من كتابي
سبعة أعمار للإنسان
حسن حجازي
William Wordsworth
وليام وردث ورث (1770-1850م)
هو أول شعراء الحقبة الرومانسية العظام .وُلَد فى كمبرلاند انجلترا وتعلم في مدرسة هوكسهيد للقواعد حيث كان يُسمَح له بقدر من الحرية ليتجول في الريف ويقترب من حياة القرويين .هذا الإتصال المبكر والمستمر مع الطبيعة والإنسان العادي المألوف الذي يعيش على الفطرة والذي كان له أبلغ الأثر في شعره فيما بعد . لم يكن سعيداً بذلك . استقر وردث ورث في دوريست وبدأ صداقته الحميمة والطويلة مع الشاعر سامويل تايلور كولريدج والتي أثبتت أنها كان لها قيمة واضحة وفي اصدار كتابهما المشترك "الأغاني الوجدانية " 1789م وهي نوع من القصائد الوجدانية التي تعتمد على الحكي والغنائية .كانت مقدمة وردث ورث لهذا الكتاب هي أهم إسهاماته في ميدان النقد الأدبي ونظرياته .
عاد هو أخته للبحيرة حيث عاش في دوف كوتاج وانتقل كولريدج أيضاً لنفس المنطقة في عام 1802 م تزوج وردث ورث من ماري هيتشنسون والتي كتب لها قصيدته : "كانت هى سراب – شبح من البهجة ". كانت سونيتات وردث ورث وأعماله الوجدانية ربما من افضل أعماله ,من بين أشهر قصائده : كتبت على جسر ويستمينستر , الحاصدة الوحيدة , أهيم ُ وحدي كسحابة , ونُشِرت كلها عام 1807م بعدما ساد الإعتقاد بأن شعره قد اضمحل وضعف . لكن الخلاف المستمر مع كولريدج وسوء حالة شقيقته دورثي الصحية أثرا على صفاء تلك الحقبة من عمره لكن ودرث ورث عاش طويلاً ليبلغ الثالثة والسبعين ويتوج بلقب بشاعر البلاط وهو أعظم لقب تمنحه انجلترا لشعرئها المبدعين0
(23) Composed Upon Westminster Bridge
على جسر ويست مينستر(لندن)
ترجمة
حسن حجازي
ليس لدى الأرض أبدع مما تعرضه الآن من جمال :
فاقدٌ للشعور ,بلا روح ٍ ,بلا قلبٍ مَن يمر من هنا
ولا يأسرهُ مثل هذا السحر ولا يفتنه هذا الجلال :
تلكَ المدينة , من الكساء, ترتدي أزهى الألوان
في جمال الصبح , في سكونه , من جميل الصنع
أحلى ما جاد به الزمان من سفنٍ وأبراج ٍ ,
من قبابٍ ومسارح ومعابد ,
تمتد عبر الحقول , نحو السماء
كلٌ يسبح ُ في سكينةٍ وفي أمان ,
الشمسُ ,من قبل , لم تكن أكثر فتنة
وهي تحتضنُ الأودية , الصخور والتلال ,
لم أشعر , من قبل ُ, أبداً بمثل هذا الهدوء
وتلك السكينة , فالنهار يجري وينساب
حسب مشيئته في دروبه الجميلة ,
يا الله ! الكل يشعر بالرضا الكل يرقد ُ في سلام
هذا خلق الله وهذا صنع الأنسان
الكل يسبح ُ بحمده – سبحانه-
فسبحان مَن لهُ الدوام !
(24) الى طائر الكوكو To The Cukoo
ترجمة
حسن حجازي
يا لسعادة القادم الجديد لقد سمعتك َ
سمعتكَ وأنا من النشوةِ سعيد
أيها الكوكو أأسميكَ طائراً وصوتك َ
الهائم ُ دوماً المحلق بسحرِ النشيد
عندما أتمددُ على الأعشاب البرية
تأسرني أنغامك َ الشجية
تنساب ُ من تل ٍ لتلِ بخفةٍ بعفوية
هنا وهناك .... بحرية
ترانيمكَ العذبة تفيضُ على الأودية
على الشمس ِ المشرقة ِ وعلى الزهور
تحكي لنا أساطيرك َ الندية
عن الساعاتِ الحالمة فى سرور
للمرةِ الثالثة مرحباً بكَ يا عاشق الربيع
حتى الآن أنتَ بالنسبة ِ لي
لستَ بطائرٍ بل كائن غامض و بديع
صوت , لغز خفي
نفسُ الصوتِ أعرفهُ من أيام ِ الصبا
أسمعُ تلكَ الصيحة وهذا الغناء
تجعلني أبحثُ عنكَ على طول ِ المدى
في العشبِ فوق الشجر , بل وفي السماء
أبحث ُ عنك َ وأتجولُ فى هُيام
خلالَ الغابات ِ والمروجِ الرائعة
حتى أصبحت َ لي حباً وغرام
وأرجو لقاكَ لكن بلا فائدة
إلا أننى أسمعُ الآن نغماتك
عندما أتمددُ على السهول البرية
فأصغي إليكَ وتصحو بقلبي ذكرياتك
وإحنُ شوقاً لتلكَ الأوقاتِ الهنية .
(25) زهور النرجس Daffodils
ترجمة
حسن حجازي
كنتُ أهيم ُ وحيدا ً كسحابة
تحلق ُ فوقَ التلالِ والأودية
عندما فجأة وجدتُ جماعة
من زهور النرجسِ الذهبية
جوار البحيرة وتحتَ الشجر
تراقصُ النسيم َ وتناغي الوتر
مثل نجومِ ِ السماءِ اللامعات
تمتدُ بلا نهاية تلكَ الزهور
على حافةِ البحيرة تبدو فاتنات
في لمحةٍ رأيتُ آلافاً في سرور
على شاطىء النهر ِ كانت متناثرة
تهزُ رؤوسها في رقصة ٍ ساحرة
جوارهم يتراقصُ الموجُ فى مرح
لكن َ زهورَ النرجس ِ فاقت الموج سعادة
والشاعرُ هنا لا يقدر إلا أن يغرقَ فى الفرح
مع هذهِ الصحبة الميادة
نظرت ُ ونظرت ولكنني أدركت ُ الآن
سروراً ملأ قلبي ومن النشوة ِ فرحان
مرارا ً عندما أرقدُ في فراشي
تتنازعني أفكارٌ عنيدة
فى فراغي أو بأوقات ٍ عصيبة
تلوحُ في خاطري صحبةُ النرجس السعيدة
فتكونَ سميري فى الأوقات ِ الحزينة
وتملأ قلبي بالسعادة ِ والسرور
ويرقصُ قلبي طرباً مع تلكَ الزهور.
(26) قوس قزح The Rainbow
ترجمة
حسن حجازي
يقفزُ قلبي فرحاَ عندما أرى
قوسَ قزح يلمعُ في السماء :
كذلك كان في بدءِ حياتي ؛
وهو الآن لم يزل
وأنا في ريعان شبابي ؛
وسيكون َ كذلك عندما تمضي سنواتي ؛
وإلا دعني أموت !
فالطفل هو والد الإنسان ؛
وأتمنى لو أنَ أيامنا تظلُ مرتبطة معاً
وعلى الدوام برباطِ من الطبيعة ِ
ومن عظيم الإيمان ِ .
(27) الحاصدة الوحيدة
The Solitary Reaper
ترجمة
حسن حجازي
أنظر إليها , وحيدةٌ في حقلها,
بمفردها هناك ابنة التلال !
تحصد وتغني بنفسها ،
تقف هنا أو تمشي في دلال!
تحصدُ وتجمع المحصول بمفردها ,
وتغني في شجنٍ شجيٍ كالموال
إسمع! فالوادي يرددُ شدوها
ناشراً السحرَ في كافةِ الانحاء .
صوتها أكثر عذوبةً من العندليب
في ترانيمه الشجية
للمسافرين للرحل ولكلِ غريب
بين الصحاري العربية :
صوتها أكثر عذوبةً من طائر الكوكو الرخيم
عندما يكسر صمت البحر الوديع
معلناً عن بدء قدوم الربيع
في تلك الجذر النائية .
من يخبرني ماذا تغني ؟
ربما تنسابُ فى كلمات حزينة
أو عن أشياءٍ قديمة
أو معاركٍ من أزمنةٍ بعيدة
أو تشدو بأغنيةٍ بسيطة
مألوفة لأناسٍ بسطاء
أو لأحداثٍ عادية من كدٍ وعناء
أو عن بعض الحزن العفوي ,من خسارة أو ألم
أحداث قد مرت أو ربما يعيدها الزمن
مهما كانت الفكرة لأغنية الغادة الجميلة
حتى لو كانت بلا نهاية
في عملها رأيتها تتغني
في خفةٍ على منجلها تتثنى
أستمعت إليها وأنا مسلوبُ الإرادة
وكلما صعدتُُ بعيداً أعلى التل
أحملُ في قلبى عذوبتها وأظل
أستمعُ لها وأنا عنها بعيد
وسأبقى أتذكرها سعيد .
وقلبي من شدوها سعيد .