الشام
كتبوا على هدب ِالغمامِ منيّتي
وكتبتُ في أفق ِ الرّعود بقائي
عانقتُ في كبد ِ السماءِ سحائبا
أهوى ارتقاءَ القمّة الشّماء
وزحفتُ أحضنُ تربة ً فواحة ً
لأصوغ من عبق الوهاد وفائي
فأنا حِمام الموت يرفض أنّتي
وسِمام غدر ٍ في جوى الأحشاء
أمشي على زخَم الخطوب وأبتغي
قمم َالعُلا كيما تكون ورائي
فمررتُ قربَ الشام أهمسُ هائما
فسمعتُ في بردى أنينَ روائي
ساءلتُه عن رشفة ٍ تطفي الظما
قد غيّب الصمت الكئيب ندائي
ورنا إليَّ بنظرة ٍمتأوِّها
يا قبحَ ما عبثوا فضاعَ رجائي
وشممْتُ بعضا من أقاحيه التي
سمقتْ على شطآنه بإباء
وسألته عن عاشقيه وما جرى؟
فرأيت دمعةَ عاشق ٍ بسخاء
العاشقون بدوحنا ذكرى مضتْ
والصمتْ ينعى ضحكةَ الرُّفقاء
ما كنتُ أحسبُ ( شيخنا ) هجرَ السنا
حتى غدا في تلكم السحناء
فنظرتُ نظرة عاتب ٍ ومسائل ٍ
(يا شيخنا ) كنت الدواء لدائي !
وجلستُ قرب النبع أرّقنى الجوى
كانتْ ثعالب قومنا بإزائي
وسمعتُ همسة عاتب في جوفه
جدَب الزمان بأمة ٍ عرباء
كم جال في جنباتها من مارق ٍ
أقعى يداري وصمةً بحذاء
فيحاءُ بعضَ الحبِّ إني عاشقٌ
لا لا تزيدي في الحياة عنائي
أنت الكبيرة ُفي العلا بشموخه
تزهو دناك ِبقمَّة وسناء
وطفقتُ أسأل عنك يا برد
فيرد دُ الشدو الحزين غنائي
فروى حكايةَ فاجرٍ ما همَّهُ
إلا جنونُ تسلط ٍوبغاء
يا قمة َقد كنتُ أعهدُ ريحها
بشميم يعربَ أو بأفْق فضاء
أنا يا شآم العزّ عاشقُ جنة ٍ
من غوطتيك وروضة ٍغنّاء
كم فاجر ٍ في ساحتيك علَتْ له
وتنابحت أصداءُ صوت عواء
وهممتُ أحني هامتي لحنانها
فلمستُ جرحا غائر الأنحاء
وحمائم الحورِ العتيق يئن من
وجع ٍهمَتْ في ضفتيه دمائي
ما للفصول ِتغيَّرت أركانُها
وغدا صقيعُ الكون في الأحناء
إني لأرفض أن تكون عروبتي
في العالمين عقيمة الأنداء
شيخنا : المقصود به جبل الشيخ الذي ينبع من قاعدته نهر بردى الذي يمر بسبعة فروع من دمشق
رمزت إبراهيم عليا