شرفتني صديقة عزيزة إن أقرأ لها محاولتها القصصية الأولى ( يوميات معتمرة ) التي أدهشتني بنفسها السّردي الطّويل ، فكتبت لها رسالة
عزيزتي
في زمانٍ عراقي موحش ٍ ومفعم ٍ بأوّلِ أوكسيد الضّغينة ؛ حطّتْ بين عيوني سطورك التي احتضنت ذكريات أيامٍ من الحبّ الإلهي والنّقاءِ الرّوحي والطّهر من أدران كل ضغينة أو إتهام ، وماأبرعنا نحن العراقيين في كيل الإتهامات حول وقائع ماشهدناها ، وﻻ كنّا طرفاً فيها ﻷمم خلت من قبلنا ، وﻻنُسْألُ عمّا كانت تعمل أو تكتب أو تحلم أو تتضارب بالسّيف ، والنّبال أو حتّى بالحجارة ..
حطّتْ سطورك بين عيوني ، فتزاحمت رئتاي ؛ لتستنشق هذا العبير المحمدي ، وليُذهِب الدّمعُ الذي تساقط حزناً شجياً شيئاً من الصّدأ الذي اعترى قلبي منذ غياب شمس بيتي عن أفق عيوني ..
فطفقت أقرأ وأواصل ارتشاف تفاصيل رحلتك نحو قبر الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، تلك الرحلة التي صببتِها بقالبٍ من الكلمات والجمل فلم تسهبي ، ولم توجزي ، واتخذت بين هذين السّبيلين من الكتابة ركناً دانياً من القلب ، ومن مغارات دمعه التي تدفقت مع نبضات لهفة كل مؤمن لرشفة من زمزم، لركعة في الرّوضة ، أو للمسةٍ لخيط من أستار الكعبة ..
حطّتْ بين عيوني سطورك ، وضحكت كثيرا منّا نحن النّساء ؛ حين يكون السّوق مبلغ همنا حتى في مكة .. وماسيجلبه لنا الحاج في جعبته أثمن من دعاء لنا هناك عند بيت الله الحرام .. حتى لو كان ماابتاعه لنا صيني المنشأ ، ويغزو سوقنا ..
حطّتْ بين عيوني سطورك ؛ وأنا ألمس التفات قلمك توجساً وخيفةً في ما لو جئتِ بذكر المسلحين الغرباء أو الحرب ؛ كي ﻻتوجه أصابع الإتهام نحوك وأنت الضّحية اﻷولى
حطت بين عيوني سطورك ، وأغلقت عليها باب ابتسامة الرضا بما قرأت ، وشيء من الحيرة يلف خزانة التّصنيف ، فتارة أضعها في رف أدب الرّحلات ، وأخرى في رف القصّة الطّويلة لإيقاعها الرّوائي ، وأخرى في مخطوطات المذكرات ، فيحسم قلبي الرّأي ويضعها في رف السّرديات المشوّقة..
ولك بالغ إجلالي
وكل سطر وأنت لقلبي نسمات ظﻻل وارفة العذوبة .
صديقتك المحبة
كوكب
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
رسالة من أروع الرسائل الأدبية التي يمكن أن نقرأها ...
فهي تنقل لنا مشاعر معتمرة من خلال ما تركته من إنطباع في ذهن أديبة متميّزة في حجم الأنيقة الروح كوكب البدري
مشاعر أوقعت قلوبنا في أجواء مفعمة بالعبير المحمدي وقد توقّفت فيها إهتمامات المتميّزة كوكب البدري عند كلّ الإمكانات الكامنة في نصّ نيران ذاكرة مكامنه المؤثّرة لتبرزها بإتقان وحرفيّة راقية كقولها هنا في رسالتها الأدبية فطفقت أقرأ وأواصل ارتشاف تفاصيل رحلتك نحو قبر الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، تلك الرحلة التي صببتِها بقالبٍ من الكلمات والجمل فلم تسهبي ، ولم توجزي ، واتخذت بين هذين السّبيلين من الكتابة ركناً دانياً من القلب ، ومن مغارات دمعه التي تدفقت مع نبضات لهفة كل مؤمن لرشفة من زمزم، لركعة في الرّوضة ، أو للمسةٍ لخيط من أستار الكعبة .. فقد أطلقت الكوكب عنان البوح وتخيّرت عبير الكلمات وعبق الحروف لتظلّ أجواء اليقاع المقدّسة تغمرنا كما غمرت صاحبة النّص ...ثمّ ماهو مدهش حا في هذه الرسالة الأدبية هو قدرة كوكب على استمالتنا لصور ومواقف ووضعيات دقيقة تستولي فعلا على أحاسيسنا فتخيّرها لما شدّ إنتباهها في نصّ صديقتها هنا بقولها حطّتْ بين عيوني سطورك ، وضحكت كثيرا منّا نحن النّساء ؛ حين يكون السّوق مبلغ همنا حتى في مكة .. وماسيجلبه لنا الحاج في جعبته أثمن من دعاء لنا هناك عند بيت الله الحرام .. حتى لو كان ماابتاعه لنا صيني المنشأ ، ويغزو سوقنا ..
فهذا المقطع رائع وشيّق ويمتاز بالطّرافة وهو ما ساهم في جعل هذه الرسالة قريبة من قلوبنا ومشاعرنا ...
وعموما فقد وفّقت الكوكب في صياغة هذه الرسالة الأدبية الرائعة وجعلتنا نتسلّل عبرها الى أدق التّفاصيل...وشخصيّا قد أقبلت على قراءتها بكثير من الحبور والجمال والطرافة . .تُرفع للتّثبيت
ماقرأته للعزيزة نيران كنعان يستحق أكثر من هذا ، فقد تدفقت دموعي بغزارة ، وهاتفتها قائلة : ماذا فعلتِ بي ؟ لقد بكيت أكثر من
هي تروي يومياتها في العمرة منذ لحظة انطلاق الطّائرة من السّليمانية وحتى عودتها لكركوك (حيث مستقر نزوحها ) بعد أن قامت القيامة في تكريت ، ترويها بأسلوب مشوّق ونفس طويل ، علماً أنّها تحمل الدّكتوراه في اللغة العربية
وإن شاء الله تنشر مذكراتها هنا قريباً
تحيتي ووفقكِ الله
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
وأنا احترت في تصنيف رسالتك..
اهي من الرسائل الشخصية بنفحة ادبية
ام من الرسائل النقدية التقويمية
أم من الرسائل التي تصلح مقدمة لقصة
او مذكرات..
وأخيرا اهديت بأنها من الرسائل الأدبية عبرت البعد
الشخصي الى رحاب أدب الرسائل لما تحتويه من
تصوير جميل لقصة هي المحاولة الأولى لمعتمرة
وأستاذة في اللغة العربية...
رسالة فيها نفحة الأدب الجميل،
ما دامت هكذا نتمنى ان نراها هنا في النبع
تحياتي اختنا حمامة النبع الوديعة
ماقرأته للعزيزة نيران كنعان يستحق أكثر من هذا ، فقد تدفقت دموعي بغزارة ، وهاتفتها قائلة : ماذا فعلتِ بي ؟ لقد بكيت أكثر من
هي تروي يومياتها في العمرة منذ لحظة انطلاق الطّائرة من السّليمانية وحتى عودتها لكركوك (حيث مستقر نزوحها ) بعد أن قامت القيامة في تكريت ، ترويها بأسلوب مشوّق ونفس طويل ، علماً أنّها تحمل الدّكتوراه في اللغة العربية
وإن شاء الله تنشر مذكراتها هنا قريباً
تحيتي ووفقكِ الله
الغالية كوكب
ومن هنا
أرحب بالدكتورة نيران العباسي
وننتظر أن تروي لنا مذكراتها
يامرحبا بها على ضفاف النبع
ولقلبك الهناء ابنتي على هذه الرسالة الراقية
محبتي