كنت قد انتهيت من آخر درس لطالبين وخاصة اننا في فترة امتحانات ،، و دخلت النت لكي انزل تهنئة لحبيبتي سلوى حماد بمناسبة عيد ميلادها في نبعنا و قبل ان افتح صفحة النت
اتصلت بي صديقة من منتدى آخر تدخل منتدانا لتتابع أخباري من خلاله وخاصة أننا لا نلتقي كثيرا على المسنجر لتعارض أوقاتنا فبدأت بالسلام وسؤالها عن حالي باهتمام فهي تعلم أني حساسة جدا وسريعة التأثر بأي حدث ودموعي أسرع من أي حرف ،، استغربت من ردي وطريقة ترحيبي بها ،، فلم يبدو علي أي مظاهر حزن فقالت مبادرة إذا خبر وفاة الشاعر عبد الرسول معله خبر ليس صحيح ولم اسمع ما تبقى من كلامها صرخت مرددة عدة أسئلة في وقت واحد :
ماذا تقولين ؟ من قال لك ؟ من أين علمت ؟ أمتأكدة من الإسم أسئلة كثيرة امتزجت بوابل من الدموع في لحظتها ارتبكت ولم افهم منها الا كلمة النبع .......!!
دخلت وقرأت للاسف على الشريط خبر من فناننا الرائع والمبدع نياز فصرخت وصرخت بالبكاء توجهت للمنتدى ابحث فوجدت موضوع (الى كل مدراء الاقسام )دخلت رأيت نقاشا دائرا بين التأكيد والنفي تنفست الصعداء وصممت أن اقنع نفسي أن الخبر غير صحيح
سألت الشاعر كريم سمعون لأنه ذكر انه سيتحدث مع ابنه لم يكن متأكد بعد بل زاد عندي الأمل أن الخبر غير صحيح وأن هنالك من انتحل الشخصية .. ولم اصدق حتى أكد لي الشاعر عادل الفتلاوي أنه كان في الفاتحة ومنذ قليل عاد وأنه يشعر انه سينهار ثم قرأت كلمات سيدة النبع الغالية على القلب وهنا الله يعلم ماذا حصل لي ،،
وكما قالت صديقتي العزيزة ميرفت كنت أنا ايضا في انتضار الغالية سلوى حماد بمناسبة عيد ميلادها ولكن عوضا أن أقد لها التهنئة نقلت لها نبأ الوفاة و كانت الصدمة وخاصة أنها كانت عائدة من عزاء لصديق زوجها أحزنها وفاته كثيرا وقد ترك خلفه 6 اطفال
رحمه الله ورحم الله والدنا وحكيمنا حزنت كثيرا على حبيبتي لأن يوم عيد ميلادها تحول إلى يوم حزين جدا من أوله لآخره حيث قاربت الساعة منتصف الليل ..
بقيت لساعات الصباح وانا لا استطيع أن اكتب حرفاواحدا فقط تابعت المنتدى متابعة الحريص على حركته وما ينشر فيه التقيت بعدد من الأصدقاء في وقت واحد على المسنجر ومنهم الغالية أمل حداد حيث بكينا كثيرا و كل حديثنا أننا صعب أن نصدق واننا صعب ان نتواجد هنا من دونه ،، واتفقنا على ضرورة أن نكتب أي شيئ وفعلا شاركنا في موضوع افتتحته الغالية أمل ..
وبعدتفكير ورغم الانهيار اجبرت نفسي على الكتابة لأني اعتبرت ان من حقه علينا أن نقوم بواجب عزائه على أتم وجه و قد كان كريما معنا فعلينا أن نقابل كرمه بالمثل فبدأت بالرد على كل موضوع افتتح هنا وذهبت لمنتدى قناديل فلم يكن يعلم بالخبر إلا 3 اعضاء رددت هناك ونزلت نعي في الاهداء أنزلت نص في قسم الخاطرة وكان شاعرنا الجميل والقدير حميل داري اول من نشر قصيدة بهذه المناسبة ابكتني كثيرا وقد بكاه هو كثيرا وأذهله الخبر وصدمه كثيرا ،، فقمت بمداخلة عليها وقضيت 24 ساعة دون نوم او طعام فقط اتابع وارد على كل نص او قصيدة او موضوع يخص الراحل الغالي قناعة مني اني لعلي أقدم شيئا لو قليل لهذه الشخصية النادرة التي لن تعوض أبدا
رغم مرارة الحدث وحرقة الغياب شكرت الله كثيرا وحمدته على الحب الكبير له حيث ابكى الرجال قبل النساء والكبار قبل الصغار وحزن على فراقه الجميع من عرفه في الواقع ومن لم يعرفه إلا من خلال النت وكان الإنطباع في الحالتين واحد والكلام والمشاعر واحد وهذا دليل شفافيته ونقاء روحه وحسن خلقه وكرم مشاعره وتواضعه الجم ،، وهكذا يكون الكبار رحمه الله واسكنه فسيح الجنان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
شكرا لك لأنك جعلتنا نسجل هذا اليوم رغم مرارته ليبقى ذكرى لا يطويها الزمن
أستاذ وليد أجبرتني على أن أبوح على الرغم من أنني على ثقة أن ما يحدث في القلب من الداخل
لا تستطيع أن تعبر عنه أية صفحة أو كلمات
أنا لم أعرفه إلا من فترة وجيزة
ولكن تعقيبه الدائم على ما أكتب جعلني أتمسك بشخصه فأراقب كل الردود حتى أقرأ رده
يوم أعلنوا وفاته كنت أظن أنها مزحة وبقيت على النت حتى يقولوا //كنا عم نمزح//
لكن فيما بعد تأكد الخبر ولا أكذب فعلا بكيت
والأن كلما رأيت صورته أشعر بأنني لم أكن محظوظة فعرفته مسبقا
قبل 4 أيام فجعت بوفاة ابنة صديقتي
طفلة لم تتعد أعوامها السبع بسبب مرض وراثي
عانت منه كثيرا وكانت صدمة للجميع
وبما أننا كلنا بالغربة قررت البقاء قدر الإمكان ومواساة صديقتي بمصابها
وأرسلت أوفلاين لسيدة النبع بأني قد أتغيب يومين لظرف طارئ
وعندما عدت لعملي وفتحت النت فوجئت بشريط الاهداء وبضع كلمات
كانت بالنسبة لي كالطلاسم ، أسرعت بفتح الياهو لربما أجد السيدة عواطف .... أيضا لا احد
بدأت أبحث بكل الاقسام لعلي أجد أي تفسير
وهنا وبهذا القسم وجدت عدة مواضيع أولها الرسالة من ابنه
قرأتها بسرعة ولم أصدق
فقلت بالتأكيد هو هاكر استولى على الباسوورد ويقوم بإيذاء مشاعر الاعضاء
باختلاق قصص وهمية لغاية في نفسه
فجأة رن هاتفي لأجد هيام صبحي تؤكد لي الخبر المشؤوم
أعترف أن الذهول سيطر علي لثوانٍ ... أود تصديق ما أراه وأسمعه
لكن الفكر كان يرفض ولا زال يرفض التصديق
ثلاثة أيام مرت علي وأنا بحالة من اللاوعي
حتى أني نسيت أن الأمس هو موعد إعلان نتائج الثانوية ( التوجيهي )
ونحن بانتظار نتيجة ابنتي الصغرى
حتى فرحة نجاحها مزجتها بغصة من الأعماق
بكيت بشدة ، لا أعلم إن كانت دموع فرح أم حزن أم ربما الاثنتان امتزجتا سويا
فالفقيد لم يكن شخصا عاديا
وفقدانه يعني أني أمسيت يتيمة مرة أخرى
نسيانه ليس بالأمر السهل .. صدقني
ففي كل ركن بالنبع ، له بصمة مشعة
أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله ويلهمنا الصبر والسلوان
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ
أبدأ بقراءة الفاتحة على روح المغفور له بإذن الله الأب الروحي لأهل النبع عبد الرسول معلة رحمه الله
صدق الله العظيم
علمت بالخبر تحديداً يوم السبت الموافق 25/6/2011 مساءً ، كنت عائدة من واجب عزاء لصديق زوجي اختطفه المرض من أسرة مكونة من ستة أبناء ووالدتهم، كنت حزينة جداً. دخلت الماسنجر ووجدت عدة مسجات من سفانة تخبرني بإن هناك خبر سيئ تتمنى أن لا يكون صحيحاً ، أرعبتني المسج وبدأت اكتب متسائلة مالذي حصل ، ثم ظهرت أونلاين وسألتها فوراً ما هو الخبر السيئ ، فقالت لي عن الخبر لكنها لم تكن متأكدة أو ربما لم تكن ترغب في تصديق الخبر، وقع علي الخبر كالصاعقة، وتوقفت عن الحديث مع سفانة ودخلت فوراً الى النبع، كانت عيناي تبحث في كل ركن في المنتدى، وجدت أسم المرحوم في المتواجدين وقلت لسفانة هو بين المتواجدين، كنت أهذي وأقول لها لم نسمع انه مريض، ان شالله يكون الخبر غير صحيح، كنت أقرأ بالمنتدى وتتساقط دموعي بسخاء فقد كنت مهيئة للحزن خاصة وانني عائدة من عزاء.
ثم دخلت صديقتي مرفت بربر عالماسنجر وطلبت مني أن أتواجد في الموعد تلك الليلة وان لديها ضيوف لكنها لن تتأخر وستحضر للإحتفاء بعيد ميلادي مع بعض الاصدقاء، لم أنطق الا بجملة واحدة "الشاعر عبدالرسول معلة توفي الى رحمة الله"، لم تعد تستطيع الرد علي وتوقفنا جميعنا عن الحديث . خرجت من الماسنجر دون اي كلمة وأخبرت زوجي باكية بإن زميل لنا في المنتدى قد توفي، وطلبت من والدتي ان تدعو له بإسمه في صلاة الفجر ثم أغلقت هاتفي لإنني لم أكن في حالة تسمح لي باستقبال اي تهنئة بعيد ميلادي حتى من إبناي في كندا.
ما شعرت به لحظة سماعي الخبر إنني أصبحت في منطقة انعدام الجاذبية وإن قدماي لا تطالان الأرض، فقد كان بين حكيم النبع وبين والدي رحمهما الله اشياء مشتركة كثيرة، حب لغة الضاد واهتمامهما بها، دماثة الخلق والطيبة وحب الناس، وحب مساعدة الغير وعمل الخير، لقد عاش والدي منذ عام 1959 العام الذي تخرج فيه من الأزهر الشريف وحتى وفاته في عام 2003 مجاهداً في سبيل إعلاء راية لغة الضاد ، لقد دأب بعد تقاعده على تدقيق بحوث طلبة الدراسات العليا تطوعاً للحفاظ على اللغة العربية في أكمل صورة، أشترك مع راحلنا الجليل في عشق لغتنا العربية فكان هذا سبب كاف لأشعر بشعور الأبنة لابيها تجاه المرحوم عبد الرسول.
عندما تابعت كل ما كان يكتبه الراحل حكيم النبع عبد الرسول معلة شعرت بإنه قد عوضني غياب والدي وعندما فقدناه شعرت بإنني دخلت في رحلة يتم جديدة.
رحم الله والدي أبو خالد ووالدي عبد الرسول معلة وكل موتى المسلمين،
أخي الوليد ، أخوتي وأخواتي في النبع، عظم الله أجركم جميعاً في أستاذنا الجليل المغفور له بإذن الله عبد الرسول معلة،
ولا نقول الا ما يرضي الله ورسوله - إنا لله وانا اليه راجعون.
السلام عليكم يا آل النبع الكرام
انا الابن الثاني للمرحوم سردار عبد الرسول معلة
وسأروي لكم القصة بالتفصيل
قبل يوم من الحادثة ذهب الوالد رحمه الله مع الوالدة الى احد الاقارب لكي يحل لهم مشكلة عائلية خاصة
وقد انزعج بعض الشيء فأحس بألم في صدره فخرج من عندهم بعد حل مشكلتهم ورجع الى البيت وقد اخبره الوالدة بأن هناك الم في صدره ولم يتعشى يومها
عادة مايأتيه هذا الالم بسبب كثرة التدخين
فأستيقظت يوم الجمعة وكنت يومها انوي الذهاب لسفرة الى آثار مدينة بابل القديمة مع أبني ياسر حفيده ( عمره 4 اربع سنوات ) فغسلت وجهي وأفطرت وغيرت ملابسي وجلست انتظر اصدقائي لكي نجتمع ونذهب وكانت الساعة عندها مايقر الثامنة
فأتتني الوالدة ووجهها مصر للغاية وخائفة فسألتها مابكِ فأجابتني بأن والدك ليس على طبيعته فهو لم يتعشى ليلة امس واليوم لا يبدو على ما يرام
فصعدت الى غرفة مكتبه بسرعة لأجده جالسا على كرسية امام حاسوبه ويعصر من شدة الأم بصدرة فسألته مابك فأجابني ألم بالمريء تحديدا ولكن لا اعرف كيف اوصفه لك وهو يتألم فمسحت والدتي وجهه وجلست انا تحت قدمية وامرغ بيديه واقول له غير ملابسك ولنذهب الى المستشفى فأبى الذهاب واجاب بأن الام طبيعي وسوف يزول قريبا ( انا اعمل في المستشفى بصفتي مساعد صيدلي ) فأصريت على الذهاب فأصر هو ان لا يذهب فجلست اقبل يديه واترجاه فنزلت الدمعة من عينيه فأستغربت لما يحدث وسألته لما هذه الدمعة يا أبتي فأجابني بالسكوت فسألته أمن الالم ام من شيء اخر فلم يجبني فخفت جدا حينا فساعدته في الذهاب الى فراشة لكي يستريح به فبكى من جديد في فراشه فبكينا معه وتوسلنا اليه ان نأخذه الى المستشفى فأبى بشدة حينها كانت الساعة ما يفارب 9:30 صباحا فصعد ولدي وحفيده ياسر يسألني لم تأخرت ومتى سنذهب فأجبته بأننا سنذهب غدا ليس اليوم لأن جدك تعبان فلما سمع الوالد هذا الكلام مسك بيدي وضغط عليها بشده واقال لي ( كوم روح بوية ولا تحرم جهالك من الطلعة على مودي ومشكولة ذمتك اذا متاخذه للسفرة وما ارضه عليك ابد ) فلم استطع ان ارفض طلبه فرضيت مكرها واخبرت اخوتي الثلاث عن الحالة واوصيتهم به فذهبت وبقي قلبي معه فعند وصولنا الى آثار مدينة بابل وجلسنا وتناولنا وجبة الغداء الساعة 12:00 تقريبا اتصلت بي زوجتي وصوتها مجهش بالبكاء لتخبرني بأن ابي قد تدهورت حالته الصحية وان اخوتي قد اخذوه الى المستشفى فاتصلت بأخوتي جميعهم فلم يرد علي احد اللا اخي الصغير ليخبرني بأن اخواي الكبيران وامي في سيارة وهم قد لحقوهم في سيارة اخرى فأتصلت بهم مرة اخرة فلم يرد احد وعندها اذن أذان الظهر فذهبت للصلاة فأكملت صلاتي وجلست ادعي له فعندها اتصل بي خالي ليقول لي ( ابوك مات تعال ارجع للنجف ) فكان حينها اصدقائي وأبني مجتمعين حولي في غرفة نصلي بها فسكت لبرهة من الزمن وعندها اجهشت بالبكاء فسألوني مستغربين فرويت لهم القصة كاملة وانا ابكي بكاء الاطفال عندها اتى ابني ياسل وامسك بمعصم يدي وشد عليه وقال لي (شبيك بابا ) فقلت له ( مابيه شي ) وعندها خرجت من الغرفة استند على الحائط وابكي فلحق بي ابني وامسك بيدي مرة اخرى ولكنه لم يسألني اي شيء فذهبت تحت ظل نخلة وجلس واطلقت العنان لنفسي وابني بقربي لم التفت له وفجأه وقت عيني عليه فتمالكت نفسي واسكتها كرها فتوجهنا الى الى النجف وانطلقنا بسرعة ما يقارب 180 كم في الساعة وعند دخولنا مدينة النجف الاشرف اتصت بخالي وقال لي بأنهم في المغتسل يغسولن جسده ( غسل الميت ) والتقيت بأخوتي وعمامي وخوالي واقاربي كل منهم لا يعرف ما يفعل يبكي يلطم ينحب فتوجت الى جسد الوالد انظر اليه والوم نفسي واكملنا غسله ووضعنا جثته في التابوت وذهبنا به الى زيارة امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب ( رضي الله عنه) وبعدها ذهبنا به الى قبره ودفناه ولا اقدر ان ازيد على هذا بشئ .