(3)
تزرع في هواء الرُدهات أيقونة وجدٍ
عِطرها يتضوع فينا كصورةٍ حية للشفق الآتي على بِساط سرمدي
يقيناً أنني ما زرعت الزهر
لكن شيئاً ما ينبلج في خفايا الروح
يُشبهنا...
فاقطف ماتشاء من تباريح هذا العمر
ضميني في هذا الضوء
ليعلو النهار في تجاويف المتاهة
شدي على خصري مِعطفي
ليدفأ المكان
ولتبزغ نرجسة البريق من جسدي
أُنشودتان في لبن الفجر
والصمت الذي سيبقى...
....يتبع
(4)
تأتيني الطريق
قافلتي صعبة
أُهديها شِعراً لا تفهمه
تقول لي:
غامضٌ دربي
غامقٌ صوتي..لا شيء هذا المساء
سِوى أنني
مُخيرة غالباً..بين الشوق والبكاء..
يا صوتها الغالي..
هذه الرُّمـــانة هزت مضجعي..
فبللتُ كـــفي..
ولا كلام لدي...
يتبع......
(5)
في المُنتصف ثمة رسائل تُراود الريح
تبعث فيه زوابع لا تهدأ
حتى أرصفة الأرض..
الورق الأخضر الغافي على الغصون.
ما أجملنا عصفورين في زورق..
يالجرح الذي ما كاد يبرأ
ها نحن على مِقصلة الترقب
جذعاً ينحر الأيام
يعض على خشب المسافة
يُجفف الرَّماد..
بًقعة منسية كلون عيوننا
وكأوسع من مِرود
يرمقنا فِسق الجراد على الشجر.
يا هذا البحر..
ها نحن نوغل في السفر
نُطربُ قهقهاته السكرى
في تفاصيل الخبر..
يتبع...