نهارات مرتعشة تخترقني فأمسك خيط النهار من جذوته الغامقة الحمرة حتى اتقاده وتلاشيه إلى اللون الأبيض الذي يصطليني ويضفي علي ّ صبغة أكثر سوداوية ومن ثم رجوعه إلى حمرته ثانية واختبائه ودسه في عباءة الليل . نهاراتي انصاع إليها كرها ًاو طوعا ً استثمر خلالها حماقاتي لأدويّ تضاريس صمتي التي ما انفكتْ تلازمني وتعثر مسيرة ازدهار كآبتي التي احتمي بأفيائها عند التمني ، ازدحام الذاكرة يسبب لي حالة ارتباك ونسيان ، عمري هو مجموع نهاراتي المرتعشة كما أسلفت وعليه ا شذب أمنياتي لأجعلها أكثر معقولية . ذات مرة سألني ظلّي بسخافة متقنة إلى حد ما إذا ما كان يسبب لي إزعاجا ً او حرجا ً عند مرافقته لي لفترة طويلة حتى يصطدم بظل اكبر منه ..لماذا تبتلع الكبار الصغار ، ظل الحائط يبتلع ظل أجمل الحسناوات حال دخولها إليه بل ان ظل أحقر حائط آيل للسقوط يبتلع ظل اكبر مخلوق حال دنوه منه دون اعتراض . هذه الانثيالات تشكل انتهاكا واختراقا ً لخطوط عرض تعاستي التي اركن اليها عند ذوبان ابّهتي اذا ما دوهمت ُبحقيقة او حجة دامغة للحط من الأوهام والأكاذيب التي اخلقها عادة لإعادة توازني وتبجحي بخطاياي كلما سنحت ْ الفرصة بذلك.. أرسم ظلاً داكنا ً في العرا ء واجلس تحته ماسكا ً مظلة تعاستي ومعتمرا ً قبعة من الهواء تضيف علي ّ مسحة جمالية أعتقد إني أبدو أكثر وقارا ً ورومانسية من ذي قبل واستل بعضا ً من تفاهتي واضعها في كأس أجوف خشية تعفنها ناسجا ً مشهدا ً دراميا ً في مخيلتي متخذا ً منه متكأ ً لإدارة الحوارات والجلسات التي تعقد بيني وبين أحلامي لغرض تدوينها وأرشفتها في ملف وهمي أحتفظ به ، ذات مرة حاورت ُ أحلامي :-
_ خلّف لي والدي أرثا ً من الأسى هل لي ان احصل على حصتي بغية
عرضها بالمزاد العلني .
_ للهبوط الكبير في سوق الأسى وطرح كميات تسد الحاجة الفعلية للفقراء أود تأجيل طلبك الى وقت آخر .
_أنا التمستك من قبل وحصلت موافقتكم على ذلك وانا الذي أرجأته والآن أنا بأمس الحاجة اليه .
_ حسنا ً ، لتأخذ حصتك .
الحمد لله بعد جهد جهيد حصلت على حصتي من الأرث / الأسى مع ورقة دست داخل البضاعة تبين فيما بعد انها الوصية وكتب عليها بخط متعثر يبدو ان والدي حين كتبها كان قلقا ً مشدود الأعصاب ، أرجو أن تحرق أنانيتك أمام جمع غفير من الناس وتقطع الجزء المتعفن من فضوليتك وتقلل من طول أصابعك التي لم أكن راضيا ً عنها إطلاقا ً لأنها امتدت ْخارج الحدود المسموح بها وشكلت ْ خرقا ً واضحا ً لطقوس الأصابع التي خصصت ْ أصلا ً لمسك الحقائق وغلق الأفواه كلما دعت الحاجة لذلك مع رجائي أن تكتب تحت لسانك عبارة ( يرجى عدم رمي الأوساخ تحت اللسان ) ...
التوقيع
آخر تعديل سعدون جبار البيضاني يوم 02-12-2012 في 10:59 AM.
كل الحق على ظلك وعلى هذا الفضول الذي دفعك للوصول للوصية
لتعيدنا سيرتنا الأولى والوصية التي لا مفر منها
ما زلت تتربع على قمة الإبداع أستاذي القدير سعدون