عَلْقَمٌ ... بلْ لم تجد منه يوماً ريحاً طيبة، ولم تقرأ مرَّة في عينيه خيراً ولاَ إحساناً، وكل الذي لاح لها منهما لم يكن غير ذروة الحقد وأوج العداوة، وأما الذي مكث يحرها في شأنه وحاله، هو أن تراه يقابل جميلها بالإساءة، ويبادر إلى تحية ما أسدت إليه وإلى غيره من معروفها بأصناف ووابل من المنكرات... فهي عندما تحدثه يعيرها أذناً صماء، وكلما عنت له يجود عليها بعين عمياء، ثم إنها إذا أقبلت عليه باسمة مستبشرة، أعرض عنها بوجهه العبوس، وإذا خفضت له جناح الذل من الرحمة، بدا لها فظاً، وازداد قلبه غلظة وقسوة... ظلَّ وفياً لحقده عليها، وبقي مخلصاً لمعاداته لها، فهي بيت قصيده في كل مجلس، يعيبها ظلماً، ولا يذكرها بأي خير بهتاناً، وهي نصب عينيه هدف يتعمد جاهداً إلحاق الأذى بها، ويتقصد ذمها في كل مقام بما ليس فيها مطلقاً، ثم إنه لا يرعوي ولا يتردد في هجائها بسائر الذي يُكره لسانه على النطق به من كلماتٍ خبيثة... كانت تلتمس له الأعذار بدل العذر الواحد، وحرصت على أن لا تملأ جَنانَها بأي ضغينة سوداء أو حقدٍ متبادلٍ دفين، بل إنها نأت بنفسها عن أي ملامة تبعثها على كرهه ومقته، فألزمت نفسها بالإشفاق عليه والرأفة به، ثم إنها استقبلت طيشه بحِلمها، ولاقت جهله وعبثه بحكمتِها...
القاص المبدع ابو شامة المغربي
محبتي
قصة جميلة ولغة جميلة باسلوب قصصي عذب
ولكن شاهدت لك عددا من القصص نشرت دفعة واحدة
اتمنى ان تفصل بين نشر قصة واخرى خمسة ايام على الاقل
كي يستطيع القاريء ان يميز ويعقب وتفسح المجال له ان يتابعك بسهولة
تسلم
سلام الله الفتاح العليم عليكما أهل العزائم والمكارم ورحمته جل جلاله وبركاته
وبعد ...
لكمَا من أخيكمَا أبي شامة المغربي مسكَ الشكر وعبيرَ التقدير على جميل اهتمامكما وجود عنايتكما بمَا أرسلتُ محلقاً من حروف عربية في سماء هذه الروضة السنية، وجل جلاله الذي علم الإنسان بالقلم مَا لم يعلم أسأل أن يرزقنا التمسكَ بالكلمة الطيبة ما حيينا في هذه الحياة الدنيا الفانية ...
حياكما الله د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي السندباد