============فــأينـعَ زهـــرُ لهفتــــهِ يَـضُـوعُ؟!
ومــا للشَّمسِ تَــاقــت - مُـذ أتاهـا -
============عِنــاقَ الأفـقِ فـاضَ بها الطُّلـوعُ؟
أتلكَ الـرُّوحُ مِــن بغــدادَ أهــــدَتْ
============عــواطــفَ غَلَّهـا الكونُ الوَسيعُ؟!
أمِ التَّحنــانُ حـــلَّ الحــرفَ قـلبــاً
============تنعَّــمَ فيـــضَ خفقتِــهِ الجميـــــعُ؟
وكيــفَ تَسـامــقَ الإحساسُ شأواً
============إلـى العليـــاءِ مُــذ نُظِــمَ البـديـعُ؟
ليُــركِـزَ في سَمــاءِ الشَّوقِ نَجماً
============وَمـى أرضــاً تَحُفُّ بهـا الدُّموعُ!
وسَــام الهَّـم فـــي وَلَــهِ المعانـي
============علــى أمــلٍ تلهَّفَـــهُ الــرُّجــــوعُ
فصَــاغَ الفقــدَ للــذِّكــرى بَـريداً
============تسهَّـــدَ هَــولَ مـألمِهــا الهُجـوعُ
بلـى.. إنَّ التَّســاؤلَ فرضُ عينٍ
============على فِكْـــرٍ تـَغمَّـــدَهُ النُّـجــــوعُ
هنا فـي حضرةِ الأنــوارِ ومضٌ
============تُبجِّـــلُ وهــجَ شُعلتِــــهِ الشُّموعُ
وتســرحُ فــي تـلألُـئِـــهِ القـوافي
============حنــانــاً ليسَ تكبحُــــهُ الضُّلـوعُ!
لسيـــدةٍ تـــؤمُ الصبـــرَ، نهجــــاً
============تحيَّـــرَ عـزمَـهُ الخَطْــبُ الفظيعُ
تسُوسُ الدَّهرَ بالرضـوانِ مهمــا
============عتــا، يـلويــهِ خــافِقُهـــــا القَنوعُ
* وتنثـــرُ عِطــرها الأزلـــيَّ حُبَّــاً
============لــذاتِ الله فهـــو لهـــــا سميــــعُ
أيـــا إليــــاذةَ الأحـــزانِ إنِّـــــــي
============تـلبَّسنـــي بحضـرتــكِ الخشــوعُ
كــأنِّـــي رُمـتُ في المــرآةِ أمِّـي
============يُعكِّــــرُ صفوَهــــا هــمٌّ وَجِيــــعُ
ستـزهــرُ يــــا عواطفَنا الليالـــي
============بومضِ النَّصــرِ تنهـلُــهُ الـرُّبـوعُ
*وأمَّــا الفقــدَ، فــالــدُّنيـــــــا زوالٌ
============ودارُ الخلْـــدِ ترقُبُهــــا الجُمُـــوعُ
*أرى بغــدادَ فــي مــرآكِ سَمتــــاً
============وإصــراً زانـــهُ الشَّــرفُ الرَّفيـعُ
*يُبــاهِــلُ عِــزُّهــا فـي فيكِ طوراً
============مصـائــبَ هابَهــا الصَّلبُ المنيـعُ
*فكنــتِ بهــا منــاراً ضــاءَ عتمـاً
============وكـانــت منــكِ يـأبـاها الخضوعُ