صنـوف الفقــر

مـن قــديمي ...

صنـوف الفقـر

صنوف الفقـر عــاثت في الجُيوب
وأثـقـلـت الـحـيـاة عـلــى الـقـلـوب

عـســى الأيـــام تُهلـكـهـا وتُــدمــي
مـراكـبهــا الـمـلـيـئـة بـالـخـطـوب

غزتنـا كالوحـوش مــن الـضَّـواري
إذا نهـشـت تُعـربـد فـــي الـــدُّروب

يـداهــا بـالـغـلاءِ طـــوتْ صِـحـافــاً
وأرهـقَــتِ الفـقـيـر مــــن الـوَجـيب

ومِـخـلـبـهــا يُــهــاجــم دون قــيـــدٍ
جــدار البــؤْس في الجَســد الكئيـب

فــأضحى بالحصـار شـــبيـهَ ثـوبٍِ
مـــلـــيءٍ بـالتمـــزق والـثُّقــــــوب

فـلا هـو فـي الـصِّـراع يــردُّ بـأسـاً
ولا هــو للـعـلـيـلِ يـــد الـطـبـيــب

يُهاجـمـه الـغــلاء ولـيــس يَـقــوى
عــلى درءِ الـمـخـاطِـر والهُـروب

فمـن هـــوَ للفـقـيــر يــداً تُـواســي
ومـن هـو في الـنَّـوائـب والكُـروب

ومـن للـبـائـســيـن يــرد جــوعــــاً
توغَّــل فــي فـــمٍ مُــــرٍّ جَــديـــب

يُكبِّـلهـم جُــنــون الـسِّـعــرِ حـتــى
ذوت قسـمـاتـهـم بــيــن الـنُّـــدوب

وزاغـت فـي محــاجـرهـا عـيــونٌ
من التحــديق في الوطنِ السَّــليـب

ومـا وطـنُ الفقـيـر ســوى رغـيفٍ
يُـكـفِّـرُ باسـمــه أعــتــى الـذُّنــوب

وهــل للـجـائـعـيـن فــــمٌ يُــنـــادي
بغيـر مـواجع الـجَـوْفِ الغَـضـوب

ســحابـةُ عُـمـرهِ الـمـزروع نخــلاً
تـبـعـثـر جـنـيُـهـا قــبْـل الـمغُـيــب

فمــن لـلـمـرفـأِ الـمـحــزونِ خِـــلاًّ
يُعـيــد المــوج لـلـرُّكــن الـرَّحيــب

ومــن ذا يـمـلأُ الـجــوْف احـتـفـالاً
وقـد صـرع الغـلاءُ حِجـى اللبـيـب

تـعـاقـره الـمَـدامـعُ حـيــن يـصـحـو
مـن الترحـال فــي شـفـة الـغـروب

فَـيـصْـبـحُ يـومـه شَـــبِقــاً لِـنــعــلٍ
يـقـودُ خُـطـاه للمـاضـي المَـهـيـب

ويســرقُ من عيون الأمس ذكرى
حكــايــاتِ الـتَّـمتُّــع بـالـطــيــوب

ســقـى الـخــلاق هـاتيـك اللـيــالـي
بخـيـر الـذِّكـر كالـمُـزْنِ الـسَّـكـوب

أتيـنـاهــــا نـوافِـــــذَ حـــالـمــــاتٍ
ولــم نـنـعــم بصــوتِ العـنـدلـيـب

يااااااااه

كم هو مؤلم ومؤذي هذا العدو اللدود ( الفقر)

صياغة رائعة استاذنا الغالي ابو أمين

محبتي

وصف لحال وتميز في البوح
سلسة ووقعُها مؤثرٌ في النفس
لُغةٌ لا يشوبها الغُبار
فِعلاً لك من اسمك نصيب ياشاعرنا
\ محمد ذيب~محبتي

كما قال علي كرّم الله وجهه لو كان الفقر رجلاً لقتلته

دام أبداعك استاذ محمد

الأستاذ والشاعر الكبير: محمد ذيب سليمان...

وكما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" لوكان الفقر رجلاً لقتلته"...

تجسيد رائع لمعاناة الفقير...لمسنا هذا بشفافية عالية، وبجمال التصوير، والمعاني المتدفقة قوة وجماالاً...

تقبل صادق تحياتي.

صنوف الفقـر عــاثت في الجُيوب
وأثـقـلـت الـحـيـاة عـلــى الـقـلـوب




عـســى الأيـــام تُهلـكـهـا وتُــدمــي
مـراكـبهــا الـمـلـيـئـة بـالـخـطـوب
رائع أنت دوما يا شاعرنا محمد ذيب سليمان .
وما أرق وأدل البيتين هذين أعلاه .
والأهم من كل ذاك تميزك في لغتك .. و رسمك للكلمات بطريقة
تعرف أن القصيدة سليمانية .
ملحوظة :
أسألك :يـداهــا بـالـغـلاءِ طـــوتْ صِـحـافــاً - لم لم يكن الفعل - طوت - طوتا؟
قد تقول لقد ورد هذا في أكثر من قصيدة في الشعر .. لكنني ضد هذا .
مع احترامي لرأيك أن أخذت بقول من هو مع ذاك .

الاخ العزيز محمد ذيب

بائية سامقة بصدق بوحهل وعذوبة حرفها

وحسن سبكها وجمال صورها الفقر أخي الكريم

يضيق دائرة الفضاء ويجلب اليأس ويقتل الطموح

دمت مبدعا

موجع الحرف
وهو يصف حالة يعاني منها العديد ممن حولنا
الجوع صعب
والحرمان أصعب
ولا من يلتفت!!!

قديم يزهو بجمال ثيابه
وجديد ننتظره بشوق

تحياتي وتقديري أخي الفاضل
وتمنياتي بالصحة والسلامة

قصيدة بارعة حتماً في وصف الفقر وعيش الفاقة

مبدع جداً

احترامي وتقديري

خير الشعر ما يتحدّث بلسان المعاناة الشخصية..
وقديمك جميل مع بعض الصور المشوّشة، التي تحتاج توضيح بعض الخطوط بتبديل بعض المفردات..
لكن.. رأيت أنّك استخدمت الضمير المنفصل؛ هو، في مكان الفعل الماضي الناقص؛ كان، فنصبت؛ يدا، بينما حقّها الرفع لأنها خبر للمبتدأ؛ هو :

فمـن هـــوَ للفـقـيــر يــداً تُـواســي

مودّتي وتقديري