- يجب ان تذهبي الى الطبيب... سمعت ان المرض يبدا صغيراٌ بحجم رأس الدبوس ويمكن اكتشافه.
ذلك الوخز في الثدي الايسر بجانب القلب تماما ينبض معي..يتنفس معي ... منذ زمن يقول أنا هنا.
- لا، لم يرجعوا لحد الآن... أنا متأكدة .
- لكن .. سمعت انهم قد عادوا منذ البارحة.
سأتصل بك حالما أعود... بل ستكونين اول من أتصل به عند رجوعي. أحبك!
اذن هو لم يرجع، مادام لم يتصل فهو لم يعد.. او ربما الهاتف عاطل..لا.. لا لم يرجع.
اصبح الوخز شديدا" ... عجبا عندما أضغط عليه بيدي يسكن وكأنه طفلٌ جائعٌ ينهشُ في خلايا جسمي.
- لقد عبروا المستنقع .. عبروا كلهم ... رأيت الكثيرين منهم البارحة.
لماذا أصر أن يعبر هذا المستنقع؟ .. ان الأيدي السابحة هناك كثيرة وخوفي كبير.
- أتعرفين ان ثديك الأيسر اجمل من الأيمن؟
أحسه بين يدي صلب كصخرة.
- سأراجع الطبيب غداً.
لم يتصل اليوم ايضاً. سوف يكلمني غداً . يجب أن الغي سفرة يوم غد.
- سيدتي سنحصل على نتائج الاشعة والتحاليل بعد يومين.
أصبح حجمه الآن بحجم حبة الحمص. يبدو انه المرض بعينه... لا.. لا تقولي اسمه ارجوك. لا .. ليس هو انها مجرد ألياف وسوف يثبت الطبيب ذلك.
- اتصلي به.. لتعرفي فقط .. ان كان من الناجين من الغرق في ذلك المستنقع.
- ماذا يعني ذلك؟ ... انه لم يغرق ولكنه اتسخ الآن وعلقت به كل قاذورات ذلك المستنقع.
قرص الهاتف يدور ويصل الى الرقم الاخير...لا، لم يأتِ...لم يأتِ. أحسه كالسم يسري بين الجلد والعضلات، ويؤلمني من البؤرة في جانبي الأيسر... أحسها وكأنها بؤرة اشعاع آلامي.
غداً صباحاً سأحصل على نتائج الأشعة.
لست قلقة... انها الياف... صاحبتي هذه حمقاء.
- هل عاد الجميع؟
- نعم
- هل عاد ..؟
- نعم رأيته بنفسي وقد تلاشت ملامحه بعد أن تشبع بالاوحال.
- اذن هو موجود! لا، انه مجرد تشابه في الاسماء لا أكثر. وأشرق الصباح واحسست قلبي يصغر ليصبح بحجم كف ابني الصغيرة... واصبح الثدي الايسر معصوراً كأنه ليمونة جافة.
أدرت القرص وضربت الرقم الأخير .
- توت... توت... توت.
وجه الطبيب وأنفه المعقوف
- آسف سيدتي . يجب ان نستاصل الثدي كي نتخلص من السم.
جاء الجواب على الطرف الآخر من الهاتف بصوته المتعب المثقل بالنوم على اذنِ كانت تصغي طوال الليل الى ضربات الساعة.
- ألو
اقفلت الخط ووافقت طبيبي على فكرة اقتلاع المرض من الجذور.
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 04-17-2012 في 08:11 PM.
كنتُ هنا بين تفاصيل القصة
من الألف إلى الياء..
رأيتُني بين ليلة شقيّة وضحاها الأشقى
أركض خلف كسرة ضوء...
وصوت
وأمـل
أعذري هذياني سيدتي
دمتِ بألف خير وهناء