في المساء و أنا أراقب نجوم الليل تحترق ألماً لرحيلي ، قررت أن أترك لها نبض القلب
الذي عاهدته يوماً ألا أتخلى عنه ... و ها أنا اليوم أنكث بوعدي ، حملته بين ذراعي َّ
مسحت على رأسه بيدي التي طالما غازلته و أرهقته في آن ٍ واحد ، طبعت على جبينه قبلة
الوداع ، و سألته الغفران ، و مضيت حاملاً زمنا ً مضى داخل حقائبي .. تاركاً لنجوم الليل بعضاً
من صورٍ فوتوغرافية لجسدي المنهك عبر أروقة الدنيا ، عابراً أوردة السماء ، باحثاً عن بقايا حلم ٍ
قد أورثنا الألم و الإنتظار ... نعم ها أنا أترك الأرض و من عليها زاهداً في ملكوت الرب .. أفتح نافذة السماء أتلمس أنين قطع ٍ بلورية ٍ محدبة الشكل ..
ساعتها توقفت لديها كي أفتش معها عن مصدر هذا الأنين .. سألتها لمَ هذا الصراخ و البكاء ألسنا هنا في عالم ٍ يتسم بالهدوء و العذوبة و الجمال ؟
بعيدين عن كل ما يعتمر القلب من أحزان ٍ و أفكار ٍ تطاردها يد الجلاد؟؟ ، أو ليس البعد عن تلك المظاهر الوحشية يجعلنا أكثر سعادةً و أملاً ؟؟
فقالت و هي تراقب نفسهاملياً : إرحل إلى عالمك ..و اتركني هنا بين هذه الصور الفوتوغرافية لإنسان ٍ قتله حلمه قبل أن يفكر به ، نعم إرحل من هنا فلقد وجدت ما كنتُ أبحث عنه :
نبضاتِ إنس ٍ قد ألقى بها في أروقة السماء ، فأخذتها لكي تبادلني الحنين و الأنين .. و ها أنا أبكي على ذلك الإنسان الذي ترك تلك النبضات دون أن يرجو لقاءها مرة ً أخرى .
فأجهشت بالبكاء فاقتربت مني قليلاً و ضمتني بين ذراعيها و سألتني الحياة ...
و أرسلت بعض المجرات لكي تُعيدني كما كنت قبل التخلي عن نبضات قلبي السابحة
في فضاءات الدنيا ....
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
أبي و معلمي الحبيب / عبد الرسول معلة ... لروحك النارنج
و أزهار اللوز من هناك من أرض الأسراء و المعراج .. كم أنا سعيد ٌ
بوجود عميدنا يشاركني بوحي الروحي ...حماك ربي ، و كل عام ٍ و أنت بألف خير .
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
دوماً أحس روحينا شيئاً واحداً يا عزيزي ..... كأنما عبرتا بوابة الخلود معاً ..
أيها العزيز ..... حلق و حلق بنا ... نحو البعيد .... نحو غير المرئي ... نحو اللانهاية ....
محبتي لك يا صديقي
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ