هُنَّ أقربُ من بشْرةِ الجِلْدِ، لا يمسكُهنّ الكلامُ
يخبِّئنَ في ماءِ أحداقهنّ السماواتِ،
يُشْعِلْنَ في الثلجِ ناراً، ويَسْكُنَّ في لا ثباتِ الغمام.
*****************
هواءٌ يبعْثِرُ أوراقَ ثرثرةِ العاشقين
ويبقى هواءً.
***************
نساءْ........
يمارسن أسرارهنّ على غفلةٍ من ضجيجِ المُذكّرِ،
يَغْمِسْن خُبْزَ المراراتِ في عسلٍ من أحاسيسَ ينتجنها بالسليقة
يُرقِّعْن ثوبَ الكرامةِ،
يَحْمِلْنَ أوزارَ عيشِ الوجود..
مثلما يحملُ التينُ أوراقَهُ.
******************
مثلما يتخلّصُ من بعض أوراقهِ
شجرٌ في الحديقة
يتخلّصن من بعض ما اصفرَّ من جسدِ الوقتِ،
ينسجن من خيطِ أسطورةِ الطين أضلاعَ فتنتهنّ،
يعلّمن صمتَ البدايات أن يبدأ الصمتَ،
يجمعن قُوتَ الطفولاتِ من سِدْرَةِ الشوكِ،
يلبسن ريشَ ثقافةِ صيادهنَّ،
وراء خيام القبيلة، يقرأن لي طالعي
وتاريخَ مستقبلِ الخيرِ في راحةِ الكفِّ،
يخْلُدْنَ في النّصِ حوراً، ويكبُرْنَ أسرعَ في الواقعِ.
يستطعن الذي دونه الرجلُ الغاصُّ بالعضلاتِ،
يشارُ إليهنَّ بالإصْبَعِ المتفقّهةِ الراغبة،
فجوات المتون،
مخبّأةٌ تحت جلْدِ الفصاحة في الخطبةِ الراهبة
مِلْحُ مائدة الملكِ الطاعنِ في ضجرِ النعمة الشاذّ.
**********************
قد.. تتراكمُ من حولهنّ قواميسُ يحفظها فقهاء النكاحِ المفضّلِ عن ظهرِ قلْبٍ،
وقدْ
يزدحمْنَ عذارى على حافّةِ البئْرِ،
كي يهطُلَ الغزلُ الرَطْبُ فوق ترابِ القريحةِ،
قد يتمرّغُ في حبّهنّ، كما جَرَتِ العادةُ، البشرُ الواقفون
تُحيْتَ الشبابيكِ، لكنّهنَّ نساءٌ..
كما لم يُسمّون،
يمضين،
لا يكترثن سوى للهموم التي رتّبتها ذراعُ الأمومة.
***************
يؤثّثن للذكر العابثِ بالنارِ في زيت أحلامهنّ المكانَ،
وزاويةِ الإتّكاءِ على رُكبةِ اللّيلِ،
والجسدَ الضحلَ والغُسْلَ والنّعلَ والنونَ..
يعبُرهنّ المذكّرُ.. مُجتهداً في اقتناص الوطر.
***************
نساء..........
وراء النوافذِ، خلف الستائر أو
خلف أبوابِ عمرِ انتظاراتهنّ،
يفسِّرُهُنَّ السرابُ
وهندسةُ البيتِ، والمشربيّةُ،
والهودجُ المتمايلُ في الريحِ، والنايُ والنفزوي.
*************
ينتشي طللٌ بتفقّد أسماء شهوته إثرهُنَّ،
ويكتبهُنّ الغيابُ.
*************
الذي سوف يأتي ولا يصلُ، الآنَ، يعبرُ من تحتِ أقدامهنَّ إلى شأنه المتعالي،
على حجر الدهرِ يجلسن مسترسلاتِ البهوت
يرمّمن ما يكسر الوقتُ من عظم رمّانهنّ على عتبات الكهولة،
يفرشن أكبادهنّ الطريّات مثل عجينٍ على النّارِ في لحظة البوح،
يدسُسْن في دفء أثدائهنّ الرسائلَ،
منتظراتٍ، على الأرضِ،
يجلسن مثل بيوتٍ أمام البيوت.
************
كلّما نضجَ القلْبُ شاخ الجسدْ
كلّما خسرتْ فتنةُ النّفسِ بعض حدائقها، ازدهرت شهوات الخطاب
كلّما قيل أنثى
رأى الشاعرُ الفحل فرصته لاقتراف الكلام
هذه المادّةُ الأنثويّةُ في غابةٍ من فتاوٍ،
نساء.....
يتراكمن في النّارِ أو يتثائبن في جنّة الوعظ والاحتلام.
**********
ولكنّك الآنَ يا أمُّ... أمّي
فمن أين تأتي التفاسيرُ والسِحْرُ،
والعنصرُ اللغويُّ الذي
ليس تمسكُه النّارُ في جهد كيميائها
خلسةً أتفقّدها مثل طفلٍ سيسرق فاكهةً،
هذه المرأةُ الآن قد حملتنيَ في بطنها أشهراً.. تسعةً.
هذه اللحظةُ الصعبةُ السهلةُ المستحيلةُ والممكنة.
كيف أكتبها
قُوّةُ الضعفِ أنتِ التي هي أنتِ هنا وفقط
كلّما ارتختْ عضلاتُ مصارعِ وحشِ الأساطيرِ
أو سقطت دولة في مهبّ الهباء
قيل امرأةٌ.
كلّما استيقنت قصّةُ الروحِ من سرد أمجادها
كذّبتها شروخُ الجسد.
**********
نساء
يراقبن في عتمات المرايا انسحاب السنين
يلتحفن صباح المعيشاتِ في زحمة الباصِ،
يرصُدْنَ من ثُقُبِ البابِ عودةَ ظلٍّ إلى الدارِ مفتقداً شأنه الخاصّ
يعجُنّ خبز المساءات بالدمع، يحملن أعباء نمُطْفاتِ مرجلةِ البُعلِ في ليل أحشائهنّ،
يبخّرن للبطلِ الفارعِ القامةِ، المستطيل الشواربِ برنوس ليلتهِ،
ينسحبْنَهْ..
مثل هاء السكوت إلى هامشِ النحو في غفلة عيون البلاغة،
منذُ دمٍ أوّلٍ مُبهمِ اللّونِ حتّى
دمِ الاحتفالِ بموهبةِ الفضِّ،
منذ النتوء المُبشِّرِ بالاختلاف الخجول
إلى أن يجفّ حليبُكِ يا أمُّ،
من ذا يسمّيك من دون أن تتداعى عليه الكنايات؟
من ذا رأى امرأةً بالبداهة؟
*****************
كُنّ يصنعن في عيدِ حمّامهنّ طقوسّ التجرُّدِ،
يعْرُضْنَ أزواجهنّ وُشومَ ازرقاقٍ على فِضَّةِ اللّحْمِ.
يدخُلْنّ في وهْجِ حريّةِ الماء،
يفضحْن ما كتبته الثقافاتُ فوق الجسدْ.
طبيعيَّةً....
تتقطّرُ أخطاؤهنَّ،
كحنّاءِ شعرٍ تبلّلَ.
************
لا لغةٌ تتجرّأ أن تكتبَ امرأةً غيرَ نحويّةٍ دون أن تُفلِسَ/ السِرُّ
أن ليس في الأمرِ سرٌّ سوى أنّهنّ........
يُخَبِّئُهُنّ الظهورُ.
التوقيع
من رأى الشيءَ حُجِبْ
من رأى في الشيءِ سُلطاني اقتربْ
جاءني من قد تعرّى من ثيابِ الشيءِ فيهِ
خُطْوَتي نحوي امّحاءُ الشيءِ فاكتبْ ما ترى في ماء تيهِ
آخر تعديل وطن النمراوي يوم 08-30-2010 في 06:20 PM.
هُنَّ أقربُ من بشْرةِ الجِلْدِ، لا يمسكُهنّ الكلامُ
يخبِّئنَ في ماءِ أحداقهنّ السماواتِ،
يُشْعِلْنَ في الثلجِ ناراً، ويَسْكُنَّ في لا ثباتِ الغمام.
*****************
هواءٌ يبعْثِرُ أوراقَ ثرثرةِ العاشقين
ويبقى هواءً.
***************
نساءْ........
يمارسن أسرارهنّ على غفلةٍ من ضجيجِ المُذكّرِ،
يَغْمِسْن خُبْزَ المراراتِ في عسلٍ من أحاسيسَ ينتجنها بالسليقة
يُرقِّعْن ثوبَ الكرامةِ،
يَحْمِلْنَ أوزارَ عيشِ الوجود..
مثلما يحملُ التينُ أوراقَهُ.
******************
مثلما يتخلّصُ من بعض أوراقهِ
شجرٌ في الحديقة
يتخلّصن من بعض ما اصفرَّ من جسدِ الوقتِ،
ينسجن من خيطِ أسطورةِ الطين أضلاعَ فتنتهنّ،
يعلّمن صمتَ البدايات أن يبدأ الصمتَ،
يجمعن قُوتَ الطفولاتِ من سِدْرَةِ الشوكِ،
يلبسن ريشَ ثقافةِ صيادهنَّ،
وراء خيام القبيلة، يقرأن لي طالعي
وتاريخَ مستقبلِ الخيرِ في راحةِ الكفِّ،
يخْلُدْنَ في النّصِ حوراً، ويكبُرْنَ أسرعَ في الواقعِ.
يستطعن الذي دونه الرجلُ الغاصُّ بالعضلاتِ،
يشارُ إليهنَّ بالإصْبَعِ المتفقّهةِ الراغبة،
فجوات المتون،
مخبّأةٌ تحت جلْدِ الفصاحة في الخطبةِ الراهبة
مِلْحُ مائدة الملكِ الطاعنِ في ضجرِ النعمة الشاذّ.
**********************
قد.. تتراكمُ من حولهنّ قواميسُ يحفظها فقهاء النكاحِ المفضّلِ عن ظهرِ قلْبٍ،
وقدْ
يزدحمْنَ عذارى على حافّةِ البئْرِ،
كي يهطُلَ الغزلُ الرَطْبُ فوق ترابِ القريحةِ،
قد يتمرّغُ في حبّهنّ، كما جَرَتِ العادةُ، البشرُ الواقفون
تُحيْتَ الشبابيكِ، لكنّهنَّ نساءٌ..
كما لم يُسمّون،
يمضين،
لا يكترثن سوى للهموم التي رتّبتها ذراعُ الأمومة.
***************
يؤثّثن للذكر العابثِ بالنارِ في زيت أحلامهنّ المكانَ،
وزاويةِ الإتّكاءِ على رُكبةِ اللّيلِ،
والجسدَ الضحلَ والغُسْلَ والنّعلَ والنونَ..
يعبُرهنّ المذكّرُ.. مُجتهداً في اقتناص الوطر.
***************
نساء..........
وراء النوافذِ، خلف الستائر أو
خلف أبوابِ عمرِ انتظاراتهنّ،
يفسِّرُهُنَّ السرابُ
وهندسةُ البيتِ، والمشربيّةُ،
والهودجُ المتمايلُ في الريحِ، والنايُ والنفزوي.
*************
ينتشي طللٌ بتفقّد أسماء شهوته إثرهُنَّ،
ويكتبهُنّ الغيابُ.
*************
الذي سوف يأتي ولا يصلُ، الآنَ، يعبرُ من تحتِ أقدامهنَّ إلى شأنه المتعالي،
على حجر الدهرِ يجلسن مسترسلاتِ البهوت
يرمّمن ما يكسر الوقتُ من عظم رمّانهنّ على عتبات الكهولة،
يفرشن أكبادهنّ الطريّات مثل عجينٍ على النّارِ في لحظة البوح،
يدسُسْن في دفء أثدائهنّ الرسائلَ،
منتظراتٍ، على الأرضِ،
يجلسن مثل بيوتٍ أمام البيوت.
************
كلّما نضجَ القلْبُ شاخ الجسدْ
كلّما خسرتْ فتنةُ النّفسِ بعض حدائقها، ازدهرت شهوات الخطاب
كلّما قيل أنثى
رأى الشاعرُ الفحل فرصته لاقتراف الكلام
هذه المادّةُ الأنثويّةُ في غابةٍ من فتاوٍ،
نساء.....
يتراكمن في النّارِ أو يتثائبن في جنّة الوعظ والاحتلام.
**********
ولكنّك الآنَ يا أمُّ... أمّي
فمن أين تأتي التفاسيرُ والسِحْرُ،
والعنصرُ اللغويُّ الذي
ليس تمسكُه النّارُ في جهد كيميائها
خلسةً أتفقّدها مثل طفلٍ سيسرق فاكهةً،
هذه المرأةُ الآن قد حملتنيَ في بطنها أشهراً.. تسعةً.
هذه اللحظةُ الصعبةُ السهلةُ المستحيلةُ والممكنة.
كيف أكتبها
قُوّةُ الضعفِ أنتِ التي هي أنتِ هنا وفقط
كلّما ارتختْ عضلاتُ مصارعِ وحشِ الأساطيرِ
أو سقطت دولة في مهبّ الهباء
قيل امرأةٌ.
كلّما استيقنت قصّةُ الروحِ من سرد أمجادها
كذّبتها شروخُ الجسد.
**********
نساء
يراقبن في عتمات المرايا انسحاب السنين
يلتحفن صباح المعيشاتِ في زحمة الباصِ،
يرصُدْنَ من ثُقُبِ البابِ عودةَ ظلٍّ إلى الدارِ مفتقداً شأنه الخاصّ
يعجُنّ خبز المساءات بالدمع، يحملن أعباء نمُطْفاتِ مرجلةِ البُعلِ في ليل أحشائهنّ،
يبخّرن للبطلِ الفارعِ القامةِ، المستطيل الشواربِ برنوس ليلتهِ،
ينسحبْنَهْ..
مثل هاء السكوت إلى هامشِ النحو في غفلة عيون البلاغة،
منذُ دمٍ أوّلٍ مُبهمِ اللّونِ حتّى
دمِ الاحتفالِ بموهبةِ الفضِّ،
منذ النتوء المُبشِّرِ بالاختلاف الخجول
إلى أن يجفّ حليبُكِ يا أمُّ،
من ذا يسمّيك من دون أن تتداعى عليه الكنايات؟
من ذا رأى امرأةً بالبداهة؟
*****************
كُنّ يصنعن في عيدِ حمّامهنّ طقوسّ التجرُّدِ،
يعْرُضْنَ أزواجهنّ وُشومَ ازرقاقٍ على فِضَّةِ اللّحْمِ.
يدخُلْنّ في وهْجِ حريّةِ الماء،
يفضحْن ما كتبته الثقافاتُ فوق الجسدْ.
طبيعيَّةً....
تتقطّرُ أخطاؤهنَّ،
كحنّاءِ شعرٍ تبلّلَ.
************
لا لغةٌ تتجرّأ أن تكتبَ امرأةً غيرَ نحويّةٍ دون أن تُفلِسَ/ السِرُّ
أن ليس في الأمرِ سرٌّ سوى أنّهنّ........
يُخَبِّئُهُنّ الظهورُ.
المقطوعة مغمسة إلى الرأس في وعاء الثقافة الأدبية الفرنسية، المعطرة بعطور الشانيل وكريستان ديور والكابوشار القديم... إطلالات حلوة خاطفة تتحدث عن الأم الأنثى واسطورة خلقها الديني من ضلع آدم، المخلوق بدوره من الطين.. إنها لفافات من جمال الحداثة الأصيل، تدور بالرأس فتفعل فعل الخمرة المعتقة في دنان خشبية.. إعجابي وتحياتي
المقطوعة مغمسة إلى الرأس في وعاء الثقافة الأدبية الفرنسية، المعطرة بعطور الشانيل وكريستان ديور والكابوشار القديم... إطلالات حلوة خاطفة تتحدث عن الأم الأنثى واسطورة خلقها الديني من ضلع آدم، المخلوق بدوره من الطين.. إنها لفافات من جمال الحداثة الأصيل، تدور بالرأس فتفعل فعل الخمرة المعتقة في دنان خشبية.. إعجابي وتحياتي
الأستاذ نبيه السعدي لك ذائقتك الخاصّة في تناول الشعر، وجميل أن تجد فيه عطور الثقافة الفرنسيّة.
أسعدني مرورك الجميل
مودّتي وتقديري
التوقيع
من رأى الشيءَ حُجِبْ
من رأى في الشيءِ سُلطاني اقتربْ
جاءني من قد تعرّى من ثيابِ الشيءِ فيهِ
خُطْوَتي نحوي امّحاءُ الشيءِ فاكتبْ ما ترى في ماء تيهِ
اجدني اقرأ شعرا
مثلما يتكيء على خلفية تتماهى بين الدين المجتمع ..تتسامى ايضا الى الحاضر و المضارع فتكون بذلك لوحة امكنك فيها القبض على الوهج قبل ان يفر منك.
كل التقدير
لا لغةٌ تتجرّأ أن تكتبَ امرأةً غيرَ نحويّةٍ دون أن تُفلِسَ/ السِرُّ
أن ليس في الأمرِ سرٌّ سوى أنّهنّ........
يُخَبِّئُهُنّ الظهورُ.
نص باذخ في كرمه مع المؤنث
يزيح الأستار سترا بعد ستر عن حياتها و كينونتها
و يشير بسبابته إلى كل ركن من حياتها و تكوينها
و يدين ما مورس تجاهها من ظلم و حيف و تغييب بكلمات رائعة
و كأنك تسرد قصتها منذ جدتنا حواء حتى اليوم
كنت كريما جدا معنا بهذه القصيدة الجميلة
و كريما معنا كنساء نافحت عنهن بطريقة شعرية شاعرية
أحييك أستاذي بركة
وما أرى لانفلات المؤنث هذا سوى التثبيت المستحق عن جدارة فإنه نص ليس كباقي النصوص
فهو سيرة و سرد و وقائع ثبتها شاعرنا المتألق صاحب النفس الطويل بأحلى قصيدة
سلمت و بوركت أستاذي لهذا الشعر العذب الصريح
حييت و خواتم مباركة
و كل عام و أنت و حرفك الراقي بألف خير