وهذه الصور، غير واضحة ونحن نجربها في الحقل الأدبي...
وإستصدار الأحكام هنا : إجحاف في حقها، وظلم لتنوعها، وقتل لخصائها، وتجميد لإمكانية التجديد والإستمرارية فيها...
تنوع المشاهد: وطغيان الرومانسية...
تحياتي الأخوية ...
الأستاذ علي الشيخي
طابت أوقاتك
في العام 1991
قامت قوات التحالف بشن حملة جوية على العراق كله واستهدفت البنى التحتية ومنها مراكز توليد الطاقة الكهربائية ومراكز تصفية المياه مما أدى إلى إصابة الحياة بالشلل التام وهذا ما لايخفى على أحد
كنت أقوم بأعمال شاقة .. أجمع الماء من صنبور الحديقة قطرة قطرة وفي أحد الأيام قفزت على سطح الجيران الذين فروا من بغداد طلبا للأمان لأجلب الماء من خزان الماء القابع على السطح
أصبحت بغداد حينها أشبه بقرية بعد أن غادرتها مظاهر التمدن
وكما أية امرأة قروية أستيقظ في الرابعة صباحا أعجن وأخبز وأطبخ الطعام في فرن بنيناه بالحجارة بعد أن نفد الغاز ،
لا أريد أن أطيل عليك ، كانت صافرة الإنذار تطلق صفيرها ما إن يحل الظلام وكنا نخشى حتى من إشعال شمعة ، كنا نرتعب من أصوات القصف .. نتضرع .. نبكي ثم نسلي أنفسنا بالضحك رغم كل هذا
الخوف والظلام والقلق والحزن لم يمنعونا من أن نطلق النكت أحيانا .. ونلعب الورق في أحيان أخرى .. حتى لعبة المحيبس الشهيرة كنا نمارسها لنخفف من حدة توترنا
وكنت أنا وزوجي نختلس النظرات والقبلات،في حضور أخوتي ويحاول كل منا أن يحظى بلمسة يد حانية في تلك العتمة رغم ذلك الحشد وتلك الأجواء المشحونة بالقلق والحزن
هذه هي مفردات الحياة في تلك العاصفة التي هبت علينا ذات حرب
حين قرأت النّصّ عادت بي الذّا كرة إلى الوراء بضع سنين فرحت أردّد أغنية طالما عشقتها لكاظم السّاهر عن الحبيبة بغداد وصرت اردّد المقطع حيث يقول"بغداد وهل عذّب الله مثلك في الدّنيا",فأرّقني الوجع على مهد الحضارات وسالت أدمعي لما آلت إليه أحوالها.
ألف أهلا ومرحبا بهذه الإطلالة الجميلة
ولنغني معا بغداد وهل خلق الله مثلك في الدنيا أجمعها
تحياتي وتقديري
مررت مرارا ولكن أشعر أن اللغة لا تستوعبني ولا أستوعبها .. حيث تتشتت ولا أستطيع أن أمسك بكلمات قد تصبح هذه الكلمات عبوات ناسفة أضعها عند أبواب ذاكرتي وتذكري عندها تخرس اللغة داخلي ولا أرى أي نافذة أمتد معها الى مصافي المعنى المتوج بكل هذا الفيض الذي يغسلني من غيبتي في حدود دوار الأرض علي مرتين في اللحظة وأنا أبحث عن عكاز الأنبياء قبل أن تلتهمني عصا العرافين والسحرة قبل أن صل الى نخلة في شوارع بغداد .. فقد أتعبني التحديق وأنا أغمض عيني لعلي أجد حلمي في الزوايا المنسية من ذاكرتي ولكل الأبواب مفتوحة على دروب غير متوحدة مع خطاي وأنا أنفلت من أزمنة العناكب الملفوفة على خصر شهريار فأتبع أصوات المقام البغدادي وأنا أمرر تراجيح غفوتي على وسادة الريح في ساحة التحرير , لعل السندباد يأتي من رحلته وألحق ببساط الريح وأمرر روحي على جميع الساحات التي أدمنت الوقوف تحت المطر الأسود الأتي من أحترق جمر النجوم فوق بغداد .. فالرشيد لم يعد يأتي وأنا أنتظر عربة الخيل المنزوية تحت الأرض فالخيول لم تعد لها رائحة الفرسان وبغداد تحترق بأصابع المجهول ...
هنا مررت قبل أن يأتي هولاكو ودجله لم تزل طفلة ترضع مدى المطر من وهج حنين السماء الى أرض برج بابل ... فهنا مر البدوي يحمل فوق ظهور الجمال تعب الصحراء الى بواب بغداد .. وما تزال هي بوابة في رحلة البحر تعلم الدنيا طقوس الماء في ممالك المطر .. فيأتي النخيل مستوحشة الفردوس الذي فارقه آدم ,حين رأي أن هناك فردوس على الأرض يمر نهران بها حين تغلق السماء وجه الفردوس عن الكون .. أصمت قبل أن أصل كهرمانة وجربتها الأربعين فتحترق الشمس بين أصابع القدر وألوذ خلف نخلة مرت عليها العصافير منذ الف رحمة في مسيرة الألف ميل و قحط السنين المتحيرة في زمن بغداد و أزلها المزدحم بتخوم الوجع المنفلت من سنين حلم الطائر عند جنه الرطب في أعلي الفردوس المرسوم على وجه بغداد الأزل .....
تبا لأولئك الذين اقترفوا الشر وتركونا نحصد الوجع
الشاعر القدير عباس المالكي
سأصمت وأعود لقراءة حروفك المتوهجة
دمت بخير
تقديري الكبير
مررت مرارا ولكن أشعر أن اللغة لا تستوعبني ولا أستوعبها .. حيث تتشتت ولا أستطيع أن أمسك بكلمات قد تصبح هذه الكلمات عبوات ناسفة أضعها عند أبواب ذاكرتي وتذكري عندها تخرس اللغة داخلي ولا أرى أي نافذة أمتد معها الى مصافي المعنى المتوج بكل هذا الفيض الذي يغسلني من غيبتي في حدود دوار الأرض علي مرتين في اللحظة وأنا أبحث عن عكاز الأنبياء قبل أن تلتهمني عصا العرافين والسحرة قبل أن صل الى نخلة في شوارع بغداد .. فقد أتعبني التحديق وأنا أغمض عيني لعلي أجد حلمي في الزوايا المنسية من ذاكرتي ولكل الأبواب مفتوحة على دروب غير متوحدة مع خطاي وأنا أنفلت من أزمنة العناكب الملفوفة على خصر شهريار فأتبع أصوات المقام البغدادي وأنا أمرر تراجيح غفوتي على وسادة الريح في ساحة التحرير , لعل السندباد يأتي من رحلته وألحق ببساط الريح وأمرر روحي على جميع الساحات التي أدمنت الوقوف تحت المطر الأسود الأتي من أحترق جمر النجوم فوق بغداد .. فالرشيد لم يعد يأتي وأنا أنتظر عربة الخيل المنزوية تحت الأرض فالخيول لم تعد لها رائحة الفرسان وبغداد تحترق بأصابع المجهول ...
هنا مررت قبل أن يأتي هولاكو ودجله لم تزل طفلة ترضع مدى المطر من وهج حنين السماء الى أرض برج بابل ... فهنا مر البدوي يحمل فوق ظهور الجمال تعب الصحراء الى بواب بغداد .. وما تزال هي بوابة في رحلة البحر تعلم الدنيا طقوس الماء في ممالك المطر .. فيأتي النخيل مستوحشة الفردوس الذي فارقه آدم ,حين رأي أن هناك فردوس على الأرض يمر نهران بها حين تغلق السماء وجه الفردوس عن الكون .. أصمت قبل أن أصل كهرمانة وجربتها الأربعين فتحترق الشمس بين أصابع القدر وألوذ خلف نخلة مرت عليها العصافير منذ الف رحمة في مسيرة الألف ميل و قحط السنين المتحيرة في زمن بغداد و أزلها المزدحم بتخوم الوجع المنفلت من سنين حلم الطائر عند جنه الرطب في أعلي الفردوس المرسوم على وجه بغداد الأزل .....
تكتظ بالعصافير ، ورائحة تراب الطلع .. تستغيث خالتنا بالماء ، كونها سئمت التيمم بالتراب. منذ ألف قحط .. تنتظر فارساً يعتلي صهوة حصان يعبق برائحة بابل ، مقلَّداً بسلاسل نبوخذ نصّرية ، موسومة بصورة أسد هصور .. مالكي الحَسَب ، والنَسبْ .. يبز من فمه زيتاً ساخناً .. رافعاً بيرق الصقور .. له سحنة الصحراء ، وغزل ابن دجلة .. . وجهته ساحة التحرير .. يهزج باسم العراق المقدس ، ويهدهد شهرزاد بترانيم على نغَم الصبا .. والرمح عصا ، يهش بها على ألمه ، وله بها تجارب أخرى تمور .. يدير العين ( ما يلگة حبايب ) ، حيث لا أحد هنا .. يصرخ ، فيتردد صدى صرخته في كنيسة الأرمن وكنيسة الكاثوليك ، وجامع الخلفاء ، وجامع براثا ، والمتحف الوطني ، وباب المععظم ، وباب الدروازة. لا أحد سوى أبناء جلدته القلائل .. لا أحد .. يتكرر ( الرجع البعيد ) لا أحد .. يوقظ النائمين منذ ( سابع أيام الخلق ) ، ولا أحد .. . لا أحد .. وقلبه أُحُدٌ غطاه الدم .. ولا أحد ينكئ ( خاصرة الرغيف ) الأسمر المعجون بدمعات الثكالى ، المتوجات بالطين .. منذهم ، والمخبوز في تنور الكرامة ، على جمر الغضى .. فتتناثر الحروف الكريمة من ابن ( فرمان ) .. تقول : لاهزل بعد اليوم يابن ( باني ) .. فالجد ناموس الأزل .. وهذا الذي يحاول لملمة النَفَس ، ابن ( مصلح ) يتأبط خمرته المعتقة ، ويحتسي قهراً تحت مرآى هلال العيد ليتفجر كعبوة ناسفة في ملعب كرة الألم .. وتتناثر شظاياه لتجرح خد الصمت القابع خلف الأحمر ، والجبن الجاثم على رصيف الخليج. تتنامى الشظايا ، فتصير مسرّفات تدوس أرض توحلت بالمهجنين. ينطلق صوت ابن باني .. يصمّ أذن الكون هذا عراق الأنبياء والجمال والفنون هذا هو باب الله ، ولا غيره للمجد باب بلغة لايجيدها أبناء الغرف الرطبة لغة لايفقهها إلا نحن .. الدروع البشرية لهياكل الذاكرة التأريخية فيأتيه انيني .. سلمت ياسيدي عباس
سلام من ابنة كركوك الممتدة جذورها وعشقها ودمها وطفولتها وعصيانها
إلى إحدى المحلات العتيقة العريقة..التي كانت تبتسم للهلال على إيقاع دفوف الدراويش والمتصوفين
وصوت الله أكبر والفرح البسيط العظيم مع هوسة المحيبس وصيحات المسحرجي وتبركات النذور القادمة عبقها من أعلى القبة !
//
ماذا أفعل بذاكرتي التي تأبى إلّا أن تحتفظ بصورتها كما كانت؟؟
سامحوني...
سأعود بعد أن تغادرني الغصّة
أمل .. الأنيقة الرقيقة
غصتك التي كانت ، هي بعض حافزنا على رسم هذا النص
وغصتك التي صارت ، شهادة أخرى تعلّق على حيطان سِفر انتمائك
أيتها الندية .. بانتظارك على حافة دمعة
فما كان من العاشقين سوى السباحة في أجواء بغداد ,, ذرات هوائها حنين وشوق وسفن فضاء ,, فتاه في السماء عشاقان ,,, كل مهنما يبحث عن بغداد ,,, في متاهات الغربة ,,, عن دفْ اللقاء ,,, اعذركما أيها الثملين في حب الحب ,,, وامتشاق سيوف العربية بأحرفها الرائعة ,,, فالمضمار أمامكما واسع ,,, والسباق طويل ,,, فيا لكما من سابحين في اللامستحيل ,,, لكما مني خالص تحياتي وتقديري ,, معكما نسمع ونقرأ ونغفوا ,,
ياسيدي الموشوم .. بالانتماء مثلك يدري ، ماللعشق من هيبة في حضرة بغداد الأزل فمابالك حين يحط عليها الخطر ومابالك حين ، تُنغز خاصرتها ، بسيف مسموم ومابالك ، حين تخوي على العروش لامناص ، من التوضؤ بالضوء .. والتعمد بمائها المقدّس والسير في شوارعها ، كصوفييَن ، يرجوان الخيط الأبيض والطواف بين الباب الشرقي ، والباب المعظم يستحلبان نهد الغيم .. لتبتل الأرض بعد أن جفَّ ماء وجه الحياء ولم يبق أمامهما إلا الله ، وضمائر من هم برتبنكم .. أيها المبارك وها أنت يامولاي .. تباركنا بالدعوات ، على إيقاع قلبك الخاشع فشكراً .. سيدي
هنا رأيت بغداد الأنيقة ما قبل ساعات اللهب تلبس عباءة الزهو والشمم
لتقول هؤلاء ابنائي يرمون الظلام بحرف الغضب ، يا للتراب الذي صلى
وبارك حضوركما النقي البهي لن اذكر اسميكما كي لا اقدم احدكما على
الآخر كنتما بلسماً وبعض ثأر للامهات ساعة قذف الحمم نمن فوق ابنائهن
فللدروع صور اخرى تهبها الروح لتحمي من لاحماية له غير الحب .
ع ، ع كنتما جنديان شريفان في الذود عن تاريخ بغداد الأبد