من كتاب "بعض من سير التعب"الجزء الثاني
• لحظة قد تقلب موازينك مهما خبرت الأشياء..تكتشف انك برغم كل المعرفة..لا تعرف هذه الحياة,
• اقترن بها مثلما يقترن أي رجل ليبي بإمرأة ليبية..يعرف كل النساء ويتجول بين حقولهن وعادة ترسي مركبه في حضن كائن واحد..لكنه كان يختلف الى حد ما..فقد تعرف على احضان عدة من شتى المشارب ثم رست به التفاصيل هنا..جاءت في غير وقتها لم تكن إلا امرأة تريد ان تتزوج..وهو ايضا ليس إلا رجل يريد حضنا!! ليست هناك قواسم مشتركة بينهما سوى مخدع ميت وجسد لاشعاع فيه..لم يكن بينهما إلا معرفة عابرة وظروف التقت بهما..وربما اكتشفت هي البون الشاسع بينهما وكانت تحس بهذا لكنها اصرت على زرع اقدامها في الطين هربا من جحيم اكبر!!.
• توالت السنون ..كان مسافرا دائما بحكم عمله..يحصي الأيام التي بقي فيها معها ربما على مدى ربع قرن من ألا جدوى لم تكن أكثر من عامين.تلك التي انتجت كل هذا التيه...بين الفينة والأخرى تتصل به وهو بعيد في جناحه او مكتبه او خارج البلاد :
• أنا حبلى!!
• ولايجد على لسانه غير كلمة مبروك.ماذا تفعلين بهم؟؟ ببلادة يقولها.كأن الأمر لايعنيه بينما هو امر له علاقة بكائنات تسعى على الأرض حية وتريد الحياة..كان شغوفا بعالمه العملي وكانت شغوفة ببناء عالم لاصوت فيه ولاحراك.ولا حياة.كانت جريمة لم يفق منها إلا بعد لأي!!
• كان في الحياة كالبكر بالرغم من تجاربه وبؤس طفولته.والظلم الذي عاناه.كان يقضي النهار بكامله في العمل وفي الليل يسامر الأصدقاء.أو مسافرا.لم يتعرف اولاده على غيرها المنتصبة في عناد من اجل بقاء ميت كان مصدرا للمال التافه والنهم الذي بلا حدود والبهجات المزيفة.
• ثم جاءت تلك التي كأنها هوت بمطرقة على رأسه فقسمت كل الأشياء إلى نصفين!!اكتشفته بعد ان لهث وراءها زمن ليس بالقصير أسرته بكل مافيها..أفاق من شرود سنين ليكتشف حجم الكارثة..وعته بمافيه وما عليه..اربكت كل تفاصيله التي تعرف عليها من جديد..اكتشف ان كل الكتب التي تمعن فيها واستهلك بصره في بطونها لم تكن غير ندف سحاب..انقلبت موازينه..لم يعد يؤرخ بغير ما قبلها وما بعدها وهو البكر..كانت المطرقة قوية وصادمة وقاسية اكتشافاتها.بنت له مداميك الأفق المتجلي ثم تركته ليكمل الطريق.اكتشف الفرق بين ربع قرن وبين بضعة شهور.أصبحت تلك الساحرة-المطرقة تاريخ في حياته لاينمحي ابدا.
• بدأ في لملمة بعثرته فلم يكن هناك من ضحية غيره
.