
أشعرُ وكانّني سـ أتركُ إرثَ الحزنِ
وانّ كلَّ الشعرِ ليسَ كافياً
الجاثمةِ فوقَ صدرِ هذهِ الأمةِ
حتّى انّ صبري قدْ طالتْ لحيتُه
بعمليةِ تصديقِ اكاذيبِ السياسةِ و الوطنِ
بينما يستهلكني الفقرُ و الحرمانُ
فأيُّ تركةٍ و أيُّ وصيّةٍ
سـ يُنقّب ُعنها الأبناءُ و ما بعدهم
و أنا أقصُّ عليهم منْ ثراءِ التراثِ , اجملَ القصصِ
و من ثروةِ العزةِ بالنفسِ , نخيلَ الاباءِ
و من أرصدةِ الحكاياتِ القديمةِ , صورَ الأمسِ
و فرحة أبي حينما كان يبتاع شاكيتا ً
من أسواقِ " الميدانِ " الشعبيةِ
ما أجمل من ذلك المشوارِ الدافئ
الذي يحدّثُكَ عن معالمِ مدينته
ونحن نجوبُ الأبنيةَ الكلاسيكية
وما أجمل من استنشاقِ توابلِ الغداءِ
في أزقّةِ " الكفاحِ " القديمةِ
ما أجمل من ان تتناولَ وجبةَ افطارٍ محمولةٍ
و انت تنصتُ لـ لهجةٍ بغدادية ٍ
حينما كان الحديثُ عن المستقبلِ أجملَ من المستقبلِ
حين تفتل جديلةَ شعرِها ذاتَ الحنّاءِ
فيتساقطُ الماضي الجميلُ ذو اللونينِ الأبيض و الأسود
و كنوز الطيبةِ الكامنة فيه
ما أجمل من صندوقٍ من خشبِ السنديانِ
يلمُّ شملَ أشيائي الجميلةِ
و ألبومات الذكريات الّتي ترسمُ على شفاهِنا البسمة
ونبتاعُ البالوناتِ المختلفة الألوانِ والأشكالِ
لـ حمّامِ " الفضلِ " العام
و تناول ُ " الكبّة " في " سوق الصفافير "
و وهنتْ عظامُ صمودي بـ وجهِ قساوةِ الواقعِ
و اشتعلَ الرأسُ بـ نياشين الهموم ِ
و كلُّ قصّةٍ أضمرها الزمنُ المغبرُ
وكلُّ حكايةٍ جميلةٍ استأصلها نسياني
أودعتهُ في جيبِ تلابيبي الممزّقةِ بـ فعلِ الحروب
كـ صمودِ أبي حينما تحلّ المصائبُ ضيفاً