في أخر ليل شتائي من عام 1996 عثرت على كلمات مكتوبة والى جانبها صورة رجل عليها عنوانه
وحين ذهبت للعنوان وجدت البيت ولم أجد الرجل.....رأيت أن أنشر هذه الكلمات عله يراها ..مع الاعتذار لنشر الاسرار ........
رعد الحلمي
(لماذا وأنا أريد نسيانك أيها الطفل التائه...أتابع ذكرياتنا وحدي؟ هل جننت بهذا الحب المسموم وصرت
ضحيته الى أخر عمري؟ أي سر فيك يا حبيبي؟كيف احكي لك عن أرهاقي وجنوني وخوفي وأنا وحدي
في هذه الدنيا؟...أخرج الى شوارع بغداد ..أخفي همومي وراء أعمدة شارع الرشيد...منكسرة الوجه..كان وجهك في كل زاوية جلسنا فيها أو مشينا عليها ......في كل ثانية من ثواني الايام الماضية التي مرت وأناأنتقل من ذكرى الى أخرى ........
كم تسألني عنك ساحة كهرمانة ؟ قالت أين الذي كان...وكم عاتبتني حدائق الكرادة ..وقالت أين الذي كان..؟ وهي تردد في قمة رأسي كان يحبك جدا"...كان يحبك جدا"..هل تراك أيها البعيد الغادر كنت تحبني حقا" ؟وكيف بي أصدق هذا الكلام وأكذب نفسي التي رأت منك الويل والجنون والذل والنسيان ؟
ماذا فعلت بحبنا ؟ لقد خسرنا كل شيْ وها نحن معا" نبحث عن حسنات الماضي ... الماضي الذي كان أجمل من كل الأخطاء ....كنت أرى نفسي وأنا أسفة عليك...أنما أزداد اسفي على نفسي التي ضيعت بعنادها أخر خيط يربطني بك يأ أحب أطفالي ................
أول يوم عرفتك فيه كان رائعا"...هو تأريخي الذي احدد به حياتي...ماذا أفعل معك ؟...ماذا تفعل امرأة مثلي معك ؟...من يدري ربما تفكر في طريقة للهروب من حبي ...الهروب من الضعف الذي يعتريك معي ....لكني لست كما ترى...أنا طفلة يسعدها أن تخدعها وتقول : أحبها _طفلة تحت المطر الغزير ..يسعدها أن تغطي شعرها بثوب ممزق وتصدق حتى كلمة ..أحبك جدا"....
أنا أيها الحبيب ..أصغر من وجهي وأصغرمن طفولتي وأرتاح مثل الصغار لكل كذبة منك.....أقول لنفسي يكفي أنه ما زال يكذب ليسعدني دقيقة واحدة .................
في يوما ما رأيت امرأة قروية ...يتبعها ابناها ..ولد وفتاة..تمشي وتبكي ، ثم جلست ورأها البعض تبكي ، فهمت أنه اضاعت أبنتها ، لم أعرف عمر طفلتها ...كانت تبكي كمن يقتل نفسه..... في هذا اليوم صار حزني أكبر ، فقد ذهبت أنت ، ولن تعود ،وراحت طفلة هذه المرأة وقد لا تعود....صار عدد الضائعين أكبر مما أحتمل وكان حزني عليك أكبر.....
وأنا اليوم ياسيدي أكرر القول نفسه على نظراتي وعلى كلماتي وعلى جنوني وعلى جسدي وأصرخ يكفي....يكفي كل ذاك الجنون..يكفي كل ذاك الحزن الرهيب...يكفي ما جرى يا أقرب أطفال الدنيا الى نفسي...أنا لا اكرهك ولا انساك مطلقا"....لكنني لا اريد أن أراك بعد اليوم ولا أريد أن أسمع أخبارك ابدا".....
أرجو منك ...أرجوك فعلا" ...أذا ما رأيتني في بلد بعيد غريب ....في يوم من سنة ما....أن تخفي وجهك عني،أن تحارب رغبتك المجنونة بالبكاء على صدري....ان ترحمني مرة واحدة في حياتك من لعنة المفاجأت...أرجو منك يا سيدي أذا ما رأيتني في بلد بعيد في يوم ما من سنة بعيدة ألا تنطق اسمي...أنت وحدك بين الناس من ينطقه بعذاب كبير....
حاولت أن امنع نفسي من الدخول في متاهات حبك المستحيل...لكن الوقت كان ضدي..والطفولة كانت ضدي...والنقاء الذي توهمته في عينيك ، كان ضدي ، وأنا مع الوقت والطفولة والنقاء مجرد طفلة تتعلم في مدرسة المحبة....تبحث عن رجل اكبر منها الأف المرات، تخافه وتهرب من عينيه ، ثم تضحك من نفسها عندما تكبر عامين أخرين،..... لترى الرجل الذي أحبته أصغر منها الأف المرات ، وانه مجرد طفل عابث خسرت معه اجمل ايام العمر .......وأحلى ساعات الصبر والانتظار والضنون...لكني رغم حقدي عليك ....أعرف أنك وحدك من يفهم السر ، وانك يوما ما ستمزق كلماتي عندما تراها ...ستمزقها وتبكي أكثر مني .....من يدري ؟ فما زال فيك نقاء الاطفال وكبرياء الاطفال...كل شيء في الاطفال قد يزول مرة واحدة ...أو قد يبقى الى الأبد )...................
بقلم رعد الحلمي
الأديب رعد
تحية وحب
وقد قرأت ( خاطرتك ) مرارا
أعجبني أسلوبك
وحرفك
ورسمك للحدث
وهذا ينضوي تحت مسمى القصة القصيرة جدا
الخاطرة يا أخا الأدب لا حوار فيها
بل هي بوح فقط