لا أعرف لماذا تخيلت النهر مصابا ً بالجدري ، أملس خابط لاشيء ينعكس عليه ،
ضفتاه أشبه بفقاعات جلدية متورمة متباينة الأشكال والحجوم ، ثمة أشواك متناثرة لاتختلف عن هامات الصلعان الذين تحدهم من الجوانب بعض الشعيرات الجاثمة فوق آذانهم ، على مقربة من النهر رجل بدشداشة بيضاء أخرج من جيبه مسبحة سوداء، طقطق خرزاتها بصوت مسموع ثم أعادها إلى جيب آخر ، ثبت عقاله فوق يشماغه ولوّح بيديه باتجاهات مختلفة ثم أسبلهما ، التفت إلى جهات مختلفة كلم النهر بلغة غريبة تشبه لغة الجان ، أنا متأكد انه لم يشاهدني إطلاقا ً ، استل جسمه فجأة وتنصل من ملابسه ، الدشداشة ظلت ْ متسمرة في الهوا ء، وفوق الياقة بمسافة وجه تقريبا ً يجثو عقال فوق يشماغ ، التفت ما تبقى من الرجل إلى الخلف ،صعد الماء فوق مستوى الضفة بأكثر من نصف متر يراقب الموقف ثم عاد إلى وضعه الطبيعي فيما سقطت الدشداشة أرضا ً وكأنها كانت منشورة على حبل غسيل وانقطع فجأة .
سقط فوقها العقال واليشماغ مغميا ً عليهما فاحتضنتهما والتفّت ْ بانتظام وكأن رجلا ً قد رزمها بعناية ، لا أحد بقربي كي يكون شاهدا ً على ما أرى ، صارت ْ الملابس بحجم كرة القدم أو أصغر بقليل ، جاء كيس ورقي منفوخ فاغرا ً فاه يدفعه الهواء بترو ّ ، ابتلع الصرّة وأطبق عليها بأحكام واستمر ما تبقى من الرجل يتدحرج..يتدحرج..يتدحرج ...يدفعه الهواء بعيدا ً عن النهر .....
بعيدا عن النهر وقرب التدحرج الذي نسير له بخطى ثابتة
ما زالت قصصك تصب في العمق وتكشف لنا صورا ولا أروع
أستاذنا المبدع سعدون
سمحت لنفسي بالتطفل وتكبير الخط
وبعد إذن أستاذتي سولاف
أقوم بتعليقها بين النجوم
دمت مبدعا كما عهدناك
تحياتي ومودتي
تثبت
المبدعة الاستاذة رائدة زقوت
تحياتي
اشكرك جدا جدا على تكبير الخط لأني كنت اتمنى
ان يحصل ذلك ..شكرا لمرورك البهي الذي يضيف للنص رونقا ً وبهاء ً
مع بالغ اعتزازي وتقديري
الأستاذ سعدون البيضاني
بارك الله فيك وفي قلمك الذي يمدنا بهذه الروائع
أصاب بالدهشة كلما قرأت لك
فما أجمل متخيلك الابداعي أيها المبدع
أقول لك شيئا
بعيدا عن أية مجاملة
أنت كاتبي المفضل
دمت بخير
الاستاذة القاصة المبدعة سولاف هلال
تحياتي
اشكرك جدا على هذا المرور الجميل واشكرك جدا على هذا الاطراء
انت المبدعة ..انا سعيد بالتعرف على قاصة مبدعة مثلك
اكرر شكري لك والفضل للنبع العذب الذي جمعنا
رغم ان العنوان بعيدا عن النهر ’ كل المجريات بجانبه و عليه بدءا من تخلص البطل من أشيائه الى تلاشي ذاته ’ و يبقى الشاهد الراوي ثابتا’
شيء من الغموض و الصوفية في جبة الرجل.
خالص التقدير أستاذ سعدون البيضاني.
بلا ريب انك كاتب متميز على الرغم انني ليس من حقي التقييم!! لمثاك
ولكن قرأت لنص مرارا
محاولة مني للإيغال في عمق فكرتك التي بنيت عليها النص
لكنني لم أفلح!!
ولكن بشكل عام النص كما هي نصوصك دوما اكثر من رائع
ربما بعد ذلك احلت المسألة الى فنتازيا من الموروث الشعبي او الديني
او كما علق احد الاخوة موروث صوفي