هنا يتساءل الشاعر بمحبة رائعة ,, كيف تدعوه لنجدتها ويتخاذل
عن التلبية ,, ويتركها تتألم ,, وسبية لظالم جبار ,, هي تسهر ألما
وهم ينامون ويحلمون وتكون الصدمة ,, وقد زينت هذه القرة الصور
التالية ::
- كَيفَ تَسبِي يَدُ الظَّلامِ ضِيَاهَا \\ ثُمَّ تَرضَى عُيُونُنَا بِالرُّقَادِ
- نَبتَنِي بِالأَحلامِ جَنَّةَ عَدْنٍ \\ ثُمَّ نَصحُو عَلَى الجَحِيمِ يُنَادِي
 |
اقتباس: |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي |
 |
|
|
|
|
|
|
مولد الفينيق
د. جمال مرسي
|
|
 |
|
 |
|
هنا يخاطب الشاعر بلاده فيصفها أنها ( قرة العين ) , هي مهد
الطفولة والشباب ,, و أنه تمناها دوما ساطعة كالشمس في كبد
السماء ,, ويتمناها بهية رقيقة كأزهار الحب ,, تنشر عبيرها
بين أبنائها ,, و لم يتمناها سلطة قمع وقتل على شعبها ,, وأن
تبقى كما عرفها دوما ثورتها وسلاحها موجه ضد الظلم والفساد
ضد من نهب و خرب وشرد وأضاع تاريخا وحضارة ساطعة
كالشمس ,,
هنا كانت الفقرة غنية بالصور الجميلة ::
- يَا بِلادِي : و أَنتِ قُرَّةُ عَينِي=و حَرِيرُ الصِّبَا و دِفءُ المِهَادِ
أَن تَكُونِي للشَّعبِ أَزَهَارَ حُبٍّ=لا سُيُوفاً عَلَى رُؤُوسِ العِبَادِ
يرفع هنا الشاعر نبرته عندما يخاطب بلده الحبيبة ويقول
أنها رغم كل ما جرى وكل ما حصل هي سوف تبقى فوق
الجميع ,, وستبقى قبلة لكل من يحبها ,, وأن نيلها يفتديه
بروحه هو وأولاده ,, ويطالبها برفع رأسها شامخا فالطريق
مُعبد للتصحيح ,, فهي أسما من الأحقاد والحاقدين وأقوى من
الجلاد الذي يحكمه ,, فهي منيعة وقوية لم ينل منه أبدا أعدائه ,,
هي غصن للسلام ومكان له وهو منتشر في كل الأرجاء ,,
وهنا يؤكد الشاعر أن مصر هي صمام الأمان للأمة العربية
فإذا هي سقطت سقطوا ,, من أجمل الصور والمعاني
ثم ينتقل الشاعر مخاطبا جيش مصر الباسل واصفا ::
أنه صلب قوي ,, وأن جنوده النشاما من خيرة الشباب
لذلك استقبله الشعب بالبهجة والفرح ,, فكان الشعب
والجيش يد واحدة في وجه اللصوص وقطاع الطرق
يتصدون لهم بأجسادهم و وأرواحهم ,, فهم الاسود التي
لا تهاب أن محتال كان واي طامع ومستغل ,,
من الصور البديعة ::
الأولى دقة وصف التقاء الشعب والجيش والمحبة والبهجة التي عمت .
- فَتَلاقَى الجَمعَانِ " شَعبُ و جَيشٌ "=و الأَيَادِي تَشَابَكَت في الأَيَادِي
صور الشاعر طريقة التصدي وهي من الواقع حيث كانت أجساد
أبناء الوطن درعا لحماه
- أَيُّ نَهْبٍ فِي وَجهِهِ نَتَصَدَّى=بِدُرُوعِ الأَروَاحِ و الأَجسَادِ
وهنا وصف لابناء بلده الذين شبههم بالأسود التي لا تغفل
عينها ولا تنام ,,
- أَيُّ مُحتَالٍ مِن عَرِينِكِ يَدنُو=سَوفَ تَلقَاهُ زَأرَةُ الآَسَادِ
في الأبيات الأخيرة يعبر الشاعر بكل رقة وشوق
وبمشاعر متدفقة عن عواطفه نحو بلده ,, فهي سبب
وجوده وانيسه بغربته ,, ويعبر عن خوفه عليها من أي
أذى يلحق بها ,, من جراء الكبت والقمع والسجن التي
وقعت فيه ,, فقد جاء يوم ميلادها وهي
هنا صور الشاعر خوفه على بلده ,, و شبهها بشهرزاد
الحكايات الجميلة الذكية التي بذكائها انتصرت على
شهريار ,
- لا تَمُوتِي حَبِيبَتِي بِحَرِيقٍ=لا تَمُوتِي ـ بِاللهِ ـ يَا شَهرَ زَادِي
هنا يحذرها من نار أشعلتها سنوات الكبت والظلم والسجن
في عهد ديكتاتوري ظالم ,,
- و احذَرِي نَاراً فِي الحَشَا أَجَّجَتهَا=سَنَوَاتٌ مِن رِبقَةِ الأَصفَادِ
تعتبر هذه القصيدة من القصاد الوطنية التي تغلب عليها العاطفة المتدفقة
تفاوت فيها نبرة الشاعر بين القوة والحماس ,, والرقة والإشتياق والخوف ,,
تضمنت الأبيات صور نستطيع أن ننعتبرها مشاهد مصورة نقلت صورة حقيقية
بكل براعة ,, واضاف الشاعر عليها عاطفته في نقلها لنا ,,
كما عودنا الشاعر اعتزازه ببلده وعشقه للنيل ,, والإنتقال من الهم الخاص
الى العام ,,
دائما للغربة لها انعكاساتها على الأبيات لذلك نلاحظ أن العاطفة تفاوتت ::
نلحظ سعادة الشاعر لما يحدث في بلده من تغير يتمناه منذ زمن ,, وخوفه على
بلده وشعبه ومقدراتهم ,, والغربة والبعد يجعل من عاطفة الشاعر أكثر
حساسية من الاحداث فهو بعيد عن الساحة الحقيقية للمواجهة وهذا يسبب له
قلق وألم كبير , ودوما يتمنى لو كان في خضم كل ما يجري ,, وأن يفديها بنفسه
عميدنا الراقي د. جمال :: أتمنى أن يكون صباحك ويومك بعبقا بأهازيج النصر
سعدت بمروري من هذه القصيدة المشعة الملتهبة بالحماس والعواطف
أتمنى لمصر النصر وتحقيق كل ما يتمناه الشعب ,,
مودتي الخالصة
سفـــانة