رحل مع أسرته إلى بلاد الاغتراب وهو يحمل ذكريات الطفولة التي عاشها في قريته المتواضعة التي عشقها،
وجعلته سنوات الاغتراب يجمّل المكان بمخيلته حتى غدا يهذي بحب الوطن .
سنوات مرت والزمن لا يرحم ولا ينتظر أحدا فقد غدا رجلا بعد نيله الشهادة الثانوية
وشاء القدر أن ينهي الوالد عمله لسبب أو لآخر وعاد إلى الوطن
كان هيثم فرحا رغم أنه يرى هموم الوالد الذي لا بد أنه يفكر في إتمام تعليم أبنائه وتكاليف الجامعات
شاب في مقتل العمر .. يبحث عن عمل ليؤمن مستقبله بعد أن فقد الأب عمله قصراً وبغير إرادته
تهللت الفرحة في وجه الأب وهو يقرأ جريدة الصباح المبوبة بمختلف الإعلانات .. هيثم انظر بني .. لقد فتح باب تسجيل الطلبات لمن يرغب في الخدمة من أجل الوطن
استبشر هيثم بهذا الخبر خيراً .. وارتسمت الفرحة على أساريره .. كيف لا ؟ وحب الوطن مزروع في قلبه وعقله
نام ليلته مؤرقا وهو يحلم برتبة ضابط يحمي الوطن الذي يحب
حمل أوراقه وذهب .. نعم .. سأحقق حلمي بخدمة وطني ومتابعة دراستي
كان يسير في امتحانات القبول بشكل رائع تغلفها الحماسة
في الامتحان الخطي كانت علامته ممتازة .. .. والطبي .. وكانت نتائجه مذهلة لا يشوبها شائب
في غرفة صغيرة .. جلست لجنة من كبار الرتب ، إنه الامتحان النهائي .. امتحان يشرف عليه أطباء من علم النفس.
دخل هيثم وكله ثقة بنفسه .. جلس .. وعلى مدار ساعتين يرد على أسئلة لم تخطر يوماً ما على باله .. ولم يسمع بها ، كان يحاول قراءة الوجوه التي كانت توجه له الأسئلة
قال في نفسه مرة :ـ
لست أدري لماذا هذا التجهم ؟ وبخاصة ذاك المنزوي في أريكته وعلى وجهه علامات الاشمئزاز
وسأله : ألا تعرف أحدا في البلد؟ فلم يتصل أحد من أجلك .. وكيف نقبلك ؟
تصبب عرقه .. ضاق نفسه .. شعر بغصة ودموع تحاول الخروج من مقلتيه المتعبتين ، وقبل خروجه من الغرفة تسلم الرد مباشرة ..
ورقة مكتوب عليها بالحبر الأحمر : يرفض الطلب لعدم انتمائه إلينا .
هيام صبحي نجار
9/1/2012
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه
تسلم الرد مباشرة ..
ورقة مكتوب عليها بالحبر الأحمر : يرفض الطلب لعدم انتمائه إلينا .
هيام صبحي نجار
الغالية هيام،
قصة قصيرة حسب التصنيف لكنها عميقة حسب الفكرة،
ما أعرفه ان الانتماء يكون للوطن، للمبدأ وليس للأشخاص وإلا سنعود لعصر الجاهلية الذي كان فيه الانتماء لهٌبل وغيره.
للأسف الشديد يعاني بعض مواطني الدول المتخلفة التى تقيس الكفاءات بمكيال الواسطة والرشاوى من الظلم وضياع الحقوق، لهذا تجدين دائماً الشخص غير المناسب في المكان الذي لا يستحقه وتجدين من يستحق يتسكع مع العاطلين عن العمل في انتظار تعثره في صدفة تنقله نقلة نوعية.
سيبقى هناك عالم ثالث ما بقيت رموز الفساد عبدة الأصنام.
آنستي الفاضلة .. تحية وتقدير
فكرة القصة المنتزعة من تجارب متكررة .. جميلة جداً
والنص مكتوب على ثيمة الخاتمة
وهذا ما يجعله لامعاً
إلا أنه يشكو من الإطالة غير المبررة
وأنا واثق من قدرتك على اختزاله
لك محبتي أخيتي العزيزة.
ما أعرفه ان الانتماء يكون للوطن، للمبدأ وليس للأشخاص وإلا سنعود لعصر الجاهلية الذي كان فيه الانتماء لهٌبل وغيره.
للأسف الشديد يعاني بعض مواطني الدول المتخلفة التى تقيس الكفاءات بمكيال الواسطة والرشاوى من الظلم وضياع الحقوق، لهذا تجدين دائماً الشخص غير المناسب في المكان الذي لا يستحقه وتجدين من يستحق يتسكع مع العاطلين عن العمل في انتظار تعثره في صدفة تنقله نقلة نوعية.
سيبقى هناك عالم ثالث ما بقيت رموز الفساد عبدة الأصنام.
قصة رائعة...سلمت يمينك غاليتي...
مودتي وتقديري،
سلوى حماد
عزيزتي سلوى
نعم .. سنبقى بتخلفنا طالما قبلنا الفساد المتفشي داخل مؤسساتنا
أشكرك على مداخلتك
تحيتي وخالص الودّ
هيام
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه