تبيّن أنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ
وعاد البحر منكسرا أسيفا = تتمتم في مدامعه الصلاةُ
تبيّنَ أنهم ْ عافوا بلادا = على أوجاعها انتعش الولاةُ
فما أن بان ثقب من خلاصٍ = تهيّأَ نحو ميتتهمْ سعاةُ
فقيل بأنها كانت بلادا = تحبّ الموت لا كذب الرواةُ
وقيل بأنهم صبروا وملّوا = لأجل فسيح غربتها استماتوا
بلا مستمسكات غادروها = متى رأفتْ بهمْ مستمسكاتُ؟
أيدري الماء ما ضمّتْ جيوب ٌ = تصاوير تريد أباً فتاةُ
وأطفال بلا كتب عراةُ = ويوميات فرحتهم حصاةُ
تقشرهم قساوةُ ما تمنوا = وخوف الحلم يقظانين باتوا
ووالدة يؤثثها جفاف = كأرض كان يقطنها الفراتُ
تبين أنهم عاشوا حيارى = كقبر ظلّ يتعبهُ المماتُ
وكان الظنّ أنْ يجدوا حنانا = فهبَّ الوقتُ وانتشر الغواةُ
تبيّنَ أنهمْ ذابوا دعاءً = ولكن فوق ما تَسَعُ اللغاتُ
وكان الحظُّ جمّعَ ما تشظى = ليخسرَ حيث تندلعُ الرفاةُ
فهل لعقتْ أساها الامنياتُ = وأوجزَ في عواطفهم غلاةُ؟
تبين إن شاعرهم يغني = وتحت غنائه يبسَ العصاةُ
ألا لا تتركنّي دون قيد = لأنّ تنفسي ذئب وشاةُ
مضوا متأنقين غريق عزٍّ = وخلفهمُ أذلآّءٌ مشاةُ
ولمّا آن أنْ ينجو رضيعٌ = تراجعَ أنْ يعزّيه الغزاةُ
رثاهم كبرياء الموت صمتاً = فهل ناموا وهل فزَّ السباتُ؟
سينعتهمْ بلا أدبٍ طغاةُ = وأدري أنهم رسل ٌُ حفاةُ
تبين إنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ
أخي الشاعر الكبير وهاب شريف المحترم
هذه قصيدة من عيون الشعر امتدت بموضوعها الذي
يدمي القلوب عبر الضمير الانساني فشكراً لك شاعرنا على
هذه البراعة في التصوير لمواقفها التي تنم عن تمكنك الفذ
وثراء لغتك وناضج فكرك تثبت مع كل الاعجاب والتقدير
طوبى لك أستاذ وهاب ولقصيدتك فقد تم تثبيتها مرتين
حيث سبقني الأستاذ الفاضل الشاعر الجميل محمد سميربتثبيتها
فتحية لك وللأستاذ محمد سمير ودمتما بكل الألق والإبداع
سلم الله قلبك ويراعك هذا النافخ ناراً من الحزن والوجع
تدفقت بإحساسهم وبما وراء مشاعرهم في لحظات قبل الغرق وأثناء الغرق وبعد الغرق
فكانت حقاً مأساة !
رحمة الله عليهم أجمعين وعوضهم عن الحياة الدنيا الدنيئة خير عوض
دمت بخير أستاذي العزيز وهاب شريف
حمداً لله أني قرات لك نصاً جديداً
كم أفتقد إلى روائعك
قصيدة كانت سامية الألم ورفيعة الحس
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
الأستاذ المحترم والشاعر الكبير
وهاب شريف
قصيدة جميلة في مبناها ومعناها وما تحمله
من ألم واحساس مرهف تتمتم في مدامعها
الصلاة تحية تليق ودمت في رعاية الله وحفظه
تبيّن أنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ
وعاد البحر منكسرا أسيفا = تتمتم في مدامعه الصلاةُ
تبيّنَ أنهمْ عافوا بلادا = على أوجاعها انتعش الولاةُ
فما أن بان ثقب من خلاصٍ = تهيّأَ نحو ميتتهمْ سعاةُ
فقيل بأنها كانت بلادا = تحبّ الموت لا كذب الرواةُ
وقيل بأنهم صبروا وملّوا = لأجل فسيح غربتها استماتوا
بلا مستمسكات غادروها = متى رأفتْ بهمْ مستمسكاتُ؟
أيدري الماء ما ضمّتْ جيوبٌ = تصاوير تريد أباً فتاةُ
وأطفال بلا كتب عراةُ = ويوميات فرحتهم حصاةُ
تقشرهم قساوةُ ما تمنوا = وخوف الحلم يقظانين باتوا
ووالدة يؤثثها جفاف = كأرض كان يقطنها الفراتُ
تبين أنهم عاشوا حيارى = كقبر ظلّ يتعبهُ المماتُ
وكان الظنّ أنْ يجدوا حنانا = فهبَّ الوقتُ وانتشر الغواةُ
تبيّنَ أنهمْ ذابوا دعاءً = ولكن فوق ما تَسَعُ اللغاتُ
وكان الحظُّ جمّعَ ما تشظى = ليخسرَ حيث تندلعُ الرفاةُ
فهل لعقتْ أساها الامنياتُ = وأوجزَ في عواطفهم غلاةُ؟
تبين إن شاعرهم يغني = وتحت غنائه يبسَ العصاةُ
ألا لا تتركنّي دون قيد = لأنّ تنفسي ذئب وشاةُ
مضوا متأنقين غريق عزٍّ = وخلفهمُ أذلآّءٌ مشاةُ
ولمّا آن أنْ ينجو رضيعٌ = تراجعَ أنْ يعزّيه الغزاةُ
رثاهم كبرياء الموت صمتاً = فهل ناموا وهل فزَّ السباتُ؟
سينعتهمْ بلا أدبٍ طغاةُ = وأدري أنهم رسلٌ حفاةُ
تبين إنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ
شكرا لكم
شكرا لكم
اعتز بكم
واعتذر لهذا الانقطاع الذي حصل
كنت مسافرا لمرتين خلال شهرين
وعدت وامامي مشاغل كثيرة
استميحكم عذرا
محبتي لكم واعتزازي بكم جميعا
القصيدة كاملة بعد تغيير طفيف وإضافة أبيات
""""""""""""""""""""""""""""
هاربون غرقى
11/6/2010
وهاب شريف
تبيّن أنهم غرقوا وماتوا ولم تنفع مع الذكرى حياةُ
وعاد البحر منكسرا أسيفا تتمتم في مدامعه الصلاةُ
تبيّنَ أنهم ْ عافوا بلادا على أوجاعها انتعش الولاةُ
فما أن بان ثغرٌ من خلاصٍ تهيّأَ نحو مجهولٍ سعاةُ
فقيل بأنها كانت بلادا تحبّ الموت لا كذب الرواةُ
وقيل بأنهم صبروا وملّوا لأجل فسيح غربتها استماتوا
بلا مستمسكات غادروها متى رأفتْ بهمْ مستمسكاتُ؟
أيدري الماء ما ضمّتْ جيوب ٌ تصاوير تريد أباً بناتُ
وأطفال بلا كتب عراةُ ويوميات فرحتهم حصاةُ
تقشرهم قساوةُ ما تمنوا وخوف الحلم يقظانين باتوا
ووالدة يؤثثها جفاف كأرض كان يقطنها الفراتُ
تبين أنهم عاشوا حيارى كقبر ظلّ يتعبهُ المماتُ
وكان الظنّ أنْ يجدوا حنانا فهبَّ الوقتُ وانتشر الغواةُ
فهلاّ بعثرَ الليلَ الغفاةُ لتصبح َ عند لعبتها فتاةُ ؟
تبيّنَ أنهمْ ذابوا دعاءً ولكن فوق ما تَسَعُ اللغاتُ
وكان الحظُّ جمّعَ ما تشظى ليخسرَ حيث تندلعُ الرفاةُ
فهل لعقتْ أساها الامنياتُ وأوجزَ في عواطفهم غلاةُ؟
تبين إن شاعرهم يغني وتحت غنائه يبسَ العصاةُ
ألا لا تتركنّي دون قيد لأنّ تنفسي ذئب وشاةُ
مضوا متأنقين غريق عزٍّ وخلفهمُ أذلآّءٌ مشاةُ
ولمّا حانَ لو ينجو رضيعٌ تراجعَ أنْ يعزّيه الغزاةُ
رثاهم كبرياء الموت صمتاً فهل ناموا وهل فزَّ السباتُ؟
سينعتهمْ بلا أدبٍ طغاةُ وأدري أنهم رسل ٌُ حفاةُ
تبين إنهم غرقوا وماتوا ولم تنفع مع الذكرى حياةُ