ليلتي الأولى أشبه بولوج أخر ثقب أسود يوصلني بالحقيقة التي انتظرتها قصيراً، في زحام الحياة و الأحوال كنتُ أسير و بغفلة ذات مدى بعيد، أصيب الهدف بسهم الأمنية و أنسى حِساب الزمن، المعادلة المبهمة لكائن غير أبدي.
طفولتي المزينة بأوقات الضجر تتخللها طلبات غريبة_ليأخذني الموت_ يأخذني و لا يردني ابداً لا ذاكرة و لا نسيان، وقتها كان الموت يدعو الكبار و يتركنا للمرح، عندما رحل جدي لم أشعر بغرابة الأمر، بكاء و عويل ثم نسيان بعد أيام، الا أنني نسيتُ منذ أن علمت بالأمر كما لم يفعلوا هم.
بعد اليوم لا صباح يذكر كل المدينة ليل، المدينة القائمة على أجساد أنهكتها الدنيا و تركتْ على سطوحها علامات الوهن و بعضها لم يشعر بشيء أنتهى قبل البداية.. قبل البداية بكثير.
لا أنتظر زيارة أحد_لا أحد_ أنني الآن في حساب الغياب، غياب بلا قرار للعودة و لا إحتمال الا في حلم زيارة عاجلة و بسباق مع الحياة التي تستدعي الأخرين للصحوة كي تستقبلهم الأعمال و تتوج أنفسهم الإنتصارات المؤقتة، لقد تخلصتُ من كل هذا الا أنني نسيتُ أن أرتب فراشي بعد الإستيقاظ لا بأس هم سيتدبرون الأمر، و نسيتُ أن أنهي أخر تقرير عن "الحياة السعيدة في ظل العائلة" ستحرق الأوراق ربما ستدرج في ملف و تهدى كذكرى، و نسيتُ أن أخبر الكثيرين أني سامحتهم أني أحبهم، نسيتُ و فات الآوان.
لا حراك بعد اليوم لا طلب لا جواب، إنها الرفاهية و كل صفات الكسل التي تستهويني الا أنني لم أكن أدرك إن رقدتي هنا ستطول و كان علي أن أستيقظ كثيراً و أعمل كثيراً، لو عاد بي الزمن لكنتُ أنا، الا انني اليوم_لستُ أنا_ بهذه القناعات الغريبة، أعيدوني قليلاً لأعمل.
_لا تفكر كثيراً، افضل الأموات نادمون (الميت رقم 1)
_دعه يتحدث سيصاب بالملل و ننتهي من ثرثرته (الميت رقم 2)
_أصمتوا أريد بعض الراحة ألم تكفيكم الدنيا و كل تلك الثرثرة (الميت رقم 3)
_لا بأس.. هنا توجد حرية، حرية للهذيان ثم الصمت حتى... (الميت رقم 4)
كل تلك الأصوات غير الجهورة تشعرني بعدم الوحدة، الا أنني لا أهتم كما كنتُ افعل الا بعض الإنصات كي أدرك أني على قيد الحياة ثم اليوم كي أدرك أني من الأموات، الا أنني سأقدم على سؤال وحيد، ما هو رقمي في عداد الأموات؟!
هذه قبورنا تملأ الرحب...فأين القبور من عهد عاد
رب لحد صار لحدا...ضاحكا من تنافر الأضداد
(المعري)
رغد..هناك من لايترك أثرا فينسى بعد موته بأيام...والبعض لأسابيع..وآخرون لسنين..ومنهم يبقى مخلدا الى الأبد...
هذه قبورنا تملأ الرحب...فأين القبور من عهد عاد
رب لحد صار لحدا...ضاحكا من تنافر الأضداد
(المعري)
رغد..هناك من لايترك أثرا فينسى بعد موته بأيام...والبعض لأسابيع..وآخرون لسنين..ومنهم يبقى مخلدا الى الأبد...
يطغي على كتاباتك روح الفلسفة وعندما تكون القصة بهذا اللون
تكون كلماتها المتقاطعة وصورها الرمزية أكثر اثارة وتشد القاريء
لتفكيك الرموز وربط الكلمات..مثل هذا النمط من الكتابة يحتاج الى
رؤيا ثاقبة وخيال متقد ولغة متمكنة في توليف فلسفي..
نصا يعطي المتعة الفكرية ويمتلك الهدف النبيل،في بناء رصين لسردية
القصة بما يلائم نمط هذه الكتابة
أهنئك على هذا النص الجميل..مع تحياتي وتقديري
يطغي على كتاباتك روح الفلسفة وعندما تكون القصة بهذا اللون
تكون كلماتها المتقاطعة وصورها الرمزية أكثر اثارة وتشد القاريء
لتفكيك الرموز وربط الكلمات..مثل هذا النمط من الكتابة يحتاج الى
رؤيا ثاقبة وخيال متقد ولغة متمكنة في توليف فلسفي..
نصا يعطي المتعة الفكرية ويمتلك الهدف النبيل،في بناء رصين لسردية
القصة بما يلائم نمط هذه الكتابة
أهنئك على هذا النص الجميل..مع تحياتي وتقديري
قصي المحمود
ما يجعلني في شوق لقراءة تعليقك هو هذا التحليل المنطقي لكل شيء
ثم الإحساس بروح النص الفلسفية
و الرحلة الطويلة التي تعتمدها الأبجدية
تحية تليق بسمو فكرك