في تلك الساعة الواقفة خلف أسوار الحنين
عندما تكبر ثقوب السماء
وتغلقَ أبوابَ سِجنِ الإنتظارْ
في مدن مملؤة بالأرق
و محطات باهته فُقدَ على أرصفتها النبض
تتعرى دموع التاريخ
ومتاهاتِ العتمةِ ترتوي في ركنٍ السّوادْ
النوارس تحترف رقصة الموت وهي تتساقط
جسدي تداعبُهُ عروقُ النارْ
وعباءات المارة يبللها الدم
فتضيقُ المساءاتُ بأنفاسي
والدروب تتأفَّفُ من ترانيمِ خطاي
عندما تعترضها أشواك أنهكتها ألسنة تحمل رائحة الغدر المعفرة بالسموم
وقبل أن ترتعد العواصف
ويهرب الضوء من يومي
ويغطي الغبار وجه النجوم
ويُضاعفُنى البكاءُ دموعاً على جدرانِ الإنهيارْ
وترسمُني الخيبةُ نجمةً عمياء على أعتابِ فجرِ الغِيابْ
وتتناسل مزارع المرار صخوراً في فمي
أمنع ارتجاف أصابعي
وهي تلملم تلك العجوز القابعة بقاياها في روحي
لتقتَفي آثارَ مَلامِحِكَ
يسكنُها حُلمُ اللقاءْ
وهو يفترشُ المَدى ليمر على المسافات النائمة بيننا
كَغيمة حُبلى
من بدايةِ الأنينِ
حتَّى اتِّقادِ الوَجَعِ
أُهادن الخريف
ألتقط أجنحتي
وأعاقر الصمت
و ا ن ت ظ ر..................
\
6\12\2013
(( تعلّم الإنتظار..
انتظر أن يتدفق التموّج -مثلما تنتظر السفينة في المرسى -
ولا تقلق منه لدى الإقلاع
إن كل من ينتظر يعلم أن (الفرج ) لابد آت ))
الشاعر الأسباني انطونيو ماتشادو
الأخت الشاعرة القديرة أ.عواطف عبد اللطيف
نص مائز يعبق بالدهشة والنقاء حد البهاء وحروف تنزع الغشاوة عن ملامح واقع يسوده الوجع
يانقية الحرف منك نتعلم معنى الإنتظار
أعطر التحايا
(( تعلّم الإنتظار..
انتظر أن يتدفق التموّج -مثلما تنتظر السفينة في المرسى -
ولا تقلق منه لدى الإقلاع
إن كل من ينتظر يعلم أن (الفرج ) لابد آت ))
الشاعر الأسباني انطونيو ماتشادو
الأخت الشاعرة القديرة أ.عواطف عبد اللطيف
نص مائز يعبق بالدهشة والنقاء حد البهاء وحروف تنزع الغشاوة عن ملامح واقع يسوده الوجع
يانقية الحرف منك نتعلم معنى الإنتظار
أعطر التحايا
شكراً لهذا المرور النقي الذي لون صفحتي بالأمل وهذه الإضافة الراقية المضيئة
ثبتك الله في العلا
دمت بخير
تحياتي وتقديري
الله ...
لي فترة من الغياب القسري .. عن هذا الحضن الثقافي الدافئ ..
و حين بدأت اللقاء...
فرد هذا النص الجميل يديه ...
و رحب بي ... بمتعة شعرية لي أزمان لم أشعر بها عند قراءة نص شعري ...
لخفوت الشاعرية و الجمال و سيطرت الهلامية التي تفقد المتلقي صلة وصله مع النص و الشاعر ... لتصبح ظاهرة الهلامية في الشعر بشكليه ( المنظوم و المنثور ) هي المسيطرة ..
بحيث تترك المتلقي في غابات من الغموض الهلامي الثقيل و الغارق في الذاتية ...
في هذا النص أول ما شدني إليه .. قدرته على أخذي إلى حالته الشعرية ببساطة التركيب الجملي و عفوية الصورة الفطرية الخلاقة و المبدعة ك ( مدن مملوءة بالأرق ) .. لنحللها جملياً و نجدها بسيطة التركيب الجملي لكنها عميقة في رؤيتها الفكرية و الاجتماعية ...و حين تنتقل الشاعرة إلى الصورة المركبة نجدها أكثر عفوية تركيبية و عمقاً .. مثل ( تتعرى دموع التاريخ ) هي صورة مركبة من ثلاث صور على الأقل ( دموع تتعرى ) (تاريخ له دموع ) ( تاريخ يتعرى ) .. و هكذا تمضي الشاعرة بابداع فطري خلاق ..... ( عباءات المارة يبللها الدم ) هي لوحة أو متتالية موسيقية من الصور تعطي نغمات جمالية و فكرية راقية رغم بشاعة ما يحمله الدم كعباءة لكنها تعطي القباحة بعداً جمالياً حين تستعمل فعل ( يبللها ) ... نص جميل جداً .. و ما من مجال هنا للإطالة .. فهو يستحق أكثر مما قلت ..
لك مودتي و شكري .. الشعر بخير