واين صدى سؤالكِ في عينيه ؟ هل تسرّب في قميص ..شاعر ؟
ما اروع ما تكتبن أيتها الراقية ..
الصديقة كوكب ..
والصديقة أمــل .
لكما تحية كبيرة لهذا الحرف والتناغم الروحي الرائع
وتحية لهذا العمل الرائع مع التقدير
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
صديقتي الأغلى...
ثمة رغبة تُداهم صباحي الذي لم يبدأ بعد....ثمة شعور كأنه تبلّلَ بهطولٍ لايشفى من طُهر الأمنيات
يناديني أن أرقص أن أحلم...أن أفيق ولكن المطر هنا لاصوت له ..
لا موسيقا تغري أقدام الصمت وتعيد الرعشة إلى قلب نيسان والنرجس والأقحوان
يشبهني صباحكِ...آه لو تعرفين صديقتي...كم يرهقني ماتبقى من حنين قهوتي
وذاك الوجع في عينيّ شاعري الوسيم يمتد إلى أقصى روحي ..يعيدني أملا شهيّا
يحلق بروحي حيث الله لـ أعود وأتسرب فيه آمال لاتنتهي...
هو ذات الوجع يهديني وردة قبل الفجر بقُبلتين ودمعة... ويترك صباحي مشرّعا نوافذه لهواء ملائكيّ لا يأتي إلا به ومعه !
سيعود المطر...هكذا قالت الشمس قبل أن تترك للعابرين حذافير الليل
صدى عطري المسموع وضوء حضوري الملموس بين أزرار قميص الشاعر
//
أمــــل
صديقتي الأغلى والأصدق....
منذُ البارحة وغصّة ملء قلبي تكاد تقتلني للمرة الألف...تبرأت لبرهة كل أحلامي مني
رميتُ جانبا قهوة الصباح ..جرحتُ التربة وأغلقتُ أذني كيلا أسمع زهرة كانت تناديني ...
هذه الأرض ياصديقتي تتأخر كثيرا عن إبلاغ الآلهة خبر اغتيال المطر
تسألني رائحة الموت...ماذا عن بعضي المشدوه أمام عناد الوقت وقسوتي...
اليوم ياصديقتي.. ها قد بلغ ولدي الصغير... سنّ الرشد
وتهيأ لحياة جديدة علّها تفتح له أبوابها وقلبي يخاف كل مشتقات الحياة...
ولدي الذي وقع في حب فتاة جميلة ...يتيمة الأبوين...صدقيني لم أكن ضدّها لكنني أشعر وبعد فوات الأوان
أنني لم أحاول أبدا فك شيفرات حزنها !!
ماذا أفعل الآن برماد يبعثر رمادي؟ ماذا أفعل بوطن لا يستقر في صدري إلا ويحيلني هشيما ؟
ماذا أفعل ببكاء ملعون لا يحررني...؟
البارحة..انتحرت تلك الصبية البريئة الأجمل من الجمال على بعد ثلاثة أمتار من قبر أبيها
اليوم ياصديقتي...أنا حزينة...حزينة جدا
والأرض تدور دون جدوى
//
أمـــل
منذ الأمس وهذا الصّمت المعذبني يجتاح خلايا السّماء المحاصرة بالنّحيب حولك ِ .. فغريب ماتفعله الأيام مع حكايات الحب العراقية وكأنّها حكايات قدّت من جراح سومر أو فلأقل :
يبدو أننا ونخيلنا ورمادنا وشظايانا ومواجع حروبنا وحتى قطارات رحيلنا وموانيء أحلامنا الصّغيرة .. كلنا .. كلنا نتنفس ثاني أوكسيد الوجع ...
نعم
غريب ماتفعله الأيام معك صديقتي
الأنك عراقية ؛ كان لزاما على عمر ربيع الفرح أن يكون قصيرا كعمر الوردة ؟
واي قلب معبأ بجينات الحزن العراقي هذا الذي امتلكه ابنك كي يعشق فتاة اضاعت عيناها مفاتيح شفرة مغارة أحزانها السّرية ؟ كي يقف الدّانوب ذاهلا حائرا وجلا من مواجع دجلة والنّخيل
كل صمت حزين لقلبك وقلبي صدى حب له ..
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
لاتستغربي صديقتي...هي حكايات الشرق الـ تلاحقنا بنهاياتها من أقصى العذاب إلى أقصاه
حيثما كنّا...تختلف المشاهد...والوجع واحد...تماما كأحلامنا الصغيرة!
هذا الضمير لا يوقظ رمادي ...هذا البكاء لايجدي وتلك البراءة رحلتْ
وصوت أمــي يحاول عبثا أن يشتت نعاس وسادتي... قلتُ لها :
كنتُ أمارس شخصكِ...
كنتُ أروّض شعوري في طريقه نحو العُمى ...كانت عيوني تحملق فيكِ
ماظننتُ أن اليتم سيضيرها...أو سيقتلها !!
تقول لي: أنهضي ،، توضأي لصلاة الفجر وابتهالات النسيان...وكفى حماقات
وصوتٌ آخر يسألني: من تراه يصنع الموت؟ أهو الحرب؟الحب؟الرصاصة؟الخيانة؟الضمير؟
أم أنها الحماقات التي تستوطن رأس البشرية؟
وآخرٌ يصرخ: كفى أنانيّة ثرثرتكِ مقيتة
وآخرٌ يهمس: ما أسعد الحيوانات وأوطانهم الصغيرة المرتبة بعناية الخالق
و كلّي ...كلّي ينصت بخشوع وصمت رهيب ...إلى أنين الأبيض !
//
أمـــل
قرأتُ رسالتك للمرة السّابعة وترددتُ في الكتابة إليك حتى يغشاني الهدوء ، لكنني اليوم واليوم فقط سأغامر بكتابة ماكنت قد خبأته حتى عن أوراقي وعن محبرتي الملقة منذ عقد من الزّمان ؛ فلم أكن أرغب أن تلمح أمي في عيوني وبين أهدابي أو على جفوني صورة عالقة جئت بها من الأعظمية ، ولا أن يدلّها حدسها أن مافي تلك السّطور المشطوبة بحبر غامق في دفتر مذكراتي هي الحكاية ذاتها التي كادت سيوف القبيلة أن تذبحها من وتينها أو تسجرها بعيدا قي تنور الموروث من تقاليد ...
فهل أكتب؟؟
انا بالإنتظار
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
صديقتي وأختي الأغلى
أتدرين....إنّي تعلّمتُ من أيامي الغائرة الجبهة في وجه الأقدار أن لا أشطب أي سطرٍ من دفتري...
هربتُ كثيرا حتى بيني وبيني...قتلني الصمت مرّة...والإنصات إلى حديث الجدرانِ مرّات
والهروب كما البقاء... كان ولم يزل يغرس أصابع (الراديكال) في عينيّ الهمسة والضحكة والبكاء !
يخطر ببالي...هل يحرق التنور أكثر مما يحرق؟؟ رغيف قد لايسدّ رمق الجوع...حطب قد لا يصلح لدفء الأماكن الباردة
رغم أنف الصيف...أو ربما تعويذة لا يقرؤها الرماد ؟!
تعلّمت... أن سيوف القبيلة لا تشطب تأريخ قلبي...ولا تنحر جغرافية نهوضي ...لا ولن تقطع أوصال مدينة بأكملها آمنة مؤمنة
بصلاة مابعد الفجر...كنتُ قد بدأت بترميم شوارعها المكتظة بمخلوقات غريبة وأسماء غير قابلة لتسلّق سلالم الخلود فيها
أمــي ولدتني...لأتعلم السقوط والوقوف والنطق بدلال والصراخ بامتداد الروح من مشرق الجرح إلى مغربه
فلا حرج إن تعلمتُ منّي التمرّد !!
آه...كل ماهنالك...كنتُ أريد أن أقول لكِ: أكتبي عزيزتي
//
همسة: قد يتأخر عليك ساعي البريد في الأيام المقبلة
سأشتاقكِ كثيرا ولكنني في مكانٍ ما في لحظةٍ ما سأقرأ لكِ
إنتبهي ...سأسافر مابين السطور وخلفها فلا تحاولي الهروب