حضر أيلول في جثمانه الأسود،
فوق الرّماد الباهت لسماءٍ حزينة،
تدارت، كي تحنّط رهبةً تملّكتها
فوق غفوة ذاك النّهر نامت تلميذة ..
للتّو شرّحت شرنقتها و امتثلت لبيانٍ قتيل
دلفت في عتمة الشّرق تسكب غروبها،
و ليونة الإغراء لهطول المطر ..
تلميذة .. تشكّلت في إعصار امرأة،
تناولت جذوتي المشتعلة، من رغبةٍ قديمة،
حفرت فوق شعري، مسلكها نفقا للموت
انسدلت من فوق كتفيّ، تبثّني خصلاتها .. ذاكرةً شعرية
حلمًا ما لبث أن تنازعته الصفحات،
تلميذةٌ .. تحملُ فوق صدى دفاترها المنسية،
خلف المقهى، تشنّج شعري لبرهةٍ،
لحينٍ، أن تفتضح عنه " قصيدةً "
سارت مهيلة، كمطر الخريف فوق دفاتري المعتّمة ..
ماسكةً حرفها الأخير، و كتبَ طفولتها ..
سارت .. و قوانين العسكر ،
تدارت خلف غصنٍ احتدم الصراع حوله ..
بين مسكٍ و عطر غربي ..
عطور التاريخ، تؤرّخ لمسائها،
تنسبُ للأوراق، ذلك الاختزال الأحمق ..
سارت على مهلٍ، فوق أوراقي تحمل جسدها النّحيل ..
و بعضا من الخطى الرّاكضةِ، نحو العمر الأغبر
أنّ العويل، تكتّم سرّ استشهادها،
تهاطلت فوق الرّصيف المنمّق،
صافحتني من بعيد.. بين قارتين،
توقّف الجدل بين السّطر الأخير المُشْهَرْ،
حطّت متشعبةً، كمدينةٍ فقدت توازن رفاتها ..
كان الهواء، يجمعُ شتاته ..
يثبت مزاعم " قريةٍ " تثاءبت على ضواحيها مقبرة أطفال
كان المطر يعوي فوق وجوهٍ للتّو رسمت نهاية مدينة،
من فوق أدراج كتبها المنثورة، في غارةٍ أخيرة،
و أطلقت صافرةً، نسفت ما بقي من خراب المدينة،
اعتدل الخريف في جلساته المرتبكة،
احتدم الشّتاء حمما مسكونةً
كان حاضرا قبل بزوغ الرّحيل ..
كان بألوان زاهية، يمهّد لحلول الرّبيع،
كان حاضرا، فلامسته شفاه الحيرة الحمراء،
قبلةً فجّرتها التلميذة،
للتّو فوق الرّصيف الهامد، الصاخب
أسدلتها تلميذة، تكبرني بانفجار،
تصغرني كذلك العصفور الصغير ..
أنا الحدّ الفاصل المتلعثم ،
كلّما شهقت المسافات بيننا
تلميذةٌ .. كنتُ لولا القدر،
حرفها الناطق أبجدية عربية
لقّنتني " هي" لغتها في ضريحٍ مكتوم، مختوم
تسكنني، كلّما تنهّد على جسدي صوت الأقصى ..
لقّنتني كيف يحيا المطر بحمرةٍ كلاسيكيةٍ
فوق أرضٍ، تلبّدت كسماءٍ قتيلة
أؤمن .. أن قولي اللّعين سيّد الفصول،
بل " هي " التلميذةُ الصامتة ..
تمثّلت بظلّ ذلك العصفور لي، بين قارتينا
فوق مدينةٍ يسكنها وهم السلام،
أنهكني حضور الشّعر غافيًا بين كفّيها ..
تلميذةٌ، نسفتْ تواجد القارات برسم جسدها الأشقر المبعثر،
إن مسحتُ بمنديلي الأحمق، جسد العصفور
غبيةٌ .. إن أزحتُ بكفّي تكهّنات العصفور
انتبهتُ، أنّ الدّم المنثور
لا يشبه أبدا، حضور تاريخٍ للتّو صنعتهُ تلميذة