*ترك لها على الطاولة فنجان قهوة فارغ
و شظايا كلماته، بعضها كان رتيباً و أخر تم حذفه
أغلق الباب و لم يعد بعدها ابداً.
ايتها الحبيبة لم يَعد للحب مُتسع في حياتنا كل شيء فداء للوطن، ذلك الوطن الذي يستحق ثورة تقوم على مبدأ بحت أننا لا شيء بلا تغيير.
أترين شعلة الحُزن التي تعتقل عيني منذ مدة لم تكن قصيرةً ابدا، منذ ولادتي حتى اليوم، أمي كانت ثورية تُحسن تلخيص رائحة الوطن في رغيف خبز و ابي كذلك يَسرح كثيراً و نحن نُكلمه يبدو أن إنشغاله لم يكن سوى صورة أخرى لحُلم التحرير، معتقلون نحن بين فكي حقيقة و حول معصم القدر.
في المسافة التي تفصلنا عن تحقيق الحُلم جانب ما كان ربيعياً حد الدهشة زوراه كُثر و أخر تقتحمه القنابل كل حين أنا كنت في صف القنابل.
و لأنني أخترت أن أكتب، قليلاً ما أحدثك عني فهتافاتي ذات المراس الحماسي كانت تزعج مسامعك الرقيقة لا بأس سينعم غيرنا بالحب بعد أن نفنى من أجل هدف ما وقتها أخبريهم أن رجل ما كان يحارب واقعه كي يرسم هذه البسمة على شفاهمكم التي تنمو للتو.
لم يعد الأمر يستوجب دموعكِ، أتركي بعضها كي أغتسل بها سيكون عطرك الكافور الذي يطوقني.
أنظري ماذا فعل الزمان بنا و أنا أقرأ لكِ أحداث المستقبل المأساوية أجدكِ تبتسمين في الخفاء شيء منكِ مات حبيبتي جزئكِ الضعيف لقد أحسنتُ تربية أنثى قلبي، اليوم سأترك بيدك رسالة غير خطية سترى النور فيما بعد بعذوبة صوتكِ و حماسة سأترك معكِ أحلامي و نضالي و الكثير مني أنقليه كما هو دعي الحقيقة تبدو أنيقة.
و أنا أنظر الى المسافة التي تفصلني عن الباب بعد أن أخترقه و ألقي رسالتي الأخيرة لا أعلم هل سأخرج سليماً بعدها أم أنني لن اشهد خروجي من هناك، ما أبشعها من أحداث بنظر الغير الا انها الجمال بعينه.
يبدو أنني أطلتُ المكوث في جنبات جنتكِ، سأدعكِ للهدوء صورة يحتضنها إطار يخلو من بصماتي، سنلتقي اليوم أعدكِ أطلتُ البُعد عنكِ.. الى اللقاء ايتها الروح النقية.
هي كتبتْ ذات يوم بأسم ذات الثورة كسروا قلمها و صادروا روحها، ها هو يكمل من بعدها الطريق تاركاً نوراً يخطف أخرين بأرواح ملائكية تدرك الوجود.
هناك غريزة متجذرة عند كل المخلوقات وهي غريزة المكان...
المكان (الوطن)يتجذر منذ نمو المدارك والإحساس ..وعندما يتهدد
المكان تتراجع كل المشاعر الى الخلف،لأن المكان هو موطن المشاعر
الأخرى ،نصا كعادتك أخت رغد..فيه رؤيا فلسفية للبعد المكاني.
تحياتي وتقديري...
هناك غريزة متجذرة عند كل المخلوقات وهي غريزة المكان...
المكان (الوطن)يتجذر منذ نمو المدارك والإحساس ..وعندما يتهدد
المكان تتراجع كل المشاعر الى الخلف،لأن المكان هو موطن المشاعر
الأخرى ،نصا كعادتك أخت رغد..فيه رؤيا فلسفية للبعد المكاني.
تحياتي وتقديري...
حاجة الإنسان إلى الإنتماء و الأمان تفرض عليه كل هذا البحث و التضحية كي يجد وطناً حتى في أيامه الأخيرة