عبدالكريم سمعون .. بين الإبداع والجنون

عبدالكريم سمعون .. بين الإبداع والجنون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمر مصلح

1 من أنت ؟.
2 ومادخلك أنت؟.
1 كأنك أنا ..
2 ومن تكن كي أتشبه بك؟.
1 أنا كريم سمعون
2 كريم سمعون !.
أمخمور أنت ياهذا؟.
أنا كريم سمعون
1 أنت أنا!. ربما تشبهني ، ولكنك لستَ أنا
2 ولِمَ لاتكون أنت نسخة مني ؟.
فأنا متفرد ، ولن أتكرر بالأصل , ولكن ربما أُستَنسَخ .. أجل أنت مستنسخ ..
1 عفواً أيها الشبيه ، أظنك أنت المستنسخ .. فانا القائل :
ذات حياة
كنت مفردة عنقود فجة
لم ينقرني الطير
لم تستغ طعمي الديدان
حتى وصلت المائدة الأكبر
2 أنا مستنسخ أيها الناعم !. أنا الذي قلت :
ذات موت
كنتُ أشارك الأحياء
دقيقة صمت
لنشارك الأموات موتهم
لعل الموت
حين أموت
يُحيي ابتسامة ماتت على شفتي.
قلتُ هذا ، وأنا أتحين الفرصة لاقتناص كسرة نجاة .. أيها المدلل ، النائم في حضن أضوائك الخافتة ، ترتل العشق كأنثى عانس
1 بل أنا الأصل .. واحفظ ألفاظك لطفاً .. فالعانس التي تسخر منها ، هي من تؤجج جذوة الإبداع ..
2 أراك تدافع عن فصيلتك ..
1 فصيلتي ؟. عفوا أنا رجل ، ولكني أرى الجمال شعاع رباني يكسو بعض الهياكل البشرية ، لتزداد بهاء .. ولا أعتقدك منهم ..
2 متأكد أنا من أنك ترسم هذه الأجواء ، لانك تحلم بأنثى .. لم ولن تطالها .. فالنساء ياهذا يردن القوي ، لا الناعم

1 أنا ابن سمعون الذي يسعى الجمال لي إلى حيث أنا , لكني أرى الزواج اغتراب ، واقتراب من الشجرة المحرمة

2 لا تتجرأ على شاعر اقتنص الجمال من الحدائق العامة ، ومن دمعات الغيوم ، وتطهر بها من سيئاتكم ..
ولربما قد سمعتَ ( رامبو ) حين قال : ألشاعر المهم ، هو من يوظف مفردة الشارع شعراً ..
ولا أخاله إلا يقصدني ..
يردد :
لأنكِ أنتِ المحط الأخير

أنتِ المسار وأنتِ المصير
جميع الحكايا
رحلة بحثي

سنين انتظاري

ووجدي المقيم بنار النعيم

أنتِ القريبة .. أنتِ البعيدة
1 ولكني أنا من قلت هذا ، وقلت أيضاً:
لأنك أنتِ شراع الحياة
فإني .. رياح المسار البعيد
وربّان دفة درب الخلود
وبحرازرقاق وموج وئيد

وركب السفينة أنتِ

وأنت الخلائق من كل نوع
وجمع المدائن والكائنات
وهاجس حلمي لماهو آت
لأنك أنتِ كشمس جديدة
فإني الوليد وأنتِ الوليدة
2 على رسلك ياهذا .. ماهذا الهراء .. فأنا من قال هذا ، ودليلي .. أنك تُناجي تلك التي أوقدْتَ لها الشموع ..
وأنا قصدت زوجتي الأسمنتية ، عشيقتي .. لاتلك السادرة في مخيالك المخملي
1 دعك من هذا ، وارتح قليلاً .. يبدو أن ليلتك التي قضيتها تحت المطر ، قد أصابتك بعلّة قادتك إلى الهذيان
2 احترم نفسك ، ولا تغلط ..
1 يبدو أنك بحاجة لترميم روحك
2 ههههههه أجل ، محق أنت بهذا .. فأنا مجرَّد من عفاف القصد ، في مجاهل الإرتياب
1 معذرة سيدي ، لم أقصد الإساءة .. لكني منذ ألف ألف ، وأنا أتغزل بزوجة الأسمنت هذه
2 يحرك سبابته بحركة حلزونية حول صدغه
يبدو أنك هههههه
1 إن كنت تدّعي بأنك أنا ، وأنا الشاعر أعرف من أنا .. فيؤسفني أن أستعير إشارتك هذه وأعيدها عليك
2 بل أنت من تدّعي بأنك أنا .. فأنا مقيم بحديقة هذا المكان مذ كنتُ .. وإلى هنااااك
1 مذ كنتُ ، وأنا مقيم هنا .. وحديقتك هذه .. لا يقيم بها إلا المتصعلكين .. فانصرف .. اجوائي لاتستوعب الصعاليك
2 ههههههههه عفوا ياسيدي الكولونيل
فجأة يتسلل شخص شبه عار من النافذة ، ويعلق على كتفه حقيبة يدوية
1 ومن تكون أنت الآخر ؟!.
مالذي دهاك ، لتقتحم عليَّ مكاني الرومانسي هذا؟!.
ألم يكفني هذا المحتال الذي يدعي بأنه أنا؟.
تكلم من أنت ؟.
3 لاهثاً
أنا عبدالكريم سمعون الشاعر ياسيدي
باندهاش مصوحب بانزعاج واضح
1 ماذا قلت ؟!!.
من أنت ؟.
3 أنا عبدالكريـ ...
يصمت .. يدير وجهه بين الشخصين ، بذهول ..
ماهذا .. من أنتما ، ماهذا الشبه الذي يجمعنا !!!.
1 انا الشاعر الذي انتحلتَ شخصيته تواً .. معذرة عن خشونة اللفظ ، لكنك أجبرتني على ذلك
2 على رسلكما .. تعال أنت أيها اللص ، كيف تسوّل لك نفسك باقتحام بيتي ؟. ألم يكفني هذا الناعم الذي يجلس بين شموع وضوء خافت ، كأية أنثى في عز صباها .. وقد حوّل البيت إلى مخدع
يمسك بـ 3 من ياقته ، ويحاول العبث بأناقته
3 يزيح يد 2 بشيء من القوة ، ويتحدث بثقة عالية
كنت أكتب دراسة عن نقد الشر ، واحتجت بعض المصادر فجئت آخذها من مكتبتي
1 عفواً .. دعوني أتبين أمركما .. تعالوا نشرب كأساً ، ومن ثم نفهم الأمر
2 طالما في الأمر كؤوس ، فأنا أول من يلبي ، فلقد قذفت بآخر ( بطحة ) في ساقية الحديقة ، وكان العرق ( مغشوش ) ألا لعنة الله على كل من لايعمل بنزاهة وإخلاص .. لم يراعوا شرف المهنة أبداً .. حتى شراب البسطاء .. غشوه
1 بابتسامة
ومن قال لك بأني أحتسي هذه الخمور الرخيصة .. فأنا سأقدم لكما مشروباً بلون ماء الذهب
2 وتدّعي بأنك أنا أيها الأفّـاق
3 لايهم .. أي نوع على ان نشربه بهودء ، وبلا وجع راس
1 يقدم الكؤوس لشبيهيه

1 قلتَ بأنك كنت بصدد استدعاء بعض كتبك .. ها؟

3 أجل .. كنت في المقهى أكتب ما ادحض به البنيوية والتفكيك ، واحتجت كتاب فن الاستهلاك في الأدب العربي
2 ماذا قلت؟.
3 أظنك قد سمعت
1 ولكني انا من شرع بكتابة هذا ، ومازلت قيد القراءة والدرس
3 قسماً إن لم تتنازل عن كذبك وادعاءاتك لنثـّرت رأسك بهذا الكأس الدخيل على ذائقتي
1 من يتصرف بطريقة تخالف الأناقة ، يعتبر شاذاً
2 محدّثاً 1
ومن يدّعي الشعر ، وهو منغمس بهذه الأجواء الأرستقراطية ، هو الشذوذ بعينه
1 ألحد الفاصل بين الجنون والعقل هو التحكم بالانفعالات والغضب
3 ألجنون معرفة ، وعليكم ان تسألوا ( فوكو).
2 أُسيء فهم ألجنون ، وفق نظريات السائرين في دروب اللاهوت
1 ولماذا هذا الإصرار على اقتران الجنون بالإبداع
2 يلتفت إلى 1 بعصبية واضحة
وتدّعي بأنك أنا ، أيها العقلاني ، المنظَّم ( الله ياخد هالديكور )
3 أنا ناقد ، وأعي ما أقول .. أيها الشبيهان بكل شيء إلا الهوى والنزعة
2 ههههه ناقد أم فاقد .. فالأمر مختلف أيها الـ دافق أو الدانق .. أنتم معشر النقاد كذابون ، ومتمشكلون ليس إلا .. ولفساد دروبكم .. تنتخبون النصَّ نزوة ، وتنظرّون على مابعد الفكرة ، فتتفننوا بالتوعير ( والله ياعمي بدكن حدا يشيل هالروس علشان نخلص )
1 أتفق معك يا هذا .. فالفكرة الأولى دائماً على حق .. مهما اعترتها الغرابة ، فهي تشبهنا الآن .. على المبدع أن يستسلم لأنوثة الفكرة الأولى ، ويداعبها ، باصابع من ورق .. ولا يفاضل بين شبيهاتها أبداً.
2 أللانظام لايعني العشوائية ، دائماً .. فالشعر مخالفة لنسق المألوف .. وأنت – أيها الناعم – تسير وفق نظام الترقيم
1 ألجنون يعني النظام .. أي نزع العلاقة بين الأشياء واسبابها ومسبباتها ونتائجها
3 ألمجنون عبقري في رأيه
2 والعبقري مجنون في رأيه .. فأنا مثلاً ، لا أشعر بالدفء إلا عندما أنام في حديقة عامة .. ههههه والكل لا يستوعب جنوني
1 ألمجنون يفيد نفسه ، بذكائه
2 ألم أقل لك بأنك منتحل لشخصيتي وكذاب
3 ألعبقري يفيد الآخرين .. ( فوكو ) مثلاً .. جعل بعض مواطن العبقرية قريبة من الجنون.
1 :
أقسمت أن :
وأنا على علم اليقين
أقسمت أن أنسى صلاة الخائفين
إلا بمحراب الهوى
فأنا إمام العاشقين
2 رومانسيتك هذه هي من اوهمتك بذلك
فأنا أقول ..
أقسمت أن :
من كل كأس أُترعت ألماً وعشقاً
أرتوي حد الثمالة
أحبيبتي .. والعمر يقضمنا معاً
والدهر سيّاف يُجيد الرسم في هذا الجبين
3 ( شريب والله يا أبو العرق )
هيا تعلم الشعر ياهذا .. استمع :
هيا اخرجي وتوشحي بالياسمين
وتدثري بمدامعي
وتوسدي شريان روحي والأنين
رعد ، وبرق ... تُجهش السماء بالمطر ..
طرق عنيف على الباب .. يفتح له الباب .. يدخل شحاذ يلف على وجهه يشماغ مهترئ
4 ألسلام عليكم .. هل أجد ملاذاً يأمني من جور السماء
1 استغفر ربك ياهذا .. فالمطر خير وبركة
2 لاتتسرع بإسداء النصح أيها الناعم .. فالمطر حكمة الخراب عند الحصاد
3 ألمستوى التكويني للعقل مختلف أيها الأخوة .. وهنا أرى وعياً متجاوزاً ، فالمطر يحيل الصور الواقعية أحياناً إلى سريالية ، ولذا لابد من تأمل هذه الانعطافة
4 ألمطر يثير شهوة الجنون ..
ألشبهاء بصوت واحد .... ماذا؟؟؟؟؟؟.
4 أمام المواقف غير المتوقعة ، المفروضة من الحياة .. علينا أن نتـَّبِع أمزجتنا السرية
لقد كنتُ خارج البيت استرق السمع إليكم
1 لكن هذا عيب ، ومخالف لقانون اللياقة
2 هي أخلاق الشحاذين والسَوقة .. فلا تتفلسف رجاء
3 من راقب الناس زاد علماً
4 دعوني أتكلم .. فإذا كفت السماء عن النحيب ، سأرحل .. فأنا على عجلة من امري ..
2 لن نعطِّل مشاريعك .. فإنك تمارس تجارة لاتـبور
1 لا تسخر من الرجل ياهذا
4 انا اتسول المعرفة من السماء أيها الناعم
3 نراك تستدرجنا نحو انزياحات
4 حين يتفوه العبقري .. نصفه بالجنون ، إعجاباً ... اما غرائبيات الطفل .. فنصفها بالتمرد ...

1 هذا صحيح

2 مستهزئا بـ 1
صحيح .. ماهو الصحيح ؟. لم يقل إلا مسلّمة بسيطة .. ولكن مثلك يتصوره فتحاً جديداً في الفكر
4 دعوني أكمل .. أيها السفهاء
ما كان جنوناً فيما قبل ، هو الآن إبداع وفن وجمال .. ولكن ، من يضمن بقاء هذا بعد الآن ؟!.
الآن فترة صمت .. مابين المُلقي والمتَلَقي .. وهذه اخطر مدة برأي ( رولان بارت ).
موجهاً الحديث إلى 3
ألجنون نقطة التحول بالتأريخ .. وفق ماقاله ( فوكو ) .. وهي النقطة التي أثارت 2 كونها تقود إلى الشك الديكارتي ياهذا.
2 ألجنون هو أعجوبة الشعر ، ومفاجأته العظمى

3 وأين تكمن الجدوى

4 في اللاجدوى .. حتماً

1 لابد انك تمزح أيها المتسول

2 أتأكدتم الآن ايها الــ ( أستغفر الله ) .. بأن الجنون يرسم أجمل الأشياء؟.
والنوم على قارعة الطريق ، علامة مرورية للسلام .. والمكوث تحت المطر ، براءة من الهشاشة .. والسُكر غبوقاً ، كفر بالسياسات والدساتير التي أجهضتنا !!.
3 علينا أن نتأمل أولاً
4 آرتو رامبو توقف عن الكتابة ، حين شعر بانه لم يعد مجنوناً
1 لكن العقل ميزان الشعوب ، والوصول إلى الحقيقة ...
2 مقاطعاً
2 دعونا من مدركات العقل ونبله .. لنجعله بارتباك
1 لكن الصراط المستقيم لايدلنا إلا إلى الإستقامة .. وهذا لايتأتى إلا بالعقل والروحانية
3اختلف العقلاء في الشَعرة الفاصلة بين الطرفين .. أهي شعرة معاوية ، أم شعرة أدونيس

4 بل هي شعرة أبليس هههههه

ألوجوديون يعتبرون الجنون ( موقف حر ) .. وكثير من الفطاحل ، يتميزون بتركيبة نفسية خاصة
2 أجل ايها الصديق .. فمنهم هولدرلين ، وشومان ، ونيتشه ، و..
4 مقاطعاً
حين سُئل اندريه موروا .. هل جميع المبدعين مجانين .. قال لا ، بل كانوا سيصيروا كذلك لولا الأدب
1 خلقت أدمغتنا لتعطينا فهماً صادقاً عن الحقيقة
4 لكن ( شكسبير ) في " حلم ليلة صيف " اقترح ارتباطاً بين الجنون والإبداع
3 ألحب ياسادتي هو الحافز والمحرك للإبداع الأدبي .. سواء كان حب الكتابة أم حب الذات .. أم حب الآخر .. طبيعة أم أنثى أم فكر أم إله
4 والآن أستميحكم عذراً .. فإني قد نويت الرحيل
1،2،3
لكن السماء عابسة ، والمطر غطّى السفوح .. والمشي محال .. فخروجك في هذا الظرف جنون
4 ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماذا قلتم؟.
جنون !!!!.
اسمعوا أيها المستنسخين
حين اعترت فان كوخ حالة عشق عارمة ، قطع أذنه وأهداها لحبيبته تذكاراً .. وهيمنغواي قتل نفسه .. وأبوحيان التوحيدي قضى عمره بالتأليف ثم أمر بدفن كتبه ... هل عرفتم الآن .. الجنون ؟.
أذكروا هذه الـ آن
وهل عرفتم بأنكم كلكم نسخ من سمعون ..
حتى أنا نسخة منه .. لكني أنبلكم وأشجعكم .. لأني سأبقى أبحث ، وأستجدي المعرفة عند أبواب السماء .. فأنا الباز الذي تنبأ بي ابن مصلح ذات ثمالة ...

تأمل ذلك كله .. وهو يحتسي آخر قطرة من خمرته المعتّقة بدنان الروح ، وبنكهة القهر .. مشفوعة بآخر نَفَس من آخر سيكارة لفـَّهـا من أوراق العنب التي تغطت به حبيبته ذات تسكع .. فلم يشعر إلا ويده تقذف الكأس على جدار الصمت ، ليتشظى ألف عمر مصلح.
حينها قال ( لك ألله لايوهبك يا إبن مصلح .. طيرتلي الكان براسي )
هذا ما ردده عبدالكريم سمعون ... في الميتتة الأولى بعد الألف

حوار جميل
سيناريو جاء مكملا للحوار
فكرة مذهلة

ثلاثة عناصر اجتمعت في موضوع جذبنا عنوانه
وما أن ولجنا داخله ، حتى أخذنا دون أن ندري
بجاذبية من اكتشاف عمر مصلح لا أينشتاين ...

طريقة رسم الشخوص كانت رائعة
وطريقة توظيف سيناريو يخدم الحوار جاء متناسقا مع
جمال الحوار ...

القدير / عمر مصلح

سارعت ُ في حجز مقعدي في هذه الرائعة
ووجدتني هنا أتأمل الكلمة حين تتحول من مجرد حروف مهمله
على أديم سطور ، إلى نص متحرك بحركة شخوصه على خشبة مسرح
وهنا يتجلى الإبداع حين يتحول الجماد إلى متحرك ، والحرف الساكن إلى
متكلم ...والنص إلى مشهد معبر يحمل مشهدا بصريا مذهلا ..

دمت مبدعا

الوليد

عنصر الدهشة أجبرني على الصمت
لذا سأعود بجنون يقترب من المعنيَين بهذا النص
هذيان آخر أستاذ عمر لكنه من العيار الثقيل
حتما سأعود
لكما محبتي

صباح الجنون والفنون

صباح الخير

أستاذي القدير عمرمصلح

نحن بابن سمعون واحد ... نشعر أن علامات الإستفهام تشظينا كما فعل هو بالكأس

فكيف بأربعة ...؟؟؟؟ وقد أضفت عليهم ألوانك السحرية

سأقرؤها كثيييييرا لأستوعب

تحيتي وتقديري لكما

دمتما بخير وسعادة

ذات اناقة يا ابن مصلح قلت :

حين أُحدثكم يسقط كأسي من طاولة علقت على حبل ثريا
وقلت : انا اعطيكم نصف كلامي والباقي يبقى للفطنة
الخوف ، الخوف
لا يحمله من زرع في جوفه نخيل العراق
ودخلت الحصن المعشوشب بالندى والحقول لأبن سمعون
قلنا تابع ...... الأمر بهي الحديث
لا يخلو من افكار شتى ....
منها شيء من قانون حمورابي الأعظم ، ونسبية آينشتاين، وبراعة عمر المصلح ، واستحقاق السمعون كريم
وهذا لا يُخلُ بأمن الدولة او أمن احد
كنا نتلصص الثلاثة الواحد او اكثر
لم نستغرب لياقتك المعهودة بالترتيب المحكم باستنباط براعة شاعرك المجنون شعرا
الحق ، الحق
كنت ابن سمعون ، وكان فيك كثير عمر
تهمتكم لا تستنطق غير الأبداع
وهنا نعلن الحكم بالفرح
وسنحيل القاضي للاعدام
كونه لا يفهم ان بعض الكؤوس والدخان في حقلكم هي التي اوقدت هذا الحريق


حييت استاذي الراقي عمر / وللكريم سمعون : انت تستحق الكثير


وقار / شكرا لبراعة التقديم

أقسم أنني بالكاد استطعت استجماع رأسي امن هذه الرؤوس الأربعة ههههههه ماذا فعلت يا سيدي كان لدي كمّا يسيرا من العقل يكفيني لقضاء أمور الحياة ولكن ذهب الآن ولم يبق منه شيئا وهذه محاولة لمجاراة الجنون أتمنى أن تليق بإبداعك الكريم سيدي الجليل عمر مصلح ..
لك الحب المطلق أيها النبيل ..




-1-يدردش كهذيان بصوت مرتفع
لماذا كلما أقفلت عائدا نحو ذاتي تعترضني دمعة عملاقة تقف حائلا بيني وبيني ..
لماذا كل شيء يبعدني عن أن أحياني على حقيقتي ..
كيف لي أن أنتزع نتف ذاتي ومزق حقيقتي وأشلاء نفسي وبقاياي
أمممممممممممممم
فن الاستهلاك .. فن الاستهلاك ..استهلاك الفن كيف هذا .. زعامات .. مافيات .. أنظمة أمنية .. رؤساء للأبد .. أولياء عهد .. مسخوا جوعوا عروا وأدوا .. حولوا إنساننا لمستَهلكٍ ومستَهلكٍ ..
مضى ليلة تخللها بعض نوم ومازلت عاجزا كليا عن استخلاص ذاتي من أولئك الذين لا أعرف أيّهم أنا وأيّهم هم ..
إمممممممممممم لا بد أنه كان مغشوشا فعلا ولكـ ... يعنـ....
-2- صحوت باكرا ..
1- - ومن أنت بالله عليك هل أنت دمعتي المعترضة كل شيء افكر بالقيام به أم أنت من تفلسف بشأن استهلاك الفن او الفن المستهلك أو فن الاستهلاك وتنظر للمستهلك والمستهلك هنا في الشرق وهناك من حولنا أنا وأنت لمستهلكين ..
- 2- أتعود لذات السؤال لكأن عصبك الثلاثي يتأجج التهابا .. مابالك تتأرق وتتعرق ؟؟
-1- اسمع أيها الـ... صديق الأ .. أنا ... المن .. أنت باله عليك قف بمكان واحد لاستخلصني منك وأتشكل بكوني
أزغت بصري
تارة تتكلم عن لغة سماوية ,, وأراك في بيروتَ تنحني لك القامات وأنت تقول :

(( الفنان الذي لا يجيد لغة الجياع والمظلومين لا يمكن ان يكون مقنعا .
ويصبح هامشيا عندما ينزل عند رغبة المجاملة .))
وتارة تعيدني زمن الأساطير يوم كان الرب أنثى أتريدني أن أتقمصك وكفى .. وتقول :


((انا مشروع دائم للحب , ولو تاملنا الالهة في كل الحضارات لوجدناها انثوية بالغالب . وانها سر السعادة والعذاب في آن معا . ولها طبيعة الهية - بشرية . وكلاهما تحفزان الفنان على الشروع بالعمل .
فالمراة متغيرة متلونة تبعا للزمان والمكان , و..اشياء اخرى . لكن الانوثة تبقى كالحقيقة ثابة لا ينتابها تغير او
فناء .
فانا صنعت الفرشاة من شعر انثى.. كانت وستبقى عالقة بالذاكرة .

2- ههههههههههه أراك تحاربني بسلاحي وكأنني أراني أنا بالمرآة ..
يحضرني قول أمير سنجار ..الشاعر المتصوف .. المكزون إذ يقول :
تجلّى لي فجلاني لعينـــــي = كما لي صورتي المــــــرآة تجلو
ومثل لي الحقيقة في خيال = كما في النور يحكي الشيء ظل

1-اسمع يا أنت .. أتذكرك جيدا أنت الفنان التشكيلي سيد اللون والكلمة حديثك عن الريشة وشعر الأنثى ساعدني على اكتشاف ماهيتك يا ابن مصلح ..
هؤلاء المتصوفة هم كآلهة الإغريق وسومر .. لا يعرفون ماهيتهم فيما لوكانت سماوية أو ارضية
والعاشق المعذب كأنت وأنا تارة يجعلونه آلهة وأخرى بشرا وحين يغضبون منه يجعلونه قنطورا
2- لا لا كف عن هذا الهذيان مازالت الخمرة تلتهم راسك النشوان أنتم الشعراء مجانين لا تعرفون ماهيتكم قال أحدكم حيث تتلاقى أنامل البشر مع الله يكون الشاعر ..وآخر إدعى النبوة وووو
أنتم كفرة ومن تبعكم يغوي ..
1- هي .. مه .. صه .. أنت من يهذي الآن نحن لسنا كفرة ولكن من يتبع أقوالنا دون دراية بعمقها قد يغوي .. ألم يقل جلّ وعلا الشعراء يتبعهم الغاوون .. لم يقل الشعراء هم الغاوون ..
أنتم معشر الفنانون التشكيليون تصوغون ألوانكم ببراعة حتى تكاد تنطق ولكنكم تعجزون عن منحها الروح ... حاول أسلافك استنطاق اللوحات وعجزوا عن ذلك ..ودائما تستشهدون بقول ارسطو: ( من شان الفنان ان يصنع ما عجزت عنه الطبيعة ويجد ان الموجودات واقعة بين نهايتين(
2- ههههههه لا شك أنك مخبول حقا نحن ننطق اللون بتشكيله وتدرجاته ونقائه ونبدع من المسطح عمق وبعد القريب ونقرب البعيد بلمسة ريشة وأنا عمر مصلح .. سأمزق ستارة المسرح وأجرد العلامة من وظيفتها .. ليطلع الجمهور جميعا على ما يجري وراءها وخلف الكواليس ..وأدعو جميع الممثقفين لفعل ذلك أيضا ..
1-أنت تهرطق يا صاح لن تستطيع فعل شيء .. الست أنت القائل أمام الملأ ..(فالواحد هو الاصل , والارض تدور حول النار , والهرم اجمل الاشكال ... الخ .) تارة أنت مع الجمهور وأخرى تنادي بالهرمية والديكتاتور ..وأخرى تقول : (طرد الشرطي الكامن بالذات هو احد مقومات الحرية .)
فكيف ذلك وكل هذه النواظم والشوارع وديكتوريات المفاهيم القيمية تسيطر وتستعبد وتبضعنا في أسواق نخاستها ..
أنتم تقدمون الحسي على العقلي يا معشر الفن ..
ونحن الشعراء نقدم المعنى أولا العقلي أولا
2- اسمع يا ابن سمعون بدأت تتجاوز على أسياد اللون والابداع .. والفن ..
قال سيمونيدس الكيوسي منذ قبل الميلاد بـ 556سنة ( إن الشعر صورة ناطقة أو رسم ناطق وإن الرسم أو التصوير شعر صامت ..)
1- نعم نعم هذا صحيح ولكن لا تنسى أنكم تخدعون العيون والأبصار بقواعد الانسجام اللوني الثنائي ولاثلاثي والرباعي والأبعاد النفسية للألوان وووو لإيحاء فكرة من اللوحة واللون .. أما نحن الشعراء نخاطب عقول البشر وأذهانهم ونحاكي مشاعرهم ..
وانتم عالم الحس لا خطاب لكم إلا عن طريق الحواس المباشرة ..
وأنتم تحتاجون لأدوات خارجة عنكم من لون ولوحة وريشة وووووأما نحن فأدواتنا ذاتية هي الكلمة والنطق ولا شيء آخر ..
( يصدر صوت من ذاك النائم ناتج عن تقلبه وهم نائم )
2-لم تقل لي أيها الشاعر من هذا الذي يشبهنا هناك فأنا لا أتمكن من التمييز بينكما
1- هذا أنا ..
2-وكيف أنت وأنت أمامي هنا وهو هناك
1-يا ابن مصلح حضرت لك الكثير من المعارض الفنية وكل مرة كنت أراك قبل الدخول لحظة وصولي على الباب ولجرد أن أشتم رائحة تبغك وخمرتك تستقبل الزائرين كنت أراك متجسدا أمامي .. وهذا الذي تراه كهذه الحالة هو أنا حيث رفض الحياة وبقي ميتا ولكن من تراه هو أيضا أنا المتشبث بالحياة تابعتها والفرق بيننا .. أنا يرافقني الندم والألم .. أما هو فلا .. هو الشاعر وبين الحين والآخر يتمازج معي فأكتب حينها القصيدة .. وحين يغادرني أجلس متحسرا متألما ونادما على بقائي حيا .. اذهب الآن وآتنا بالتبغ والخمرة فأنا أباكرها صباحا لست مثلك تشربها آخر الليل ..
وسأوقظ الشاعر الميت لننتحد لبعض الوقت نحن الأربعة ربما ننسج من الألوان قصيدة ولوحة ...

الفكرة أنثى
الجنون ذكر
ثنائي من سلالة (الخصب)
ما إن يلتقيان في غفلة من سكون الآلهة
حتى نشهد بأم عين اليقين وبعد مرور تسعة ذهولٍ وتسع تعويذات
أن على جبين وليّ عهد الهذيان ... (شامة) على هيئة كأس
//
والله هذه المرّة لو قالت لي أمي (عابتلج شكو اتخبلتي)
سأقول لها إسألي عمر المصلح
//
تحية حب وتقدير واحترام لك أيها العمر وللسمعون

يا سلام عليكم

يا سلام ع المجانين

ما احلاكم

كنتما هنا قصيدة ولوحه ، اصبعين مر بينهما الهواء سريعا محبا لطيف
كدنا نشم رائحة الهذيان بين السطور ، ما اجملك ايها الكريم وانت تحاور المدى والغصون
وانا كنتُ كالتي تحيك شالا .... ، اضع عقدة هنا واخرى هناك فانسى ثم اعود لوضع الاخرى
فأنسى ، قلت اتركي عقدتك الآن انهم يهمسون لذاتهم ويتبارون وابدأي حين ينتهون

كنت رائعا كريم / وانت استاذي عمر انطقت الحجر


مباركة تلك الجولة البهيه العادله