الْعَصَا ... إنهال عليه ضرباً بالعصا، وشتماً ببذيء الألفاظ وأفحشها، وعلى مقربة منهما مرَّ رجال وهم يستنكرون بهمس ما رأوه من مشهد فظيع... وفي ذات المكان انهالا عليه ضرباً في اليوم الثاني بما أمسكته يداهما بإحكام، وتناوبا عليه في صمِّ أذنيه بأقبح النعوت وأشنع الصفات، وغير بعيد منهم عبَرت نسوة وهن يرثين بصوت خفيض لحال المضروب، وأعينهن تفيض بالدمع المر شفقة عليه... ثم إنهم في عين المكان انهالوا عليه ضربا في اليوم الثالث بما قبضت عليه أيمانهما وشمائلهما، وتهافتوا على غزو مسمعيه بأخبث الألفاظ، وكتم صوته المبحوح بمنكر أصواتهم المدوية، وعلى غير منأى منهم وقف أطفال ينظرون، وقد شل الهلع حركة أعينهم الصغيرة، وأخذوا يشيرون بأصابعهم إلى ما تلتقطه أبصارهم... تشابكت الأيدي الغليظة والعصي السوداء من فوق جسده الهزيل، وتلاحمت من تحته الأقدام والأرجل والأحذية السوداء، ثم تصادمت من حوله الصيحات الناهرة وتعالت وتكاثفت كأنها الظلم، وإذا بالمشهد قد غدا في مخيلة الناظرين بركاناً يقذف الحمم...
الكاتب المبدع ابو شامة المغربي
محبتي
نصوصك جميلة ولك طابعك الخاص في الكتابة
لكنك ياأستاذنا الكريم بطريقة النشر المكثف هذه لاتسمح للآخرين بالقراءة الجادة كي يميزوا بين نص وآخر
القراءة بالمرور العادي تعتبر تسلية بينما نصوصك الجميلة لاتريد قاريء عادي يمر عليها مرور الكرام
والقراءة كما يعبر عنها الفيلسوف جاك دريدا : هي اكبر دعم يقدمه القاريء للكاتب
لو نقرأ لك كل اربعة أيام نص لانطبعت نصوصك الجميلة بالذهن وحتى لاتبدو وكانها مكررة
تقبل محبتي