّ أدى عمله اليوميّ .
كان يوما عاديا يمرّ عليّ كباقي الايام .هممت بالخروج ثم تذكرت تلميذا لم أسجل غيابه فقصدت الحراسة فإذا بي أجده هناك جالسا يملأ بعض الاوراق . أنا من إقترب منه هذه المرة وقلت له:
أكيد أنّك اعتدت على المكان وأصبحت أستاذا بمعنى الكلمة ولم تعد ذاك التلميذ المشاغب.
فاحمرّ وجهه وطأطأ الرأس حياء وقال:«أتتذكرين إسمي.»فقلت له:لا والله لا أتذكر.
فقال:«أنا...........أحمد ولكنني منذ ذاك اليوم أصبحت أيمن.»
فقلت له:أنت غريب ! هل أنت أحمد أم أيمن؟
فقال : «الاثنان .» ثم صمت برهة حتى يأخذ أنفاسه إستعدادا لقصته معي.
وراح يروي قصة كنت طرفا فيها لسنين .وجاء اليوم ليحمل إليّ ذكرى أسعدت حياته وغيّرت إسمه من أحمد إلى أيمن.
أتعرفون من أيمن هذا؟ إنّه أصغر أبنائي .في يوم من الايام وفي قسم من الاقسام وفي الفترة الصباحية،دخلت القسم وقبل أن أشرع في الدرس أخد أحمد يتكلم مع زميله فقلت له: آه منك يا أحمد تركت أيمن بالبيت لأجد هناأيمنا آخر .قلت العبارة ونسيتها ولكن لا أحمد ولا زملاءه نسيوا العبارة.ومنذ ذلك اليوم أصبح أحمدهو أيمن في البيت والشارع والجامعة ولم يعد أحد يذكر إسم أحمد.والعجيب في الامر أنّه أخبرني كثيرا ما جاء إلى حيّنا ليسأل عن إبني أيمن وزاده فخرا حين سمع من الجميع عن أخلاق أيمن وأنّه سمي على إسم مقرئ القرآن «أيمن السويد»
أكيد لو نظرنا من حولنا لسمعنا قصصا تحكي ومضات من حياتنا دون أن ندري.
بقلم بن صافي ليلى
الأستاذه ليلى : تحيتي لك لأثارة نقطة مهمه هي من يتعلم من الآخر التلميذ أم الأستاذ ؟
ولكثرة التجارب التي يمر بها المعلم وكثرة الوجوه والحالات التي تمر عليه يتعلم
منهم تفاصيل في الحياة قد لا يتعلمها الآخرون . المهم ان المعرفه متبادله حين يكون
الطرفان قابلان للتعلم .
الأستاذه ليلى : تحيتي لك لأثارة نقطة مهمه هي من يتعلم من الآخر التلميذ أم الأستاذ ؟
ولكثرة التجارب التي يمر بها المعلم وكثرة الوجوه والحالات التي تمر عليه يتعلم
منهم تفاصيل في الحياة قد لا يتعلمها الآخرون . المهم ان المعرفه متبادله حين يكون
الطرفان قابلان للتعلم .
تحيتي لقلمك الجميل سيدتي / وقار
وأشكرك
أسعد الله أوقاتك
سررت بمرورك من هنا
بوركت والله في قراءتك للموضوع
وهذا لنبل حسك وجمال ذوفك
ليلى
الغالية ليلى صباحك معطر بعبير السعادة والأمل
جميل أن ينثر معلم أحداث واقعية تحدث معه بسلاسة واسلوب محبب قريب الى قلب الطالب قبل التلقي العادي .. وهذا يترك اثر مهم في النفس ويساعد في بناء شخصيته
فالتعلم ليس ما يحدث فقط في غرفة الصف ومن خلال ما يحدث مع الفرد ذاته .. وإنما التعلم يحدث بشكل مستمر ومن خلال الىخرين أيضا وتجاربهم .. ولا يتعلق الأمر بكل ما هو صحيح فقط فالخطأ يعد تعلما أيضا .. و التعلم هو تغيير دائم في سلوك المتعلم وقد يكون مقصودا أو غير مقصودا و يتخلله المرور بالخبرة والتفاعل البيئي .. لذا تبقى هذه الحكايات لها أثرها وانعكاسها الايجابي والمؤثر ..
شكرا غاليتي سرني المرور من هنا ..سأنتظر محطة أخرى منها..
محبتي وودي وبيادر من الورد