ما بعد الرثاء / إلى روح عبد الرسول معله / شعر جمال مرسي

ما بعد الرثاء

( إلى روح عبد الرسول معله )

شعر : د. جمال مرسي

رَثَوكَ قَبليَ إِذ نَادَاهُمُ الحِبرُ=و لُذتُ بِالصَّبرِ حَتَّى أَشفَقَ الصَّبرُ
سَالَت مَدَامِعُهُم مِن حُزنِهِم مَطَراً=و مِن جُفُونِي جَرَى دَمعٌ هُوَ الجَمرُ
لَم يَعرِفُوكَ ، و لَم يَدرُوا بِآصِرَةٍ=أَرسَى دَعَائِمَهَا اْلإِيمَانُ و الطُّهرُ
بَغدَادُ نِصفُ قَصِيدٍ فِي حَدِيقَتِهَا=قَد أَكمَلَتْهُ قَصِيداً فَارِهاً مِصرُ
أَنتَ الفُراتُ لَهُ ، و النِّيلُ كُنتُ أَنَا=نَهرَانِ ضَمَّهُمَا فِي حُبِّهِ شَطرُ
قَالُوا ( ومَا كَذَبُوا ): بالأمس " كَانَ هُنَا"=فَقُلتُ : "كَانَ هُنَا" مَا ضَمَّهَا سِفرُ
فَرُوحُهُ لَم تَزَلْ فِينَا مُحَلِّقَةً=كَأَنَّهَا فِي قَنَادِيلِ الرُّؤَى طَيرُ
مَا زَالَ فِي دَوحَةِ الأَشعَارِ حَارِسُهَا=يَنَامُ مِن حُضنِهِ مَعشُوقُهُ الشِّعرُ
يَحنُو عَلَيهِ ، كَمَا يَحنُو عَلَى وَلَدٍ=أَبٌ تَوَضَّأ فِي يَنبُوعِهِ الفَجرُ
مَا زَالَ قِيثَارُهُ الرَّنَّانُ مُنتَظِراً=أَن يَرجِعَ اللَّحنُ للأَوتَارِ ، و البِشْرُ
مَا زَالَ بَينَ نُجُومِ اللَّيلِ يُؤنِسُهَا=حَدِيثُهُ العَذْبُ ، يُفشِي سِرَّهُ الثَّغرُ
مَن قَالَ " مَاتَ " فَقَلبِي لَن يُصَدِّقَهُ=و هَل يَمُوتُ لأَصحَابِ النُّهَى فِكرُ؟!
الفِكرُ بَاقٍ و إِن غَابَت مَنَارَتُهُ=كَالعِطرِ مَهمَا ذَوَى فِي غُصنِهِ الزَّهرُ
هُوَ الغِيَابُ قَلِيلاً ، ثُمَّ يَفجَؤنَا=بَعدَ الغِيَابِ بِشِعرٍ مَا لَهُ حَصرُ
هُوَ الرَّحِيلُ لِنَبعِ الشِّعرِ فِي سَفَرٍ=يَعُودُ مِن بَعدِهِ مَهمَا مَضَى العُمرُ
دَعُوهُ يَغفُ عَلَى صَدرِ الثَّرَى أَلِقاً=أَليسَ مِن حَقِّهِ أَن يَرقُدَ البَدرُ ؟
لا تَزعُمُوا أَنَّهُ قَد مَاتَ أَو غَربَت=شُمُوسُهُ ، إِذ طَوَى أَضلاعَهُ قَبرُ
لا تَمنَحُوا لَقَبَ " المَرحُومِ " فَارِسَنَا=لَقَد تَرَجَّلَ عَن خَيلِ الهَوَى حُرُّ
أَستَغفِرُ اللهَ مِن وِزرٍ و مِن شَطَطٍ=لَقَد شَرَدْتُ بِأَفكَارِي ، و لِي عُذرُ
فالعَقلُ لَو جَنَحَت يَوماً سَفِينَتُهُ=تلهو بها الريحُ أو يَهوِي بِهَا البَحرُ
هذا هُوَ المَوتُ مَقدُورٌ ، فَمَا سَلِمَت=مِن نَابِهِ رُسُلٌ هُم أَنجمٌ زُهرُ
مَا كَانَ يُنكِرُهُ إلا ذَوُو صَلَفٍ=و لَستُ مِمَّن تَوَلَّى أَمرَهُم كِبرُ
عَبدَ الرَّسُولِ :أَرَاكَ الآنَ مُبتَسِماً=فِي جَنَّةٍ ، لَكَ فِي فِردَوْسِهَا قَصرُ
مَا كُنتَ تَسكُنُهُ لَو لَم تُقِم أُسُساً=بِالصِّدقِ يَرفَعُهَا مِن فِعلِكَ الخَيرُ
تَرَكتَ بَعدَكَ عِلماً نَافِعاً أبداً=مَا كَان يَعدِلُهُ .. لَو أَنصَفُوا .. تِبرُ
و لُذتَ بِاللهِ تَرجُو فَيضَ رَحمَتِهِ=فَقَرَّ عَيناً إِذَا مَا جَاءَكَ الأَمرُ
واْهنِأ بِمَا زَرَعَت يُمنَاكَ يا نَهَراً=طَابَ الحَصَادُ و لَمَّا يَنضَبِ النَّهرُ

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية الاسلام
جزاكم الله خيرا وبارك الله لكم وعليكم
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيكم حقكم
من الشكر والتقدير والاحترام
لكم مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمتم بحفظ المولى
باحترام
شهيد المسجد الاقصى المبارك الحي
الحاج لطفي الياسيني
فلسطين المحتلة
القدس الشريف
* لي عتب عليك تسجلت في منتداك منذ عامين ولم تفعل اشتراكي لغاية الان لا انت والا هيام قبلان

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي     ما بعد الرثاء ( إلى روح عبد الرسول معله ) شعر : د. جمال مرسي رَثَوكَ قَبليَ إِذ طَاوَعهُمُ الحِبرُ=و لُذتُ بِالصَّبرِ حَتَّى أَشفَقَ الصَّبرُ سَالَت مَدَامِعُهُم مِن حُزنِهِم مَطَراً=و مِن جُفُونِي جَرَى دَمعٌ هُوَ الجَمرُ لَم يَعرِفُوكَ ، و لَم يَدرُوا بِآصِرَةٍ=أَرسَى دَعَائِمَهَا اْلإِيمَانُ و الطُّهرُ بَغدَادُ نِصفُ قَصِيدٍ فِي حَدِيقَتِهَا=قَد أَكمَلَتْهُ قَصِيداً فَارِهاً مِصرُ أَنتَ الفُراتُ لَهُ ، و النِّيلُ كُنتُ أَنَا=نَهرَانِ ضَمَّهُمَا فِي حُبِّهِ شَطرُ قَالُوا ( ومَا كَذَبُوا ): بالأمس " كَانَ هُنَا"=فَقُلتُ : "كَانَ هُنَا" مَا ضَمَّهَا سِفرُ فَرُوحُهُ لَم تَزَلْ فِينَا مُحَلِّقَةً=كَأَنَّهَا فِي قَنَادِيلِ الرُّؤَى طَيرُ مَا زَالَ فِي دَوحَةِ الأَشعَارِ حَارِسُهَا=يَنَامُ مِن حُضنِهِ مَعشُوقُهُ الشِّعرُ يَحنُو عَلَيهِ ، كَمَا يَحنُو عَلَى وَلَدٍ=أَبٌ تَوَضَّأ فِي يَنبُوعِهِ الفَجرُ مَا زَالَ قِيثَارُهُ الرَّنَّانُ مُنتَظِراً=أَن يَرجِعَ اللَّحنُ للأَوتَارِ ، و البِشْرُ مَا زَالَ بَينَ نُجُومِ اللَّيلِ يُؤنِسُهَا=حَدِيثُهُ العَذْبُ ، يُفشِي سِرَّهُ الثَّغرُ مَن قَالَ " مَاتَ " فَقَلبِي لَن يُصَدِّقَهُ=و هَل يَمُوتُ لأَصحَابِ النُّهَى فِكرُ؟! الفِكرُ بَاقٍ و إِن غَابَت مَنَارَتُهُ=كَالعِطرِ مَهمَا ذَوَى فِي غُصنِهِ الزَّهرُ هُوَ الغِيَابُ قَلِيلاً ، ثُمَّ يَفجَؤنَا=بَعدَ الغِيَابِ بِشِعرٍ مَا لَهُ حَصرُ هُوَ الرَّحِيلُ لِنَبعِ الشِّعرِ فِي سَفَرٍ=يَعُودُ مِن بَعدِهِ مَهمَا مَضَى العُمرُ دَعُوهُ يَغفُ عَلَى صَدرِ الثَّرَى أَلِقاً=أَليسَ مِن حَقِّهِ أَن يَرقُدَ البَدرُ ؟ لا تَزعُمُوا أَنَّهُ قَد مَاتَ أَو غَربَت=شُمُوسُهُ ، إِذ طَوَى أَضلاعَهُ قَبرُ لا تَمنَحُوا لَقَبَ " المَرحُومِ " فَارِسَنَا=لَقَد تَرَجَّلَ عَن خَيلِ الهَوَى حُرُّ أَستَغفِرُ اللهَ مِن وِزرٍ و مِن شَطَطٍ=لَقَد شَرَدْتُ بِأَفكَارِي ، و لِي عُذرُ فالعَقلُ لَو جَنَحَت يَوماً سَفِينَتُهُ=تلهو بها الريحُ أو يَهوِي بِهَا البَحرُ هذا هُوَ المَوتُ مَقدُورٌ ، فَمَا سَلِمَت=مِن نَابِهِ رُسُلٌ هُم أَنجمٌ زُهرُ مَا كَانَ يُنكِرُهُ إلا ذَوُو صَلَفٍ=و لَستُ مِمَّن تَوَلَّى أَمرَهُم كِبرُ عَبدَ الرَّسُولِ :أَرَاكَ الآنَ مُبتَسِماً=فِي جَنَّةٍ ، لَكَ فِي فِردَوْسِهَا قَصرُ مَا كُنتَ تَسكُنُهُ لَو لَم تُقِم أُسُساً=بِالصِّدقِ يَرفَعُهَا مِن فِعلِكَ الخَيرُ تَرَكتَ بَعدَكَ عِلماً نَافِعاً أبداً=مَا كَان يَعدِلُهُ .. لَو أَنصَفُوا .. تِبرُ و لُذتَ بِاللهِ تَرجُو فَيضَ رَحمَتِهِ=فَقَرَّ عَيناً إِذَا مَا جَاءَكَ الأَمرُ واْهنِأ بِمَا زَرَعَت يُمنَاكَ يا نَهَراً=طَابَ الحَصَادُ و لَمَّا يَنضَبِ النَّهرُ

أثبت هذه المرثية من أستاذي الفاضل جمال بحق فقيدنا الراحل عبد الرسول معله ثبتك الله و إيانا على حبه و طاعته
و التي وجدتها سيدة المراثي تقطر دمعا و حزنا بفقده و لكنها تنضح إيمانا بوعد الله و قدره بنفس الوقت
كنت قد غادرت المنتدى منذ دقائق و توًّا انتبهت لهذه البكائية فعدت لأواسيك و أرحب بمقدمك و إن كان الحزن يلف المكان
فألف أهلا و سهلا بك أستاذي الفاضل جمال...
قلت فيه فسبقت تلميذتك وطن التي لم تجد للآن ما تقوله بحق عمنا الريس الغالي و هذا ما يزيدني ألما و الله فهل ضاعت مني القوافي برحيله ؟!
البقاء لله أستاذي و العمر الطويل لك
له الجنة و لنا و لأهله و كل محبيه الصبر و السلوان

و نسخة منها لقسم الوفاء للراحل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور جمال مرسي
الحزن غلف النفوس
المصاب كبير
فالأستاذ عبدالرسول معله فوق الكلمات
خسرناه جميعاً
والقلوب تنزف

شكراً لك على تواجدك بيننا
وعلى هذه الحروف الوفية

ليس لنا سوى الصبر

نبع الوفاء خصص لكل ما يكتب للفقيد الغالي
تستقر هذه البكائية في صدارته

أمدك الله بالصحة والعافية
وللقناديل الموفقية والنجاح

دمت بخير
تحياتي

وإنا لله وإنا اليه راجعون

وستبقى روحه فينا محلّقة
رحم الله أب الجميع وأسكنه فسيج جناته
وألهمنا وإياكم وذويه الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون
صدقا...رأيتها كما قالت أستاذتي وطن أنها سيدة المراثي
دمتم ودامت أنفاسكم الطيبة

فاضت دواتك بعد الجدب سيّدنا=نظما و شعرا لمن في بيتنا سكنَ
جادت يداك فكانت خير راثيةٍ=دمعا تصوغ و فينا تسكب الشجنَ

أستاذي الشاعر الكبير " د . جمال مرسي "
أعظم الله أجرك و أحسن عزاءك و غفر لفقيدنا ما تقدم و ما تأخر من ذنبه
نعم المرثية مرثيتك
و نعم الأخ و الصديق كنتَ للفقيد
لا فجعك الله بعزيز بعده و لا أبكى لك عينا
بارك الله فيك أستاذي

تحيتي و مودتي

د . جمال مرسي
تحيتي لك مع الحرف بسواده
ومع الحزن بمداده
رسمت مشاعر الوفاء فأبدعت

لك تحيتي
وعذرا :
أسأل هل هذا الشطر مكسور الوزن أم أنني قرأته بشكل خطأ؟

رمزت
رَثَـوكَ قَبلـيَ إِذ طَاوَعهُـمُ الحِـبـرُ

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطفي الياسيني     بسم الله الرحمن الرحيم تحية الاسلام جزاكم الله خيرا وبارك الله لكم وعليكم ان كل مفردات ثقافتي لا تفيكم حقكم من الشكر والتقدير والاحترام لكم مني عاطر التحية واطيب المنى دمتم بحفظ المولى باحترام شهيد المسجد الاقصى المبارك الحي الحاج لطفي الياسيني فلسطين المحتلة القدس الشريف * لي عتب عليك تسجلت في منتداك منذ عامين ولم تفعل اشتراكي لغاية الان لا انت والا هيام قبلان

بارك الله فيكم شيخنا الشاعر الكبير لطفي الياسيني
و شكرا لك مرورك الكريم
و أحسن الله عزاءكم في فقيدنا الشاعر الكبير عبد الرسول معله
أما عتبك فعلى رأسي أستاذي .. ربما صادف تسجيلك وقت كانت هناك مشاكل تقنية في الموقع و كانت أسماء المسجلين تُحذف تلقائيا قبل تفعيلها
حياك الله و بارك الله فيك

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي     أثبت هذه المرثية من أستاذي الفاضل جمال بحق فقيدنا الراحل عبد الرسول معله ثبتك الله و إيانا على حبه و طاعته و التي وجدتها سيدة المراثي تقطر دمعا و حزنا بفقده و لكنها تنضح إيمانا بوعد الله و قدره بنفس الوقت كنت قد غادرت المنتدى منذ دقائق و توًّا انتبهت لهذه البكائية فعدت لأواسيك و أرحب بمقدمك و إن كان الحزن يلف المكان فألف أهلا و سهلا بك أستاذي الفاضل جمال... قلت فيه فسبقت تلميذتك وطن التي لم تجد للآن ما تقوله بحق عمنا الريس الغالي و هذا ما يزيدني ألما و الله فهل ضاعت مني القوافي برحيله ؟! البقاء لله أستاذي و العمر الطويل لك له الجنة و لنا و لأهله و كل محبيه الصبر و السلوان

أهلا بالكريمة وطن النمراوي
و شكرا لك مرورك و مواساتك التي خرجت من قلب صادق محب لكبيرنا عبد الرسول معله رحمه الله
بالفعل يا وطن الحزن يلف المكان هنا و في القناديل لكن هذا هو أمر الله لا هروب منه و من يدري فينا متى يحين أجله
أعرف أن الصدمة مرات تلجم اللسان عن البوح و العقل عن التفكير و هذا ما حدث معي إلا أن استجمعت قواي الذهنية فكتبت هذه المرثية و لو كنت أقدر أن أكتب أفضل منها لفعلت و لكنه جهد المقل الحزين
شكرا لك مرة أخرى على التثبيت
و لا أراك الله مكروها في عزيز لديك