بعد التحيةْ ..
صديقي العزيزُ أحمدْ ..
مازلنا نلعبُ في سرِ الكلماتِ
مدينةٌ،خارطةٌ،فلسطينُ وطني،
أمُّكَ يا أحمد
أحبها،لآنها تقرأُ الفنجانْ
هل تذكرُ حينَ قالتْ لي ،
لديك يا ولدي سكةُ سفرٍ طويلةٍ
وسافرتُ
ومازلتُ رحالاً ،
وهل تذكرُ البحرَ في حيفا ..
هل تذكرُ وقتَ الغروبِ
وقتَ لعبنا.. ولعبنا ..
حتى خرجنا في حضورِ العاصفةِ
خرجنا من صوتِ الصرخاتِ والقصفِ
من حقائبِ النارِ
من لوحةٍ سوداءْ
خرجنا اسرابا تحت الشتاءِ الحزينِ
تفارقنا تباعدنا ،
شربنا الهمْ ..
تعبنا في هذا التاريخ
أبي حدثني عن اصعب اللحظات
اللحظة المؤلمة
حين غادرنا
قال لي،
يا ولدي كُنت تكتب اسماء أصدقائك
بالحجر على الحجر
كنا عراة إلا من الفقد ..
كنت ياولدي
ترسم الخارطة
التي سُرقت منا
في لحظةٍ
كان البحر فيها
حزين ..