ولا تقبل سـواها
وهــل يـــا قلـب يكفيـك العبيــــر
وانت العاشــق الكلِـفُ الجديــر؟
أيسعدك اصطحاب الطيف عمـراً
وزق الخمـــر يملكــه الغريـــر؟
أيســـكنك الهـــدوء وفيـك نــــار
يؤَجِّجهــــا الغيـاب ولا تثـــور؟
أيـرضيـــك التقلُّــبُ فـــوق آهٍ
وغيرك بالرضـاب هو الأثيــر؟
أيســعفك المـــرور بـــدار ليلـى
وباب البيت يصرخ .. يســتجير
فمـــا لك لا يحـــركك انفجــــار
ومــا بك لا يـدغـدغك الحريـــر
قضيتَ العمر تحلـم كيف تروي
غـراســـا لا تشـــابهها البـــدور
وما غرْسُ الجمال عليك صعب
ومـــا كانـت تجــالـدك النســور
ومـا زالت على قرب ريــاض
بـها الثمـرات يقطفهــا الجســور
وقد كنت الجسور تفيض شـوقـا
ليـــوم فيــه معتـــرك كبيــــر
فمـا لك راجف يطويـك خـوف
ويعبــث في شــجاعتك الفتـــور
تحـركْ فـالثمــار تميــس غنجــا
فـلا تخــذلك عن وصلٍ أمـــور
وأتمــم مـــا تمنيـت ارتجـــالا
ولا تتــرك لغيـــرك مـــا يثيــر
ولا تبـــدأ لقــاءك بـانشـــغال
وأعـــذار تــدنســـها الثغــــور
وقــدِّم مــن دنـــانك كل كـــأس
معتقـــــة يرتبهـــا الحضـــور
فتلك جميلــــة خطفــت فــــؤادا
والقــت فيــك مـا يَلقى الغَيـــور
ولســتَ بجــاحدٍ للنــور فضــلا
اذا احتُبِس الضيــاء وذاب نــور
فقــد زَرَعتْكَ بعد اليَبْـس حقـــلا
وكنـتَ مُعــاندا والأرض بـــور
فأصبحت النقي تعيــش طُهــرا
ترافقــك البـراعــم والـزهــــور
وأمســيت الحليــم بنــور فكـــر
وكنـت الطيـر تخــذلك الطيـور
فـلا تقبـل ســـواهــا لاعتكـــاف ٍ
ولا تَــدَعِ الحيـــاة لهـــا تـديــــر