استيقظت كعادتي خاليا تماما من النور
بدأت لتوي أطالب بحصتي من الشمس
رأيت حزمة طائشة
تطارد فراشة معلقة في الهواء
تبدو كأنها تزحف
أرغمتني أن أصعد باتجاهها قليلا
أخرجت ورقة من ذاكرتها
من على منصة زهرة شاردة
صرخت بوجهي تستفزني
تخلص من الجاذبية
و لتجرب التحليق و التعلق في السماء
و دعتني و اختفت في بطن ضفدع متشرد على ضفاف مستنقع
أدركت حينها أن الأرض أكثر أمانا
كل صباح
يقاسمني الضجر قهوتي مناصفة
أصبح الدود يقترب أكثر
و أشرس
يتسلقني
لا يفرق بيني و بين شجرة ميتة
يدور في حلقات مفرغة
و يعد لوليمة قادمة
ساعتي التي ألبسها
تقلد الدود في زحفه
تعيد العقارب لنفس الأماكن
فقط تغذي الوقت ليصبح سني بدينا أكثر
تعدني للحظة مفترسة
الزمن يعتلي القائمة
أصبح حيوانا مدنيا مدجن
يصطاد بطريقة منظمة
و مملة أيضا
هذا الوقت عنكبوت
يتناسل بداخلي
كفطريات متعفنة
يلف حباله حول عنقي
و جسمي
حتى أصبحت جثة محنطة
عندما كنت شيئا تافها
قبل أن أولد بتسعة أشهر
و أنا معلق في جسم أمي
كنت أحد مخلفات أبي الإضطرارية
كذلك ولدت
حالة طارئة
صراخي أيضا
كان استثناءا و ربما تنديدا بالضوء
منذ كنت في سلة أبي
و أنا أخاف النور
كذلك كنت أكره الأماكن الواسعة
كنت أتخيل أمي شجرة فأمتطيها
أبي كان مجرد زائدة دودية
يجب التخلص منها
أبي لم يحاول المقاومة
و تسلق الوقت بسرعة
متى استئصل أنا أيضا
فالفحوصات تؤكد أنني أمنية متورمة
و جثة تافهة تلوث البئية