الترصيع في أسلوب الحديث النبوي الشريف

قال الرسول صلى الله عليه وسلم
( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) صحيح البخاري 6406
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

حديث نبوي شريف آلت ذاته الشريفة إلا أن يذهب في بناء حديثه مذهباً فريداً من نوعه في الأسلوب ليضمن للمسلم المؤمن المتلقي تلقي مفرداته بسلاسة وسهولة .
وهذا البناء في المفردات المرصعة

(1) المتوازية

(2) في بنيتها ومتشابهة في فواصلها وفقراتها جاءت كلها منسجمة مع سبحان المفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أسبح سبحانا ، وعلى الرغم من التشاكل الحاصل في الحديث فان هنالك تباين في الطباق في (خفيفتان ، وثقيلتان ) وهذا الاسلوب يوليه الرسول الكريم عناية فائقة مثلما يعتني بالتوازي لتسهيل التلقي من خلال الموسيقى الداخلية فان الطباق يجد فيه الصورة الفنية التي تحدد المعاني إخبار يتسم بالايجاز . فضلا عن ذلك فان خفيفتين وثقيلتين صفتان مشبهان

(3) تدلان على الثبات الذي لم يكن نسبيا وإنما خفة (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )تبقى ثابتة وثبات ثقلها في ميزان الحسنات يوم القيامة لايمكن أن يتغير وذلك يشير إلى ان التسبيح والذكر لله يبقى ممتدا عند كل مخلوق حتى يفضي إلى السكينة والاستقرار في جنة الخلد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) الترصيع هو السجع الذي في إحدى القرينتين أو أكثر مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتوافق على الحرف الآخر والمراد بالقرينتين هما المتوافقتان في الوزن والتقفية / التعريفات لأبي الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني المعروف بالسيد الشريف ت 816 هـ ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد 1986 م ص 36

(2) التوازي والتوازن في الايقاع القولي نثرا هو أن تعادل فقرات الكلام وجمله يسمى توازنا ، أما التوازي فهو أن يستمر هذا التوازن / الأسس النفسية في البلاغة العربية ، د. مجيد عبد الحميد ناجي ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ، بيروت الطبعة الأولى 1404 هـ 1984م ص59

(3) خفيف وثقيل هو وزن فعيل ويأتي هذا البناء للدلالة على الثبوت مما هو خلقه اومكتسب وهذا الوصف يبنى من (فعُل ) المضموم العين وهذا الفعل يدل على الطبائع وعلى التحول في الصفات فمن الطبائع (جمُل ) ومن التحول في الصفات (بلُغ) صار بليغا ....... وهو في صيغة المبالغة يدل على معاناة الأمر وتكراره حتى أصبح كأنه طبيعة في صاحبه / ينظر معاني الأبنية في العربية، د . فاضل صالح السامرائي، جامعة الكويت، الطبعة الأولى، 1401 هـ 1981م ص 94 ، 117



الاعراب
كلمتان: خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى

خفيفتان: نعت أول فرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .

على اللسان: جار ومجرور .

ثقيلتان: نعت ثان مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .

في الميزان: جار وجمرور .

حبيبتان: نعت ثالث مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .

إلى الرحمن: جار ومجرور

وأشباه الجمل من الجار والمجرور متعلقة جميعها باسم المصدر سبحان .

سبحان: وهوإسم مصدر يعرب مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أسبح سبحانا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف

الله لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة .

وبحمده: الواو حرف عطف وحمده : اسم مجرورو وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه .

سبحان الله: الإعراب نفسه .

العظيم: نعت للفظ الجلالة مجرور وعلامة جره الكسرة

و(جملة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) في محل رفع مبتدأ مؤخر للخبر المقدم كلمتان .

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بوركت استاذي

جزاك الله كل خير

موضوع جميل يماتز بالشمولية
شكرا لك على تقديم اعرب شامل
وشرح مفصل وأسلوب مُيسّر

دمت رائعا