فوضى الأواني ..وذاكرة النظر ,إلى السيدة عواطف عبد اللطيف
فوضى الأواني ..وذاكرة النظر ..
أواني أمي~
كل يوم مضى لم أكن فيه قادرة على تركها مبعثرة في الممرّ ,كنتُ أحبسني في غرفتي ,
وحين أخرج كنت أظن بأن أجدها قد ابتعدت , لكنها قابعة في زوايا البيت,
أكلت الفوضى طابور الوقت ,و أوشك الإناء السقوط ,
قد تسنح لي الفرصة بأن أخبركِ ذات يوم كم هي مزعجة , مثيرة للفوضى تلك الأواني.
تعلمين ورثت منك الكثير , يا امرأة الكبرياء ,أمي~’.
غربة~
تحت الجلد يقشر الجوع العمر مثيرا زوبعة الغبار , و في خبايا الروح تسكن أسماء لامست يوما الاحساس ,
خلّفَتْ بقايا حديث مبعثر بين الجنبات تبدو كــالأشباح في الليالي تطارد الذكرى في أروقة الخيال ,
مثل الخيل يطارد الشاطئ, والذكرى كطائر النورس الهارب من رذاذ مطر
يشتعل الشوق و يخبو بين الضلوع,.
فَقْدْ~
وجوه غريبة متنكرة تجول الخاطر تلتحف الظلام في سراديب الليل ,
وتذوب الوجوه الملائكية حد الاختفاء خلف طقوس الغرباء ,ووجوه مابين وبين ,
بأكف مرتعشة خلف القضبان تحت الجبين الأسمر الشرقي تنتصب دمعة أسفل الجفن فوق الخال, تلاها نحيب,!
حقيقة مطلقة~
تتدحرج الأمنيات كــالبلور فوق سطح الماء , و في غمرة انتعاش و عند عتبات الغربة تتكسر ,
فيتوقف نبض القلب لحظات ثم يعاود النبض..فيُطرق هيْجلْ رأسه و يمضِ يجر خلف خطواته خيبة.
مفارقة~
كيف يتساقطون من نظر العين..؟!
مثل النظرات المتساقطة على الرمال لا تترك لها الريح العابثة أثر..
فكيف لمثل نظراتِ الشاحبة الشحيحة الاحتفاظ بالصور,.؟
حنين~
صعاليك تعربد فوق جسد الحكاية في الليالي الظلماء و غرابين الوحدة تراقص الخيبة تحتفي بالانكسار ,
وخفافيش الغربة تنهش القلب متفردة به تستلذة طعم الدم ,
ذاكرة النظر~
ذات عمر شكوت لكِ صورة في ذاكرتي تلاحقني تخنقني , قلتِ لي:
بأنه من المستحيل عليَّ تذكر تلك التفاصيل و لم أك قد تجاوزت الثالثة من عمري,
لكني فسرتُ و صورتُ لك التفاصيل بملل حتى كدتِ تتقيئين ذاكرة أمامي ,
صوته المخيف في عتمة الليل و يده شديدة البطش تمتد تحت الأغطية تسحب الساطور وأخرى تحكم القبضة حول عنقك ,
وأنا بينكما كريشة تصارع الانتزاع من جناح طير سقط ارضا , وأصرخ و أصرخ ويعلو الصراخ حتى التقت نظراتي بتظراته ..فتوقف.. ثم ابتعد...
كنت بين أقدام امرأة لا تعرف كيف تنطق ب (لا) وبين قدما رجل دوما يطالب بالمزيد. ..فهل أزيد..؟!
حاء ~
تركني للحزن المُتربص بي, و رحل و ما عاد معنياً بشيء,
صوت صورته التي طالما القيتها أرضا ,تلتقطينها و تعيدينها إليّ كأنك يا وجعي لا تريدين لي النسيان أبدا, حرفه الحاء يلف الحبل حول عنقي ,
تعلمين الم أخبرك بأني لم أحب غيره أبدا..؟ ..ظننتني أخبرتك...
تعويذة~~
حبهُ كـــتعويذة ساحرة , فكُ طلاسمها أمر عقيم , وغيره لا أكاد أرى وليس ذنبي ان عشقته,
الذنب ذنب الساحرة ,وما أنا سوى مسحورة يقودها فعل السحر إلى عالمه السرمدي المغرق بدياجي الليل الرهيب,!
الحيّ الميت~~
ينبش بسبابته أعماقي يستخرج الدفين , يلقيها في عوالم الغيب فتَنبتُ كــالطحالب على ضفاف مستنقع ناء في أقاصي الخيال,~!
قاتلي~~
كلما خطرتَ ببالي امسكت بخاصرتي بكل ما أوتيت من قوة ,
تتلوى بين أصابعي أحشائي و أنا أمسكها أحاول سحقها بل أحاول غرز أظافري و استئصالها من جذورها ,
فهي أكثر الأماكن ايلاما بك,
ادراك~~
يا أنت ..الوقتُ مقسوم بين مذلول و مهان وعمري جمع بين الاثنان ,
فلا تنتظر مني بأن اكون امرأة عادية جداً,فلو كان للجرح متسع لكان بالامكان احتمال المزيد من الألم ~
وحدة~~
تغرّرُ بي المساءات و الوحدة كــرصاصة تَسوقُ إليّ كفن ’~
فاصل~،
بعد إراقة الدم ينتظرون منه بأن يورِقَ الزهر..~ !!
22\9\2010
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
رد: فوضى الأواني ..وذاكرة النظر ,إلى السيدة عواطف عبد اللطيف
الرائعة المبدعة مرمر القاسم
أي لوحات هذه التي تأنقت برسمها سيدة الحرف والكلمة
ألوان قوس قزح ممتزج بأنواع عبير الزهور الرائع
كنت هنا وطاب لي المكوث
دمت أديبة سامقة
مودتي
أبو هاشم
رد: فوضى الأواني ..وذاكرة النظر ,إلى السيدة عواطف عبد اللطيف
من خلال التأملات ، يتشكل الوعي بالوظائف الإبداعية والأنزياحات الشعرية ، ، في سطور قد تخفى عنا، في هذا النص ،،عندما نشرع بفك طلاسم السطور لمرمر القاسم
فاتحة للتأويل ، و الأداء معا في سياق الصورة الشعرية السردية للواقعية ضمن تداخله الأساسي مع الوعي الإبداعي المنتج للحكاية المؤثرة في صناعة سياق الشعري – تخيلي متجدد ؛ فالوحدات الكثيفة للسرد تحمل صخب الشخوص المرسومة بدقة ، و آثار من الصور الفنية مصحوبة بفاعلية جديدة مؤولة في عوالم المتكلم الداخلية ، و كذلك منلوجات الشعر التي تكشف عمق لغة الكاتبة التسجيلية ؛ إذ إنها لغة مزدوجة بين التقرير من جهة ، و استشراق ما فوق الواقع ضمن وحداته الجزئية من جهة أخرى .
وترصد الكاتبة هنا شخصيتها ذات النبوءات ، و المعرفة الإشكالية بأحداث النص ، و وسائطه لبلوغ هذه المعرفة هي ؛ الأحلام ، و العناصر اللغوية ، و تقلبات المزاج الشعري ، و الموسيقى ، و السراب الغير مرئي ، و ما إلى ذلك ؛ و تظل الكاتب في حالة تتبع للمسار المعرفي للأحلام تحاول أن تجعل توقعاتها تتوافق مع ما يهمها . وما تبتغية
تتضارب مستويات المعرفة في كلماتها ، و من ثم يضعنا النص أمام التساؤل المتكرر حول المعرفة الأولى ، و معنى الحقيقة المتضارب أيضا ، فمن الواضح أن الكاتبة ترتكز على حدس نسبي في نبوءاتها ، بينما يوحي خطاب المتكلم بتطابقها مع واقعية المفردة المؤثرة . إنها الخبرة الفردية التي يحولها إلى تمثيل سردي معرفي متحول في كلماتها عن واقعيتها التي تمثل الحياة المعبرة ومعنى للوجود العقلي المتكامل نوعاً ما ، إذ تتحول الذكريات لديها دمع ثمين إلى حكاية تعمل من خلالها الأطياف ، و الشخصيات المتخيلة في وعيها ، كأنها تقاوم قوتها المعرفية التي أثبتتها في البداية من خلال التوظيف الإبداعي – النسبي لما لا يراه ، و ما لا يراه المتلقي أيضا .
عذراً للنص أوجه عدة وبحثت عند الجانب المعرفي بصورة موجزة
تقبلي كل التقدير والإحترام
رد: فوضى الأواني ..وذاكرة النظر ,إلى السيدة عواطف عبد اللطيف
المبدعة مرمر القاسم
محبتي
لوحات رائعة كتبت بلغة شعرية اقتربت كثيرا من النص الذهني او الفلسفي
كتبت النصوص وهي تمجد ذاكرة المكان الذي شغل حيزا كبيرا في الدراسات الادبية الحديثة
والواقعة ضمن فلسفة المكان لتداخلة مع الزمن المشترك في النص /الزمكانية
جميل جدا ان يثير فينا النص هاجس الوعي والتحليل والمتعة
احييك ..
رد: فوضى الأواني ..وذاكرة النظر ,إلى السيدة عواطف عبد اللطيف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يونس محمود يوسف
الرائعة المبدعة مرمر القاسم
أي لوحات هذه التي تأنقت برسمها سيدة الحرف والكلمة
ألوان قوس قزح ممتزج بأنواع عبير الزهور الرائع
كنت هنا وطاب لي المكوث
دمت أديبة سامقة
مودتي
أبو هاشم
أستاذي يونس محمود يوسف
مرحبا بك بالحي ..أشكر لك هذه القراءة و حضورك الجميل
تحية تليق
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
رد: فوضى الأواني ..وذاكرة النظر ,إلى السيدة عواطف عبد اللطيف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الدراجي
من خلال التأملات ، يتشكل الوعي بالوظائف الإبداعية والأنزياحات الشعرية ، ، في سطور قد تخفى عنا، في هذا النص ،،عندما نشرع بفك طلاسم السطور لمرمر القاسم
فاتحة للتأويل ، و الأداء معا في سياق الصورة الشعرية السردية للواقعية ضمن تداخله الأساسي مع الوعي الإبداعي المنتج للحكاية المؤثرة في صناعة سياق الشعري – تخيلي متجدد ؛ فالوحدات الكثيفة للسرد تحمل صخب الشخوص المرسومة بدقة ، و آثار من الصور الفنية مصحوبة بفاعلية جديدة مؤولة في عوالم المتكلم الداخلية ، و كذلك منلوجات الشعر التي تكشف عمق لغة الكاتبة التسجيلية ؛ إذ إنها لغة مزدوجة بين التقرير من جهة ، و استشراق ما فوق الواقع ضمن وحداته الجزئية من جهة أخرى .
وترصد الكاتبة هنا شخصيتها ذات النبوءات ، و المعرفة الإشكالية بأحداث النص ، و وسائطه لبلوغ هذه المعرفة هي ؛ الأحلام ، و العناصر اللغوية ، و تقلبات المزاج الشعري ، و الموسيقى ، و السراب الغير مرئي ، و ما إلى ذلك ؛ و تظل الكاتب في حالة تتبع للمسار المعرفي للأحلام تحاول أن تجعل توقعاتها تتوافق مع ما يهمها . وما تبتغية
تتضارب مستويات المعرفة في كلماتها ، و من ثم يضعنا النص أمام التساؤل المتكرر حول المعرفة الأولى ، و معنى الحقيقة المتضارب أيضا ، فمن الواضح أن الكاتبة ترتكز على حدس نسبي في نبوءاتها ، بينما يوحي خطاب المتكلم بتطابقها مع واقعية المفردة المؤثرة . إنها الخبرة الفردية التي يحولها إلى تمثيل سردي معرفي متحول في كلماتها عن واقعيتها التي تمثل الحياة المعبرة ومعنى للوجود العقلي المتكامل نوعاً ما ، إذ تتحول الذكريات لديها دمع ثمين إلى حكاية تعمل من خلالها الأطياف ، و الشخصيات المتخيلة في وعيها ، كأنها تقاوم قوتها المعرفية التي أثبتتها في البداية من خلال التوظيف الإبداعي – النسبي لما لا يراه ، و ما لا يراه المتلقي أيضا .
عذراً للنص أوجه عدة وبحثت عند الجانب المعرفي بصورة موجزة
تقبلي كل التقدير والإحترام
أحمد الدراجي
ماذا عساي أقول بعد هذا الفيض من الكرم .؟!
قراءة لا أستحقها أستاذي فالف الف شكرا
لو لم تنقله أستاذتي عواطف إلى عقد الآلئ لكنت فعلت تحية تليق بحضورك و كرمك و هذه
رد: فوضى الأواني ..وذاكرة النظر ,إلى السيدة عواطف عبد اللطيف
الألمُ يقتلعُني من الجذور
والغصة ُتملأ ُفمي
والدموعُ تُقرّحُ عيني
لا أعرفُ كيف أضمّدُ جراحاتي
لا أعرفُ كيف أنسى
لا أعرف
\
استمراري
يقطـّعُ قلبي إلى أجزاء محترقة
تلاحقني الصور
تخترق ذاكرتي
فتتساقط الحقائق أمامي
في مستنقع الحياة
واحدة تلو آخرى
جُْبن َالإنسان
وشراءَ الذمم
دمار وعذاب ورصيف مملوء بخيانة الضمير
الغالية مرمر
شكراً من القلب
أعذري حروفي
محبتي وتقديري