سلوا النجلاء ( ترنيمة عشق ) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
سلوا النجلاء ساعة ضَحِكت في أحداجها(1) ،،، المُقَل .
عن دَعَجٍ بها ، وكيف ترسّم في أشفارها ،،، الكَحَلُ(2) ؟ .
وسلوها كيف أرْسَلَت دَعْوَتها من بين أشداقها ،،، القُبَلُ .
وهل الضَرَب(3) ذاك الذي حَوَتْه بفيها ، أم الضَرِيْب ، أم هو ،،، العسلُ ؟ .
غانية(4) ، ران على حَلَكِ(5) جمّتها(6) المسترسلة إلى الأعجاز(7) ،،، رَجَلُ (8).
جلست معقوفة الساقين حتى نتح(9) من غضاضتها ،،، البللُ .
والوجه انتهى كالبدر لمّا اختلس من بين السحب نظرة ، وأنهى سكبه ،،، الهطلُ .
والخدّ وددت لمسه ، لولا أن باغتني على حين رعشة ،،، وجلُ(10) .
والنحر لم يخجل بحسنه ، حتى كاد الماء من بضّهِ ،،، ينسجلُ (11) .
فيا لها أنثى ! كيف برعت في التنكيل ؟ حتى مثُل بين يديها ،،، القتلُ .
ويا لها ! ما مَلّهَا الحسن ، فقد أدبر بعد أن جمع رحله ،،، المللُ .
حيث نثرت على العالمين من بعض حسنها علوماً ، فتهافتت عليها ،،، المِلَلُ .
عِلّة المُحب ، وما أسعد المعلول بها ، لمّا أحاطت به ،،، العِللُ .
إذ نَظَرتْ والتكتّم سجيتها ، ثم عضّت على عُنّابها(12) فانبعث من رُقاده ،،، الأملُ .
فلو أنها عادت إلى الجاهلية !!! لحار في إغواء عَبَدَتِه ،،، هُبَلُ(13) .
ولنفر النُّسّاك والكُهّان ، وكل الآمّين مناة واللات ،،، والخَوَلُ(14) .
ولسَخِرَت ممن ألّهوا الوثن ، حيث حوّل سحرها العاكفين نحوها ، ويقودهم ،،، غَفَلُ(15) .
ولو رجَعَت إلى امرئ القيس ! وداهمه سحرها ، لراجع إقراره على حبيباته ،،، الرجلُ .
فهلُمّ نجلاء ،،، فقد أعطب التناسي رجلا ، وأمعنت بمدّها ،،، الطِيَلُ(16) .
ورحماكِ نجلاء ،،، أتستعذبين قتلي تارة ؟ وتارة يغولني ،،، الهَزَلُ ؟ .
ــــــــــــــــــــــــــ انتهى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
حسين الطلاع
9/4/2011
المملكة العربية السعودية - الجبيل
1: الأحداج : محاجر العيون ،،، والمقل هي العيون .
2: الكَحَل : هو المكحول خلقة دون كُحل .
3: الضرب والضريب هو العسل واللبن .
4: غانية : أي مستغنية بجمالها عما سواه فلا تحتاج إلى زينة ،،،
5: الحَلَك : هو السواد الشديد ،،،
6: الجُمّة : هي شعر الرأس ،،،
7:الأعجاز : هي الأرداف ،،،
8: الرَجَل : هو الترجيل أي التمشيط .
9: نتح : رشح .
10: الوجَل : نوع من الخوف والرهبة .
11: ينسجل : أي ينصب أو ينسكب بكثرة .
12: العناب : كناية عن الشفاه المحمرة كالعناب خلقة .
13: هُبل : المعبود الجاهلي الشهير ، لن أقول الإله وذلك احتراما للإيمان ، ولكن نقول المؤلّه .
14: الخَوَل : هم الأتباع .
15: الغفل : هو الغفلة .
16: الطيل : هي الأيام الطويلة التي لا تنتهي .