قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [ الإسراء / 23 ] .
رسالة الى أمي الحبيبة في عيد الأم
من جديد تقرعُ العصافير نافذتي وعلى صوت زقزقتها أبدأ يومي ,كم هو لئيم الليل عندما يبعدني عنها ويطرق أبواب قلبي بالشوق والظلام فيزيد من عتمة روحي كلما هرول عقرب الساعة الى اليمين بسرعة,, في مثل هذا اليوم كنا نحتفل معاً هناك على أرض الوطن يا أرق وأجمل إنسانة على قلوبنا أمي الحبيبة .
أمي الحبيبة
إعتدت في غربتي أن أشارك إحتفالهم بكِ بحروفي وها أنا أمسك ورقتي وقلمي لأكتب :
أين أنتِ يا أمي يارونق عمري وعنوان حياتي.
أين أنتِ لأنام في حضنك من جديد وأسمع صدى صوتك وهو يتردد مع نبضي.
أين أنتِ وسحابات الحزن تغلف نهاري.
لم يعد للشمس رونق ولا للقمر ضياء.
كان ليلي مضيئاً بالشموع بوجودك وأنت تمديني بالأمل.
تسقيني الحنان وترعين أغصاني لتشتد وتكبر.
تظلليني بظلال حبك عندما تحرقني أشعة الشمس وتطوقيني بحنانك.
صدرك ملاذي عندما يصيبني الهم.
سهرتِ الليالي لنرتاح ,ضحيت بكل شئ, جعتِ وشقيت وتعبتِ لنكبر والإبتسامة مرسومة على وجهك لتحافظين علينا.
تلعقين علقم الصبر وتزرعين الأمل في سماءنا لتزداد زرقة.
بٌعدك حطم أشرعتي وشوقي لكِ يكبر ويكبر والعمر يمٌر
أيامي تهرول مسرعة بدون لون وطعم.
الغربة أخذتني في دهاليزها ووجعها ,تناثرت بين أزقتها أوراقي وصفحات عمري وأنا في ذهول,
وأصبح الصمت رفيقي في حلي وترحالي .
منكِ يا أمي العزيزة تعلمت الصبر ولكنه يوماً بعد يوم كلَّ مني وأصبح يبتعد عني ويتركني لوحدتي.
علمتنا العطف والتسامح والرحمة وأن نزرع الورود ونقتلع من طريقنا الشوك ونكافح لنستمر,
وأن نقف بثبات وكبرياء أمام العواصف والصفعات لا نسمح لأحد أن يمس كرامتنا أو أن ينال منا
وأن نحترم الجميع ونحافظ على قيمنا ومبادئنا .
صباح الخير ياأمي
صباح الخير ياعمري
يا أغلى جوهرة في الدنيا وأجمل وردة
ياإشراقة صبحي ونهاري
بين ضلوعكِ نمت
وبدفء قلبك إحتميت
ومن بحر عطائك نهلت وإرتويت
تتوقف كل كلماتي ويعجز قلمي عن أن يعبر عن أحاسيسي ومشاعري تجاهك فاعذري فقر حروفي أن جاءت ليست بمقامك.
أمي
بكِ تتجدد الأيام وتصبح مشرقة
لو أني أستطيع أن ألف عمري وأغلفه لأعطيتك إياه في هذا اليوم هدية لكِ.
لا أريد أن أتعبك وأنت تعانين الكثير في وطن يُذبح والمرأة تُهان وتُغتصب وتُسجن وتُقتل وحقوقها معلقة على أعواد المشانق.
من أجلك يا أمي وحتى تنامي فرحانة ,لا تشغلي بالك بالتفكير بهمومي وأنت بعيدة
أعدكِ بأنني سأفتح نوافذ حياتي وأسير في طريق الأمل ,لن أنحني للريح ,ولن أترك الوجع ينال مني,
سأكون برعاية الرحمن يرحمني برحمته ويعييني
وبياض قلبك سيكون رفيق أيامي
وكلماتك عكاز قوتي وسندي
فمن أجل عينيك يكون للحياة معنى
أمي
على طول المسافات التي تفصل بيننا
سأطلب منك أن تسامحيني وتغفري لي تقصيري ببعدي عنك وتمنحيني رضاك وعفوك
أعرف انك بحاجة لي كحاجتي لك وأكثر وأنت في هذا العمر ولكن لم يكن خياري أن أترك وطني وأبتعد عنك ولكن شاء القدر لي ذلك!!!ليزرع العذاب داخلي .
أفتقد صدرك الحنون
صوتك لا يفارقني يرن في أذني كل وقت وأنتِ تبتهلين الى الله ان يحميني ويوفقني ويحرسني ويصبرني ويقويني وعيونك مملوءة بالدموع وأنت تودعيني وقبلتك لا زالت على جبيني.
أبقاك الله يا أمي لنا مصباحاً يهدينا سواء السبيل
أطال الله في عمرك
أحبك أيتها البهية وأتمنى من الله أن يبقيك لنا وأنتِ ترفلين بثوب الصحة والعافية
لا أستطيع أن أكتم صوت الشوق داخلي بعد الآن وهو يقتحمني ويغرز أنيابه داخلي
مشتاقة لك ياوطني
مشتاقة لكِ يا أمي
مشتاقة لرعشة يدك وأنتِ تحملين لي الطعام ورائحته لا زالت عالقة بأنفي
وطعمه لا زال تحت لساني.
مشتاقة للزمن الجميل
مشتاقة للبيت .. للشارع..للجيران..لمدرستي .. لكليتي.. لزملائي في العمل..للأصدقاء والأحبة .. لتلامذتي ..للأنقياء والطيبين ..لرفيق دربي..مشتاقة لكل لحظة رحلت من لحظات عمري..
يااااه كم أشتاق لبيتنا الكبير ولأهلي ولأخوتي ووالدي وهو يلعب معنا ونحن صغار يضحك مع هذا ويغضب على ذاك وصوته لا زال يرن في أذني.
أين أنتم يا أحبائي مني الآن، فرقنا الزمان وأتعبنا الهم، زرعنا كل القارات ونبتت لنا فيها جذور ونحن نتوجع.
هل سيحن الزمان علينا ويجمعنا ؟؟
لأكون من جديد بقربك
أرد اليكِ شيئا لا يساوي نقطة في بحر عطائك ومساحات محبتك وبحور حنانك
وأقول لكِ وأنا على صدرك وأنتِ تغطيني وتمسدين رأسي لأنسى وجعي
كل عام وانت بخير
يا أم الخير وكل الخير أنتِ الخير!!!!!!!
عواطف عبداللطيف
2011